كشف الدكتور عادل المصرى، رئيس قطاع السياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة، عن خطة شاملة للقضاء على كل الظواهر السلبية التى يواجهها السائح الأجنبى فى مصر، معلنا محاور خطته التى وضعها بمجرد توليه مهمة القطاع التى تضمنت عددا من المحاور التى تسعى لإعادة هيكلة القطاع وتسليط الضوء على أماكن سياحية غائبة عن خريطة الاهتمامات.
وتحدث «المصرى» فى حواره لـ«اليوم السابع» عن خطة القطاع للاستفادة من كل نجم عالمى يزور الأراضى المصرية، وأسباب عدم استغلال الأماكن السياحية فى مصر بالشكل الكافى فى تصوير الأفلام والكليبات، كما تحدث عن أزمة بعض أصحاب الفنادق مع السياح المصريين والجهد الذى يقوم به القطاع والهيئة لرفع ثقافة ووعى السائح المصرى.. وإلى نص الحوار.
قبل شهر ونصف كانت جلستك الأولى على هذا المكتب.. بماذا كنت تحلم وقتها؟
- كنت أفكر فى أن السياحة الداخلية فى مصر تستحق الكثير من الجهد لأن السياحة الداخلية فى كل دول العالم تمثل النسبة الأكبر من النشاط، ونحن نملك كنوزا سياحية تحتاج فقط للتنشيط والاهتمام، ونملك شعبا يحب وطنه، لكنه يحتاج فقط للتوعية والتوجيه، وجلست وقتها وكتبت خطتى التى أسير عليها الآن، وأتمنى تحقيقها.
ما هى محاور تلك الخطة؟
- أول محور هو إعادة هيكلة القطاع والاهتمام بالجانب المهنى والمهارى للموظفين والشباب الموجودين، المحور الثانى حل المشاكل المتراكمة بالمكاتب الداخلية وعقد دورات تدريبية للموظفين، ثم تفعيل برامج الوعى السياحى من خلال برامج توعية المواطن وهى تتم بالتعاون مع جامعة حلوان.
ما المحاور التى بدأت بها ومنحتها أولوية فى العمل؟
- أولويتى هى إعادة هيكلة القطاع، وتأهيل وتدريب الشباب، وإعداد كوادر قادرة على قيادة العمل السياحى فى المستقبل، من خلال منح دورات لصقل مهارات العاملين وتطوير أدائهم المهنى والإدارى، ووضع تصنيف للمهام التى يقوم بها كل موظف، ووضع برامج تدريبية متخصصة للعاملين بكل المكاتب الداخلية بالمحافظات، والتحفيز باختيار الموظف المثالى بكل إدارة ومكتب التى تبلغ 24 مكتبا على مستوى الجمهورية.
وما نقاط الانطلاق التى ركزت عليها لتنشيط السياحة الداخلية؟
- نقاط الانطلاق تتمثل فى أن مصر تحظى بأجندة أحداث كبيرة وضخمة فى كل المجالات، من مؤتمرات ومهرجانات فنية ورياضية وثقافية، واستغلالها بالشكل الجيد الذى يخدم السياحة المصرية، عن طريق عكس صورة مصر الجيدة فى الخارج، وأن يكون هدفنا فى النهاية أن نقول من خلال تلك العمليات إن مصر آمنة وناجحة فى تنظيم فعاليات كبرى.
لكن البعض يتحدث عن أن أزمة السياحة تكمن فى سلوك المواطن المصرى نفسه.. هل تؤيد ذلك؟
- هذه النقطة التى تطرحها تتعلق بالمحور الثالث من الخطة الموضوعة، وهى التوعية السياحية للمواطن المصرى من خلال مجموعة برامج، بعضها يخص المتعاملين بشكل مباشر مع السائح، مثل سائقى التاكسى وأصحاب البازارت وأصحاب الجمال والحنطور، وهؤلاء نقدم لهم كورسات تطوير وتدريبب على التعامل مع السائح وتطوير أنفسهم مهنيا، والمسار الثانى مرتبط بالمواطنين بشكل عام، حيث نراعى توعيتهم من خلال الحملات التى نقوم بها ونراعى فيها تقديم توعية شاملة للمواطنين عن أهم السلبيات التى يجب تجنبها.
الأماكن السياحية فى مصر كثيرة لكن أغلبها غير مسلط عليه الضوء.. كيف ستعيدون الروح لتلك الأماكن؟
- إعادة الروح لتلك الأماكن ستتم من خلال التنسيق لنقل عدد من المهرجانات والفعاليات لأماكن متنوعة فى مصر، ثم إطلاق حملات لتلك المناطق ومحاولة توجيه المواطنين لجمال وأهمية تلك المناطق وتسليط الضوء عليها، وكذلك إعادة دراسة مجموعة من المبادرات بنشر ثقافة سياحة الإجازات، وتعريف المواطن المصرى بمناطق الجذب السياحى فى وطنه.
بعد شهر ونصف فى منصبك.. هل تشعر أنك ستستطيع تحقيق أهدافك؟
- لدى طموح وتفاؤل كبير بالعناصر الشابة والمؤهلة بالقطاع الذين سيساعدوننى فى تحقيق نسبة جيدة جدا وخطوات كبيرة تجاه ما أتمناه للسياحة فى مصر، وذلك أيضا بالتعاون والتنسيق مع رئيس الهيئة المصرية لتنشيط السياحة بقيادة هشام الدميرى، الذى يوفر لنا كل الإمكانيات والتسهيلات لتحقيق أهدافنا التى تتكامل لخدمة السياحة المصرية.
كيف يتم التنسيق بينك وبين قطاع السياحة الدولية؟
- نحن لا نحتاج لتنسيق لأننا بالأساس نعمل لهدف واحد، واستطعنا أن نصنع مزجا بين الإدارتين فى العمل باستغلال كل الأحداث والمهرجانات لتكامل القطاعين، ومثال على ذلك أننا دائما ما نخاطب مكاتبنا بالخارج للترويج لكل المهرجانات والأحداث الترفيهية التى تتم فى مصر.
لماذا لم يكن يتم استغلال تلك الأحداث والمهرجانات بالشكل الكافى فى الماضى؟
- الحقيقة أنه كان يتم استغلالها بشكل ما، لو حتى من خلال مقال واحد يكتب عن حدث كبير فى مصر، والاستغلال كان يتم لتحقيق هدف واحد وهو تحسين سمعة السياحة المصرية بالخارج، ولايمكن أن تنظم حدثا كبيرا بنجاح ولا يعود عليك بنتائج إيجابية.
تحدثت عن توعية المواطنين المتعاملين مع السائحين.. ما أبرز الظواهر السلبية التى رصدتها من المواطنين تجاه السائح؟
- أكثر ما أكره أن أراه هو عدم احترام ثقافة السائح، والتعامل معه من مبدأ المنفعة والاستغلال فقط، لأن الأصل فى علاقة المواطن بالسائح هو أن نعطى صورة إيجابية لمصر من خلال السلوك الراقى والتحضر، وفى النهاية سيعود ذلك بالنفع على الجميع.
كم من الوقت تحتاج للتخلص من تلك الظواهر؟
- أنا متفائل أن يتغير ذلك فى وقت قصير، والمهم أننا بدأنا بوضع أيدينا على المشكلة ووسائل العلاج .
ما أكثر نصيحة تقدمونها للمتعاملين مع السياح؟
- النصيحة الأهم هى أن التعامل الجيد مع السائح سيجعلك تستفيد أكتر لأن السياحة ستزداد بسلوكك وأمانتك مع السائح، وليس العكس، فالربح السريع على حساب صورة الوطن، خسارة فى المستقبل.
لماذا اختفى السياح الأجانب من منطقة وسط البلد ولم نعد نشاهدهم بنفس الكثافة التى كانوا عليها؟
- لم يختفوا تماما، ولكن هناك انحسار بعد 2010 بسبب المظاهرات وما حدث بشوارع القاهرة، لكنى أبشر الجميع أن الربع الأول والأخير من العام بهما مؤشرات إيجابية جدا، وكل مكاتبنا تؤكد على ذلك.
كيف ارتفعت تلك المؤشرات رغم أن الدول المقاطعة سياحيا لمصر مازالت على موقفها؟
- الأرقام تحسنت لأن الوزارة اعتمدت خطة منهجية موفقة من خلال التحرك على 4 محاور بديلة، أولا الاهتمام بالسياحة الداخلية، وهو الدور الذى نحقق فيه نتائج إيجابية جدا، ثانيا محور السياحة العربية وتنفيذ مبادرات مع دول مثل الأدرن ولبنان وتونس والمغرب والجزائر، ومبادرات أخرى مع السعودية والإمارات، وثالثا تسهيل الحصول على التأشيرة، وتفعيل طيران الشارتر والعارض، ورابعا الاهتمام بالمصريين بالخارج وجذبهم لقضاء عطلاتهم السياحية فى مصر، خاصة أننا لدينا 10 ملايين مصرى بالخارج، إضافة إلى الاهتمام بالأسواق الناشئة مثل الهند وجنوب شرق آسيا والأمريكتين ودول البلقان لخلق أسواق جديدة بدأت نتائجها تظهر.
هناك انتقاد للفنانين والمطربين المصريين وعدم دعمهم للسياحة المصرية من خلال سلاح القوى الناعمة.. هل تؤيد ذلك؟
- قد يكون سببا فى ذلك أن إجراءات وتصاريح التصوير فى مصر مرتفعة الأسعار وبها صعوبة بسبب الإرث الإدارى، لكن كل ذلك فى طريقه للحل، لأن تصوير فيلم أو كليب فى مكان أثرى وسياحى فى مصر يكون له انعكاس قوى على السياحة المصرية.
البعض ينتقد عدم استغلالنا للنجوم العالميين الذين يزورن مصر فما رأيك؟
- فى كل الأحوال نحاول الاستفادة من وجود النجوم إذا وافقوا، ومثال على ذلك لقاء رئيس الهيئة هشام الدميرى بـ«جلوريا جينور» المطربة العالمية الكبيرة، وعندما نشرت رسالة على موقعها وصفحتها كان لها تأثير قوى جدا على وسائل التواصل الاجتماعى، أما من يرغبون فى مزيد من الخصوصية فى زياراتهم فنجن نستفيد منهم فى كل الأحوال لأنهم بالأساس ينشرون صورهم فى مصر على صفحاتهم التى يكون لها تأثير أكبر وأكثر مصداقية.
وماذا عما تردد بشأن عدم تفضيل أصحاب الفنادق السياح المصريين؟
- الحقيقة أن الأمر مرتبط بالسلوكيات غير المرغوب فيها، ولذلك نحن نراعى ذلك فى كل مبادراتنا رفع الوعى السياحى، ولدينا ثقة أن المواطن المصرى لمّاح، وسريعا ما يصحح مساره، ويلتزم بكل الضوابط السلوكية إذا تم توعيته بها.
هل أنت متفائل بمستقبل السياحة فى مصر.. وما رسالتك للمصريين؟
- بالتأكيد أنا متفائل جدا، وأقول للمصريين إن مصر تحتاج للجميع، خاصة العاملين فى مجال السياحة، فهم عليهم مسؤولية كبيرة، ومطلوب منهم العمل الجاد لعكس صورة مصر الحضارية والثقافية التى تستحقها، وأنا أثق أن السياحة المصرية ستعود بقوة وعلى كل الأصعدة، وهناك خطط ورؤى لمستقبل السياحة المصرية، وسيرى المصريون نتائج كل ذلك قريبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة