ما ذنب المواطنين فى سيوة حتى يتم ابتلاؤهم بموظفين معاقبين فى مرفق حيوى مثل الإسعاف؟ فالمسعفون الذين انشغلوا بالتقاط صورة سيلفى أمام قطار الإسكندرية المنكوب، يعبرون عن مجتمع ضميره لم يعد بخير، مجتمع تخلص أفراده من شعورهم بالذنب تجاه القتلى والمصابين وإغاثة الملهوف، وأصبحوا أسرى لعدد الأصدقاء فى حساب الفيس بوك وعلامات الإعجاب والتسابق على تناقل الأخبار والصور ادعاءً بالأهمية ومعرفة بواطن الأمور، لكن قرار النقل أيضًا يعبر عن عقم إدارى يعود لعصور الظلام البيروقراطى، حين كانت الحكومات المركزية تحتقر الأطراف فترسل لها المهمل والمعاقب والمغضوب عليه، وكأن أهل القرى مكتوب عليهم أن يتعاملوا مع موظف ساخط على الحكومة والظروف فيقابلهم بوجه عابس ويعطل مصالحهم، ثم نعود ونتساءل: لماذا لا يحب المواطنون التعامل مع الحكومة ولا يثقون فيها؟.. وإذا أردنا الإنصاف فإن العقاب الأبدى لا يكون إلا فى الجحيم، لذا فنحن نحتاج لعقاب آخر أكثر فاعلية فى تقويم الموظفين، وأقل تعذيبًا للمواطنين فى الأرياف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة