سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 29 يوليو 1990.. وفاة الموسيقار محمود الشريف أحد صناع النهضة الموسيقية العربية

السبت، 29 يوليو 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 29 يوليو 1990.. وفاة الموسيقار محمود الشريف أحد صناع النهضة الموسيقية العربية الموسيقار محمود الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الموسيقار محمود الشريف يواصل عزلته، التى ضربها حول نفسه فى سنواته الأخيرة، وقبل شهور من رحيله يوم 29 يوليو «مثل هذا اليوم» عام 1990، وبتأمله لمسيرة حياته الغنية بأحداثها الفنية والشخصية، قال: «عشت الفن وأخلصت له كل الإخلاص، حياتى كلها انفعال بالفن وانفعال بالدين، أخذنى الأول فأعطيته نفسى بلا حدود، وأخذنى الثانى فأعطيته نفسى بلا حدود، حياتى طاقة من الانفعال الذى لا يهدأ وطاقة من الحب، الذى لا أستطيع إلا أن أعطيه، عاش قلبى يقترض دائما من رصيد العمر لكى يدفع ضريبة هذا الانفعال وهذا الحب لهذا الفن العظيم «محمود الشريف: حياتى ذكريات لا مذكرات - إعداد: الشاعر محسن الخياط - مجلة الشاهد - مارس 1989 - قبرص».
 
كان يوم رحيله ختاما لحياة بدأت يوم 20 أبريل 1912، وحسب قول «الخياط»: «عاش 50 عاما حافلة بالأحداث الفنية والسياسية لم يكتب لفنان آخر أن يعيشها، فنان تمكن وحده أن يقلب الموائد فى وجه العصر ليحدث انقلابا فى تاريخ الأغنية العربية»، وهو حسب الكاتبة والناقدة اللبنانية سمر محمد سلمان: «ينتمى إلى ذلك الجيل الذى أسهم فى صنع النهضة الموسيقية دون صخب إعلامى حتى بات بحق جنديا مجهولا، يقف وراء أعمال شامخة جابت الآفاق ورددتها الجماهير العريضة من المحيط إلى الخليج من دون أن تعرف أن وراءها فنانا سكندرانيا ملهما «محمود الشريف - نهوند الفقراء - مجلة بدايات - فصلية - بيروت - العددان 3و4 خريف 2012 و2013».
 
وفيما يصفه الموسيقار محمد الموجى قائلا: «من أعظم ملحنينا»، يقول الموسيقار كمال الطويل: إن من أهم خدماته للأغنية العربية، أنه فى الوقت الذى»كانت فيه الأغنية العاطفية الموجهة لطبقة خاصة، تتميز «بالشياكة والرفاهية»، استطاع الشريف فرض أغنية الشعب على أذواق المترفين فاكتسحت الأغنية الشعبية الأغنية العاطفية الشيك «مجلة الكواكب - القاهرة». 
 
هو ابن الإسكندرية المولود فى حارة الحمام بحى باكوس، ويذكر لـ«الخياط»: «كان ترتيبى الخامس بين أولاد الشيخ حسين إبراهيم أبوعمر الشريف إمام مسجد سيدى محمد العجمى، وكان أبى شيخًا وقورًا مهيب الطلعة، حلو القسمات، اشتهر بورعه وكان واحدا من مشايخ الطرق الصوفية، هجر مسقط رأسه «قرية البرلس - كفر الشيخ»، وكان شابا فى السادسة عشرة من عمره هجرها سيرا على الأقدام، قاصدا مدينة القدس، وهناك فى مسجد الخليل إبراهيم عكف داخل الخلوة سبعة أيام قضاها فى التعبد والتبتل، لا يعرف من أمور الدنيا شيئا، وفى ذات يوم سمع الناس يتحدثون عن ثورة عرابى، فما كان منه إلا أن أسرع فى العودة إلى بلده، وهناك استأجر مركبًا شراعيًا، وضم إليه أبويه وجده وجدته، وهم كل أهله وخاض بهم البحر حتى وصل إلى شاطئ الإسكندرية».
 
يتذكر كيف بدأ طريقه من باكوس نحو مجده الموسيقى: «جرامافون عم «فرج» بائع الأسطوانات فى حى «باكوس»، وحلقات الذكر التى كانت تقام فى دارنا كل ليلة خميس من كل أسبوع، ونداءات «عبدالحى» بائع الحلاوة السمسمية ونبوت الخفير وبراغيت الست، وقصة حب صبيانية عشتها فى صباى، كل هؤلاء صنعونى «طارق الشناوى - أنا والعذاب وأم كلثوم - دار الخيام ودار الفرسان - القاهرة» غير أنه يحيلنا فى سرده لقصة حياته لـ«الخياط» إلى تأثره الشديد بالواقع السياسى الذى عاصره، وبخاصة مرحلة ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 وما بعدها: «تأكد لى سخف الأغانى التى كانت تردد اسم الملك فاروق بالحب والإجلال والتكريم، بينما الجماهير تهتف بسقوطه فى شوارع القاهرة والإسكندرية».
 
تأثره بهذا بالمناخ السياسى جعله وفقا لسمر سليمان: «يستلهم التجربة الدرويشية «سيد درويش» بكل أبعادها الثورية السياسية الاجتماعية والفنية فى التعبير عن نبض الشارع»، غير أن الشاعر صالح جودت يذكر: «شرب روح سيد درويش واعتنق مذهبه ولكنه لم يقلده، بل واجتهد وابتكر واتخذ لنفسه خطا خاصا به له شخصيته المستقلة وطابعه المميز ««مجلة الكواكب»، وفى هذا السياق جاءت ألحانه العبقرية بدءا بلحنه الأول لمحمد عبدالمطلب عام 1934 «بتسألينى بحبك ليه»، مرورا بـ«أطلب عينيه» لليلى مراد، و«على شط بحر الهوى» و«عينى بترف» لكارم محمود، و«ثلاث سلامات» لمحمد قنديل، و«يا عطارين دلونى» لأحلام و«أوصفوا لى الحب» و«وطنى وصبايا وأحلامى» لنجاة و«القلب ولا العين» و«القلب ولا العين» لشادية، و«حلو وكداب» و«يا سيدى أمرك» لعبدالحليم حافظ و«ع الحلوة والمرة» و«البيض الأمارة» و«وله ياوله» لعبدالغنى السيد، ونشيد «الله أكبر» ولحنه الخالد «رمضان جانا»، وعشرات الألحان الأخرى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة