فن البروباجاندا الأمريكى ليس له حدود من واقع أو من خيال، ومعايير السياسة الأمريكية لا يمكن أن ترتبط من قريب أو بعيد بالمفاهيم المستقرة للقيم أو الأخلاق أو نصوص الشرائع السماوية أو حتى الأرضية، وبالطبع لا تلتزم ولا تحترم أيا من العهود الدولية التى تم إقرارها فى الأمم المتحدة، بدءا من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان وانتهاء بكل العهود الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، ناهيك عن القرارات الأممية التى تعتبرها واشنطن جزءا من قمامة العالم حال عدم اتفاقها مع مصالحها وبالمناسبة مصالح الولايات المتحدة متغيرة ومرتبطة بتوازنات مجموعات الضغط المتناقضة.
هذه المقدمة الاحترازية من باب التبكيت والتنكيت على آخر ما تفتقت عنه القريحة الأمريكية فى مواجهة الإرهاب المتطرف، الذى اخترعته أصلا مع انهيار الخطر السوفييتى الأحمر فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى، وصممت أشكاله العكرة ورسمت تحركاته الميدانية وكلفت ذيولها فى الدوحة وأنقرة وغيرهما من العواصم الضرار بالإنفاق عليه وتسليحه وتسمينه، ثم خرجت على العالم داعية إلى مواجهة شاملة مع عدد من التنظيمات الإرهابية فى سوريا والعراق وليس كلها، حفاظا على عدد من الأوراق المستخدمة لترهيب وابتزاز الدول العربية الغنية.
الأشاوس فى واشنطن دى سى تفتقت قرائحهم عن فكرة جبارة لمواجهة تنظيم داعش وجبهة النصرة ومن لف لفهما من التنظيمات المتطرفة فى سوريا والعراق، ألا وهو تشكيل كتيبة ثورية من المتحولين جنسيا والشواذ وأنصار الثورة الجنسية الشاملة والأكراد والمهمشين عموما، ليحاربوا التنظيم الأكثر دموية فى الرقة ومحيطها أو ما يعرف بالمنطقة الخضراء الأمريكية الجديدة فى سوريا!
الخبر مؤكد وليس تزيدا أو افتراء من عندى، واحتفت به مؤخرا صحيفة الإندبندنت البريطانية، لدرجة وصف الكتيبة الجديدة، كتيبة الشواذ والمتحولين جنسيا المعروفة باسم «تيكيلا»، بأنها أكبر حركة ثورية تنويرية على الأرض، وأنها أكبر حركة ثورية تسعى لتحطيم ثنائية الجنس وتعزيز ثورة النساء فى العالم، نعم والله هكذا وصف محرر الإندبندنت شواذ واشنطن فى سوريا!!
هكذا يفكر صانعو القرار فى واشنطن عندما يتعلق الأمر بالمناطق العربية المشتعلة والدول العربية المهددة بالتقسيم والانهيار بفعل الحروب الأهلية والنهب المنظم لثرواتها وتشريد أهاليها ليهاجروا فى قوارب الموت إلى أوروبا التى تطاردهم وتضعهم فى معازل غير آدمية.
وللحديث بقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة