لجأ أقباط كنيستى فيلجويف وكولومب المصريتين بباريس للمحاكم الفرنسية للبت فى نزاع دائر بينهم وبين الأنبا مارك أسقف الكنيسة القبطية المصرية بباريس، بعدما قرر الأخير بناء مطرانية جديدة هناك بأموال التبرعات بالمخالفة لقرار مجلس الكنيسة المنتخب الذى قرر توسعة كنيسة "فيلجويف" نظرًا لزيادة أعداد الشعب القبطى هناك.
أرجع ماهر إسكندر مصرى مسيحى مقيم فى فرنسا منذ 30 عامًا الخلاف إلى عدم احترام الأنبا مارك الأسقف الذى تم تعيينه منذ عام 2015 قرارات مجلس الكنيسة المنتخب الذى رأى توسعة كنيسة "فيلجويف" قبل تعيينه بسنوات حيث تدار شؤون الكنيسة من خلال جمعية عمومية ولجنة تشكل عن طريق الانتخاب.
وأوضح إسكندر عضو لجنة الكنيسة المنتخب فى تصريحات خاصة، أن كنيسة فيلجويف هى أكبر كنيسة عددًا فى إيبراشية باريس، فهى تقع فى وسط العاصمة الفرنسية ويسهل الوصول إليها عبر وسائل المواصلات المتعددة سواء المترو أو الأوتوبيس، ثم مع زيادة أعداد المهاجرين المصريين هناك ضاقت الكنيسة مما دفع الخدام لإقامة بعض فصول مدارس الأحد فى مطاعم قريبة منها مما دفع لجنة الكنيسة لاتخاذ قرار بشراء مبنى خدمات قريب منها حتى يخف الضغط والازدحام على المبنى القديم.
وقال ماهر إن الخلاف مع الأنبا مارك بدأ حين قرر مخالفة قرار لجنة الكنيسة، وقرر استخدام أموال التبرعات من أجل شراء أُسقفية كبيرة فى جنوب باريس وهى منطقة بعيدة عن سكن شعب الكنيسة الذى اعتاد التردد على كنيستى فيلجولف وكولومب، مشيرًأ إلى أن المبنى الجديد يبعد عن كنيسة كولومب حوالى 40 كيلو متر وعن فيلجويف 20 كيلو متر مما يكلف المترددين على الكنيسة أجرة المواصلات وكذلك الوقت والجهد.
أما أوجينى كريم، مصرية مسيحية تصلى فى الكنيسة فقالت أن الأنبا مارك غير لائحة الكنيسة بدون الرجوع إلى الجمعية العمومية للكنيسة ورفض النقاش فى هذا الأمر، وفرض علينا لائحة غير قانونية لا تتسق والقانون الفرنسى مما يعرض الكنيسة لأزمة قانونية، وهو الأمر الذى دفع شعب الكنيسة للجوء إلى المحاكم الفرنسية.
ويقول راضى جون أنه طالب الأنبا مارك بتعديل اللائحة والإجراءات الخاطئة التى قام بها ولكنه رفض ومن ثم لجأو إلى المحكمة وفى وانتظار الحكم.
كنيسة باريس
أما ماهر جونى، أحد أبناء الجالية المصرية فى فرنسا، فأكد أن شعب الكنيسة لا يمانع فى شراء مبنى جديد للأسقفية التى يرغب الأنبا مارك فى بنائها، ولكنهم فى الوقت نفسه يرغبون فى توسعة مبنى كنيستهم القديمة حتى تتعدد الخيارات أمام الراغبين فى الصلاة.
من جانبه رد القس يوسف اسطفانوس المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى فرنسا على تلك الاتهامات وقال فى اتصال هاتفى مع "اليوم السابع"، أن مقيمى الدعوى القضائية يبحثون عن مصالحهم الشخصية بغض النظر عن مصلحة الكنيسة بل إنهم يرغبون فى إلحاق الضرر بها عبر المحاكم الفرنسية.
الانبا مارك وكهنة باريس
ونفى القس يوسف ما تردد عن بُعد مكان الأسقفية الجديدة عن شعب الكنيسة، مؤكدًا أن المكان بعيد عن بعض الأفراد ولا يعقل أن تبنى الكنيسة مقرًا مفصلاً للجميع، لافتًا إلى أن وسائل المواصلات فى فرنسا تغطى كافة مناطق باريس ولن يتضرر أحد من الصلاة فى المقر الجديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة