طالب عدد من أعضاء مجلس النواب بالتصدى لأقراص الترامادول بعد انتشارها بشكل كبير فى الفترة الأخيرة، نتيجة لآثارها النفسية والعصبية والآثار المهلوسة التى تصيب المتعاطى، خاصة ممن يقدمون عليه من سائقى السيارات، وطالب أعضاء البرلمان الدول المصدرة له بإخطارها عند خروج أى شحنة للأقراص المخدرة فى اتجاهها لمصر حتى يتم التصدى لها، بجانب مطالبة بعض أعضاء النواب بإجراء تعديل تشريعى للتصدى للظاهرة.
الترامادول لا يعالج الاكتئاب
وطالب وكيل لجنة "دفاع البرلمان" بإجراء تعديل تشريعى للتصدى لظاهرة انتشار "الترامادول" بعمل إجراء تعديل تشريعى ليصبح الاتجار فى "الترامادول" جناية بدلاً من جنحة، بعد إدراجه على جداول المخدرات، مطالبا أيضا بتشديد الرقابة من وزارة الداخلية على منافذ البيع التى تعددت فى الفترة الأخيرة، وأصبح 90% منها هى المقاهى.
وأكدت الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ الأمراض النفسية بطب عين شمس، أن الأشخاص الذين يدمنون الترامادول يرغبون فى تأجيل وعلاج سرعة القذف الذى يعانوا منه، مؤكدا أن البعض الآخر يأخذونه لتنشيط الجسم أو لتسكين الألم، موضحة أن الترامادول يسبب الإدمان لأنه يغلق مسارات الإفراز الطبيعى للاندورفين أو المسكنات الطبيعية بالمخ، والتى تسكن الألم، ويغلق المسكنات الطبيعية التى يفرزها الجسم، ويشتغل بشكل صناعى، مما يجعل الشخص يعتاد عليه ويدمنه، والجسم يفرز جزءا صغيرا من المسكنات، وبعد ذلك يتوقف تماما عن الإفراز، وفى هذه المرحلة تكون مؤشرا لإدمانه الترامادول.
وأضافت د. هبة أنه من أعراض إدمان الترامادول أنه يسبب الصداع والدوار، ويمكن أن يسبب تشنجات فى العضلات، مثل عضلات الأكتاف، والفخذ، موضحة أن الترامادول يسبب صعوبة وضيق بالتنفس، ويؤثر على أعضاء الجسم منها الإصابة بالفشل الكبدى والكلوى عند تناوله لفترات طويلة وبكميات كبيرة.
وقالت د. هبة إنه مسكن للآلام، حيث يستخدمه مرضى الأورام، خصوصا أورام العظام، حيث يعتبر مسكنا عاما وقويا ومفيدا لهذه الحالات، ومسكن لالتهاب المفاصل، ويؤخذ لفترات محددة حتى لا يسبب الإدمان ولكن اعتاد بعض المدمنين على تعاطيه بصفة منتظمة.
الترامادول
وأوضحت د. هبة أن المدمنين يعتقدون أن الترامادول علاج للاكتئاب، وهو اعتقاد خاطئ لأنه ليس له علاقة بالنواقل العصبية التى تؤدى للاكتئاب. وتقدم الدكتورة هبة عيسوى عددا من المؤشرات التى تدل على إدمانك لتستطيع من خلالها أن تعرف إذا كنت مدمن ترامادول أم لا.
إدمانك للترامادول يحتاج علاجا فوريا
أولا: الكسل والخمول.
ثانيا: احمرار العينين والذبول والهذيان واتساع حدقة العين.
ثالثا: العصبية والتمرد حتى على الأهل.
رابعا: عدم الاهتمام بمظهره وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
خامسا: الحاجة الدائمة للمال.
سادسا: إفراز العرق بشكل متزايد.
سابعا: تسارع ضربات القلب.
ثامنا: رائحة الفم تكون كريهة لأن الدواء عندما يتكسر بالكبد يحدث تسمم بالكبد والكلى، فتصدر رائحة كريهة بالفم.
تاسعا: خفض الوزن، وفقدان الشهية.
عاشرا: الالتهاب المستمر للحلق.
احدى عشر: بحة الصوت.
اثنى عشر: جفاف بالفم، مما يزيد من رائحة الفم الكريهة ويزيد من بحة الصوت.
وتحذر د. هبة من الاستعمال المستمر ولفترات طويلة من الترامادول، لأنه يقتل الحيوانات المنوية، ويسبب العقم.
3 مراحل لعلاج مدمن الترامادول
وقالت د. هبة إن العلاج يكون على 3 مراحل، المرحلة الأولى: سحب المادة المخدرة من الجسم، وذلك خلال أسبوعين ويفضل أن يتم علاج المدمن بالمستشفى بدلا من المنزل.
المرحلة الثانية: الدعم النفسى وتشجيعه على تحسين نمط حياته.
ثالثا: مرحلة الوعى وتعديل السلوك والأفكار الخاطئة وتأخذ مدة طويلة قد تصل لعام.
وقالت إنه يجب مساندة الأسرة للمدمن، وإذا اكتشفت الأسرة أن ابنها مدمن تتصل بالخط الساخن المخصص لعلاج الإدمان، ويتم توجيههم إلى المستشفيات الجامعية.
وتوجه رسالة لكل أب وأم أن يتم الاتصال بالخط الساخن فورا عند اكتشاف إن الابن مدمن، موضحة أن رحلة علاج الإدمان طويلة، ومتوقع أن ينتكس مرة أخرى، لذلك لا بد من الوقوف بجانب الابن والعودة مرة أخرى للعلاج.
وأشارت د. هبة إلى أن الترامادول ليس قاصرا على الرجال فقط ولكن يتناولونه الفتيات أيضا، ولا بد من التنبيه على ضرورة شرب السوائل بكثرة خلال فترة علاج الإدمان، وذلك للتخلص من السموم المتراكمة بالجسم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة