أكد أحمد الجربا، رئيس تيار الغد السورى، أن تقسيم سوريا مستحيل مع قناعة بضرورة اعتماد اللامركزية لسوريا المستقبل، لافتا إلى أن "الكرد جزء لا يتجزأ من النسيج السورى، ولا بد من إعادة الاعتبار لهم كقومية ثانية فى البلاد"، مؤكدا أن الخروج من الاستعصاء السياسى الحاصل فى سوريا، لا يمكن أن يتم إلا بالعودة إلى مرجعية عربية تمثلها هذه الدول بقياداتها السياسية وفى مقدمتهم الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك سلمان بن عبدالعزيز والشيخ محمد بن زايد ولى عهد الإمارات والأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى.
ولفت رئيس تيار الغد السورى فى حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، اليوم الاثنين، إلى أن إيران تحاول السيطرة على الحدود العراقية السورية، ليسهل لها الوصول إلى الميليشيات التابعة لها فى المنطقة العربية، مؤكدا أن حزب الله خطر على الدول المجاورة كتنظيم القاعدة وداعش وباقى الميليشيات الشيعية.
وتساهم قوات النخبة العربية التابعة لتيار الغد مع قوات سوريا الديمقراطية فى حلة "غضب الفرات" ومعركة تحرير الرقة. وقال الجربا إن "مجلسا مدنيا من أهل الرقة سيحكم الرقة بعد تحريرها من الإرهاب؛ وذلك ضمن مشروع سوريا الحرية والكرامة والتعدد، حيث إنه الحلم الذى ثار من أجله السوريون.
ونفى الجربا أن تكون مشاركة قوات النخبة السورية فى المعركة لإعطاء شرعية عربية لقوات سوريا الديمقراطية، وقال "لا أعتقد أن هذه المسألة فى ذهننا أو فى ذهن شركائنا فى قوات سوريا الديمقراطية، مؤكدا أن قوات النخبة وقوات سوريا الديمقراطية من أبناء سوريا، والاختلاف لا يعنى أبدا الخلاف.
وأضاف أن الهدف الأسمى فى المرحلة الحالية هو مواجهة الجماعات الإرهابية، وأنه "لا يمكن القيام بشيء أو التفاؤل بقيام شيء فى سوريا إلا بالتخلص من هذه الآفة الخطرة، مؤكدا ان أهالى الرقة يبذلون الغالى والرخيص إلى جانب إخوتهم فى قوات النخبة وقوات سوريا الديمقراطية لاستئصال سرطان داعش الخبيث، مضيفا "لم نذهب هناك بجنود مرتزقة مجلوبين من الخارج، بل ذهبنا لتحريرها بسواعد السوريين الأبطال وأبناء المنطقة نفسها وأبناء القبائل ذاتها. القبائل العربية والعائلات التى دفعت الضريبة الأكبر فى تاريخ البشرية لمطالبتها بالحرية والكرامة. وسيحكم الرقة مجلس مدنى من أهلها".
ولفت الجربا إلى أن إيران تحاول السيطرة على الحدود العراقية السورية ليسهل لها الوصول إلى الميليشيات التابعة لها فى المنطقة العربية، وأن الغاية هى إيصال السلاح والمقاتلين إلى كافة الدول العربية وإذكاء وإشعال الحروب، ودول الإقليم وأمريكا تحاول جاهدة وقف هذا المد الخطير وهذه الاندفاعة الهوجاء، مؤكدا أن داعش ابن شرعى للمنطق الإيرانى القائم على السرديات التاريخية الفظة والمغلوطة واللاإنسانية، وإيران المتكبرة والمتعجرفة والمندفعة للحروب والفتن والتى تدفع بالطائفية المقيتة لن تستمر طويلا ودروس التاريخ تبين لنا ذلك، على حد تعبيره.
وحول العملية السياسية للوصول إلى حل للأزمة السورية قال الجربا، إن العملية متعثرة منذ البداية ونتمنى ألا يطول، داعيا لوقف الاقتتال وإخراج جميع الميليشيات والعناصر الأجنبية والقضاء على التنظيمات المصنفة أنها إرهابية.
ولفت الجربا أيضا إلى أنه كان رئيسا لأول وفد من المعارضة السورية لمفاوضات جنيف، وأنه كان ومازال يراهن على المفاوضات برعاية دولية كطريق وحيد للحل ووقف الحرب، وإنشاء هيئة انتقالية هو الأساس للانطلاق لسوريا جديدة.
وعن العلاقة التى تجمع رئيس تيار الغد السورى بالأكراد فى سوريا قال: ما زلت أؤمن بمستقبل سوريا واحدة متعددة حرة ديمقراطية يشارك فى بنائها وإدارتها جميع أبنائها باختلاف انتماءاتهم السياسية والعرقية والدينية والطائفية، مؤكدا أن أعضاء وكوادر تيار الغد وقوات النخبة وحلفائهم من القوى السياسية والنخب السورية المستقلة والمؤسسات المدنية تسعى إلى وقف الحرب.
وأشار إلى أن العلاقة بين تيار الغد والإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية فى حالة شراكة وتطور مستمر، وهى علاقة عمدت بالدم فى مواجهة داعش فى الرقة وعموم المنطقة الشرقية فى سوريا.
وعن موقفه من بقاء الأسد والعودة إلى سوريا بوجوده، قال الجربا "موقفى واضح من الأسد وبقائه من عدمه، لكن السياسة تعلمنا كل يوم بأنها ليست أحلاما ورغبات، وإنما هى ممكنات ووقائع متبدلة مثلها مثل الحياة.
وعن علاقته بالسعودية، قال أحمد الجربا، علاقتنا بالمملكة العربية السعودية، علاقة الشقيق بالشقيق الأكبر. لم تكن يوما من الأيام غير ذلك. هذا ما تفرضه الشروط الموضوعية والتاريخية بيننا وبين السعودية. وما يجمعنا هو ما يجمع أفراد العائلة الواحدة. ونجد أنفسنا تماما فى تلك المنطقة التى ينطلق منها أشقاؤنا فى الحلف العربى المتمثل فى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة. انطلقنا منذ تأسيسنا لتيار الغد السورى من أن الخروج من الاستعصاء السياسى الحاصل فى سوريا، لا يمكن أن يتم إلا فى العودة إلى مرجعية عربية تمثلها هذه الدول بقياداتها السياسية وفى مقدمتهم الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد ولى عهد الإمارات والأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى. وإننا إذ نهنئ ولى العهد السعودى بالثقة الملكية لاختياره لهذا المنصب، نتوقع منه كل الخير على مستوى المملكة العربية السعودية والمنطقة".
وختم الجربا حواره بالتأكيد على أنه يراهن على مشروع وطنى سورى يتكئ على التحالف مع محور عربى فاعل وقوى وموضوعى، ولا يسعى إلا لخير سوريا والمنطقة عموما، محور عربى أثبتت التجارب الماضية أنه من دون ضمانات منه لا يمكن الوصول إلى حل سياسى فى سوريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة