الدنيا ربيع ،، والجو بديع .. هكذا غنتها سندريلا الشاشة لتلقي في روعنا أن الربيع جميل وحسن ، مع أنه عندنا كاذب أشر ،كله رياح خماسينية وموجات حر وعواصف ترابية ، فلا يأتي بخير يسر ، وإنما يصاحبه كل مايعكر الصفو ،ويضر النفس ، نعم الربيع كاذب ومراوغ ،وكله زوابع وأتربة تهيج الأغشية ،ملحقة الأذى بالجهاز التنفسي ،جالبة قذى العين والرمد الحبيبي ، أي أن الربيع في منطقتنا خدعة كبيرة وفخ محكم ،لكل محبي الحياة ،عاشقي التغيير والإنطلاق ،مريدي التنزه والخروج من الضيق إلى الإتساع ومن المحدودية إلى آفاق أكثر رحابة !
فلو كانت رحمها الله على قيد الحياة ، لتقدمت ببلاغ ضدها لأنها خدعتنا ، ولن تستطيع الدفع بأن الكلمات من إبداعات صلاح جاهين ، لأنها مسئولة عن حالة البهجة والنشوة والانشراح التي بذرتها في وجداننا العربي !
يبدو أننا نلدغ من ذات الجحر مرتين ، فهاهو ذَا الربيع العربي يعاجلنا ، ليخدع الشعوب التواقة إلى تغيير واقعها غير المريح ، فيظهر في ثوب المنجي والمخلص من إرثها القديم ، لتنتفض وقد أمسكت زمامها لتبدأ الركوض لتلتحق بالأمم المتقدمة التي تُمارس رفاهة العيش وتهنأ بالوفرة والرخاء والبحبوحة ، فتكتشف أن نتاج مخاضها وتضحياتها لا يعدو أن يكون مايقوم به بوحة ( الشخصية التي جسدها الفنان محمد سعد) !
لن أتطرق إلى مالحق بنا من حروب أهلية وتشريد وتقتيل وخراب ودمار يحتاج عمر نوح وصبر أيوب وأموال قارون ،لكي يتم إعادة الإعمار وإعادة اللاجئين وعلاج المصابين وتعويض المتضررين ، سامحك الله يابوعزيزي( التونسي الذي أضرم النار في نفسه فيشتعل فتيل الثورة التونسية ) ، ورحمك الله ياسعاد !
لن أخوض في مسائل تفصيلية منظراً متفلسفاً قائلاً :
كاني وماني .. سامتثل لأمرك يا سعاد عندما أخبرتينا :
كاني ماني إيه ،،، ده الدنيا ربيع
الدنيا ربيع ،،،،،،الدنيا ربيع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة