تواجه الشرطة الأمريكية من جديد انتقادات حادة، ليس على عنفها المفرط هذه المرة، مثلما كان الحال فى العديد من الحوادث التى تعاملت معها فى السنوات القليلة الماضية، بل على عدم تدخلها لمنع العنف قبل حدوثه وتقصيرها فى أداء دورها فى الأحداث الدموية التى شهدتها مدينة تشارولتسفيل بولاية فرجينيا يوم السبت الماضى.
فبعدما تحولت المواجهة بين القوميين البيض العنصريين الذين كانوا ينظمون مسيرة فى المدينة، ومعارضيهم إلى اشتباكات، لم تقم الشرطة بواجبها فى منع تطور الأحداث.
وقالت صحيفة واشنطن بوست، إن الشرطة تعرضت لانتقادات بسبب أدائها الضعيف فى الفصل بين الطرفين، ونقلت عن شهود عيان قولهم إن أسوأ ما فى الأمر أن أشخاصا أصيبوا بينما كانت تقف الشرطة بجوارهم ولن تفعل شىء، موضحة أن الشرطة لم تتدخل إلا بعد دقائق عديدة من بدء الاشتباكات، وبدأ أن عناصر الشرطة تتراجع فى البداية قبل أن تقف وتراقب الاشتباكات ثم تدخلت فى النهاية.
وفى السنوات الماضية، أثارت الشرطة الأمريكية موجات من الغضب العارم بتعاملها الوحشى مع المشتبه بهم، لاسيما السود، الأمر الذى أسفر عن قتل العديد منهم على يد ضباط، وكانت البداية مع مقتل الشاب الأسود ما يكل براون فى أغسطس 2014 فى مدينة فيرجسون بولاية ميزورى، وذلك بعد إطلاق النار عليه 6 مرات، بينها رصاصتين فى الرأس، لسرقته علبة سيجار قيمتها 49 دولارًا، وتسببت تلك الواقعة فى اندلاع احتجاجات هائلة نشأت معها حركة "أرواح السود مهمة" للدفاع عنهم فى مواجهة عنف الشرطة.
وفى وقت لاحق من نفس العام، قُتل مواطن أسود أعزل على يد الشرطة خنفا خلال ضبطه أثناء بيعه سجائر غير خاضعة للضريبة، وأثار قرار محكمة أمريكية عدم توجيه اتهام للشرطى الذى قام بقتله احتجاجات غاضبة أيضا فى شوارع نيويورك. ولقى إريك جارنر، وكان أبا لـ6 أطفال يبلغ 43 عاما، مصرعه على يد الشرطى جاستن داميكو الذى قام بطرحه أرضا بينما كان يحاول مقاومة الشرطة التى ذهبت للقبض عليه بسبب بيعه سجائر غير خاضعة للضريبة.
وفى شريط مصور للحادثة يظهر رجل الشرطة يضغط على رقبة جارنر، الذى اشتكى أكثر من مرة أنه لا يستطيع التنفس قبل أن يغيب عن الوعى ويلفظ أنفاسه. وقام المحتجون، الأربعاء، بترديد آخر كلمات جارنر "لقد انتهى اليوم" وردد آخرون "لا أستطيع التنفس".
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نشرت تقريرا الشهر الماضى قالت فيه إن الشرطة الأمريكية قتلت وأطلقت النار على 492 شخصا خلال النصف الأول من العام الحالى، وهو رقم مماثل تقريبا لعدد حوادث القتل الدموية فى نفس الفترة خلال العامين الماضيين.
وأوضحت الصحيفة، أنه برغم التراجع فى عدد العزل الذين قتلتهم الشرطة، إلا أن عدد عمليات القتل الإجمالى يظل يقترب من ألف وفاة للعام الثالث على التوالى، وفقا للبيانات التى جمعتها واشنطن بوست، لافتًة إلى أن عدد القتلى فى عام 2017 مشابه للغاية لعدد العام الماضى.
يذكر أن عنف الشرطة الأمريكية تسبب فى استهدافها، ففى يوليو العام الماضى قام محتجون بإطلاق النار على الشرطة فى ولاية تكساس مما أدى إلى مقتل خمسة ضباط، فيما وصفته وسائل إعلام فى هذا ىالوقت بأنه أسوأ هجوم على الشرطة منذ أحداث سبتمبر الإرهابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة