احتفلت السفارة المصرية فى إثيوبيا بذكرى ثورة 23 يوليو، فى حضور ممثلين عن الحكومة الإثيوبية والاتحاد الإفريقى وممثل الكنيسة الأرثوذكسية المصرية فى أديس أبابا، وأعضاء السلك الدبلوماسى فى إثيوبيا، حيث بدأ أبو بكر حفنى، سفير القاهرة فى أديس أبابا ومندوبها الدائم فى الاتحاد الافريقى كلمته قائلاً: "وددت لو تمكن الدكتور مجدى يعقوب، جراح القلب المصرى الشهير، من التواجد فى احتفالنا، حيث فَضل "يعقوب" استغلال وقته فى إثيوبيا فى إجراء المزيد من الجراحات لمرضى القلب من الأشقاء الإثيوبيين.
وأضاف، أن "مصر حريصة على دعم ومساندة أشقائها فى القارة الإفريقية فقد قدمت مصر 1000 منحة تعليم عسكرى للضباط وضباط الصف الأفارقة من منطقة الساحل والصحراء، اتصالاً بمسألة حفظ السلام كبادرة رمزية على دعم أشقائنا فى مُكافحة تنظيم "بوكو حرام"، وساهمت بأفراد عسكريين وشرطيين ومُعدات تمكينية فى جميع بعثات حفظ السلام العاملة فى إفريقيا، مشيرًا إلى أنه فى نهاية عام 2015، كانت مصر قد ساهمت بما يقرب من 30 ألف فرد حفظ سلام فى 37 مُهمة حفظ سلام أُممية منها حوالى 60% فى إفريقيا، فضلاً عن التعبير عن جاهزية مصر للمساهمة بأكثر من 100 سيارة مُدرعة لسد العجز ببعض بعثات حفظ السلام، وخاصة ببعثة MINUSMA فى مالى.
وأكد حفنى أن المصرى يعتز دائماً بجذوره الأفريقية، وانتمائه لتلك القارة العريقة التى تبقى مهداً للحضارة، وخاصة منطقة حوض النيل، فمصر تؤمن بأن التنمية والنمو والاستثمار الأجنبى المُباشر هى أساس تحقيق السلام، واستئصال الإرهاب، والتوصل للعدالة فى تقديم خدمات التعليم والصحة لكل مواطن أفريقى، وهذه هى القيّم التى حددت السياسة المصرية، والتى سعينا فى تطبيقها مع أشقائنا الأفارقة على جميع الأصعدة.
وقال حفنى: بينما استطاعت أفريقيا أن تجعل طليعة الأخبار الخاصة بها مُرتكزة على النمو والفرص الاستثمارية، عوضًا عن المجاعات والحروب، يقوم الأفارقة معاً اليوم بإصلاح اتحادهم الأفريقى على المستويين المالى والهيكلى بهدف دعم الاستقرار والسلام والتنمية، إلا أننى أؤكد على الأهمية التى توليها مصر لانخراطها – بكل ما تملكه من وزن – مع شركائها وأشقائها للوفاء والالتزام بتلك المُهمة الشاقة بشكل شمولى وواقعى ومهنى، والتى يجب أن تتم بالتماشى مع قدرات الدول الأفريقية الأعضاء، من إمكانيات مادية وقيود وطنية والتزامات خارجية.
وأضاف حفنى، أن هذا التوجه الذى التزمت به مصر مع الاتحاد الأفريقى خلال جميع عصورها وظروفها، إنما تم استلهامه من إرث الزُعماء "جمال عبد الناصر" و"جوليوس نيريرى" و"أحمد بن بيلا" و"محمد الخامس" و"كوامى نكروما" و"أحمد سيكوتورى" و"هيلاسيلاسى" و"ليوبولد سينغور" و"أحمدو أهيدجو" وبقية الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية، وهى القيم التى مَيزّت الثورة المصرية التى قامت فى الـ 23 من يوليو عام 1952، والتى نُحيى ذكراها الـ 65.
وأشار حفنى إلى أن الرئيس "عبد الفتاح السيسي" افتتح يداً بيد مع أشقائه العرب والأفارقة، قاعدة "محمد نجيب" العسكرية بالقرب من الحدود مع ليبيا، موضحًا أنها القاعدة الأكبر فى أفريقيا والشرق الأوسط، وتعهد خلال الاحتفال بعدم منح الفرصة للأطراف الداعمة للإرهاب على إلحاق الضرر بمصر والدول الإقليمية.
ولفت حفنى إلى أنه فى مجال التعليم، انضم الرئيس "عبد الفتاح السيسي" إلى لجنة الرؤساء الأفارقة العشر المعنية بالتعليم، والتى يرأسها الرئيس السنغالى "مكاى سال"، بهدف العمل على تطوير التعليم فى أفريقيا. هذا، وفى قطاع الصحة، تلتزم مصر بالاستمرار فى دعم الأشقاء الأفارقة عبر تقديم المنح التعليمية والدورات التدريبية بهذا المجال عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وأوضح حفنى أنه تقديرًا واعترافًا بأهمية الفرص الاستثمارية، استضافت مصر فى 21 فبراير المنتدى الدولى للأعمال والاستثمار فى أفريقيا، وهو المنتدى الأفريقى الأفريقى الأول من نوعه فى إتاحة الفرصة للتفاعل بين الساسة ورجال الأعمال الأفارقة، بما يهدف إلى تعزيز روابط الأعمال فى قارتنا، وقد سبق عقد ذلك المُنتدى استضافة مدينة "شرم الشيخ" المصرية مُؤتكر التجمعات الأفريقية الثلاثة (الكوميسا – السادك – تجمع شرق أفريقيا) عام 2015، وحيث تم توقيع الاتفاق الثلاثى لإنشاء أكبر منطقة تجارة حُرة فى القارة الأفريقية.
وعلى مستوى العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا، أكد حفنى أنه من بين جميع دول الجوار، كانت إثيوبيا – بلا شك – واحدة من الدول التى ارتبطت بها مصر بعلاقات أخوة وثقافة وتاريخ وروابط روحانية، فضلاً عن الآمال والتحديات المُتطابقة، ولذا فالسؤال يبقى، أى آلية للتقييم يُمكن بها قياس ما تم العام الماضى، وكذا الآمال المعقودة خلال العام المُقبل اتصالاً بالعلاقات المصرية الإثيوبية.
وأكد حفنى على استمرار التعاون مع إثيوبيا فى كافة المجالات بأمراض القلب والأعصاب وغسيل الكلى ومراكز المناظير، بما تتضمنه تلك المجالات من التدريب والبحث العلمى ونقل التكنولوجيا، والتعاون الدبلوماسى بين الدولتين، فضلاً عن السنغال، باعتبارهم الأعضاء الأفارقة غير الدائمين بمجلس الأمن الدولى.
وأشار حفنى إلى استمرار التشاور بين البلدين، فضلاً عن السودان، من خلال اللجنة الفنية الوطنية من أجل تطبيق نتائج دراسات الشركتين الاستشاريتين الفرنسيتين حول سد النهضة، وفقاً لما تم الاتفاق عليه بإعلان المبادئ الموقع فى الخرطوم فى مارس 2015، وأيضاً التشاور مع دول حوض النيل بهدف تعزيز قُدرات التعاون والعمل الجماعى لتحقيق المصالح المُشتركة، وتفادى إلحاق الضرر لأى طرف، فالمبادئ والقواعد لقانون الاستخدامات غير الملاحية للموارد المائية العابرة للحدود ومفوضيات استخدام الأنهار الدولية فى كل من أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا تُقدم لنا العديد من الأمثلة الناجحة، والتى تعكس إمكانية تعظيم الدول المُشاطئة لمكاسبها تطبيقاً لمبدأ المكسب للجميع.
وأكد حفنى على استمرار التشاور بين البلدين لعقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين قبل نهاية عام 2017 وفق ما هو مأمول، وتبادل وفود الدبلوماسية الشعبية على جميع المستويات، و استمرار السياسة الهادفة لتشجيع الاستثمار المُتبادل عبر مُجتمعات رجال الأعمال فى البلدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة