* أؤيد تأجيل انتخابات الرئاسة.. والمصريون يعلمون أن «السيسى» آخر سند لهم.. والرئيس سيفوز بولاية ثانية لأنه مشروع لابد أن ينجح
* ماسبيرو أصبح «تليفزيون بولاق أبوالعلا».. والدولة يكفيها قناة واحدة و«جورنال» قومى واحد وما دون ذلك يغلق.. ويسرى فودة «كان فاكر نفسه حامى حما الثورة»
استضافت «اليوم السابع» الكاتب الصحفى محمد الباز، رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة الدستور، فى ندوة قدّم خلالها تقييمًا شاملًا للمشهد الإعلامى، وما يحتاجه الإعلام المصرى ليعود لريادته، ويدعم الدولة فى حربها ضد الإرهاب.
ويخوض محمد الباز تجربة جديدة، بالاشتراك فى تقديم برنامج «90 دقيقة» عبر قناة «المحور»، ومع تشديده على أنه لا يخشى الفشل فى أولى تجاربه التليفزيونية، فإنه يؤكد أن الصحافة ستظل اهتمامه الأول والأخير.
وأجاب أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة عن عدد من الأسئلة بخصوص الأوضاع العامة للدولة، مبديًا تأييده لفكرة تأجيل الانتخابات الرئاسية، وإلى نص الحوار:
ندوة محمد الباز باليوم السابع
بداية.. لماذا تأخرت فى خوض تجربة تقديم برنامج تليفزيونى؟
- الخطوة لم تتأخر، ولكن هناك من يستعجل خوض التجربة، هذا إلى جانب أن الصحافة فى شكلها التقليدى، سواء الورقية أو الإلكترونية، هى اهتمامى الأول والأخير، وأستمد دائمًا شغفى ومتعتى من وجودى وسطها. ولكن فيما يخص تقديم البرامج فمنذ ثلاث سنوات كان هناك أكثر من عرض وصل إلى مرحلة توقيع العقود مع إحدى القنوات الفضائية، حيث وقعت بالفعل عقدًا لتقديم برنامج «ما لم تنشره الصحف»، ولكن الخطوة تعطلت لظروف خاصة بالقناة، كما كان هناك عقد آخر مع قناة «النهار»، ولكنه تزامن مع وقت إسناد رئاسة تحرير جريدة «البوابة نيوز» لى، ولحبى الشديد للصحافة تعطلت التجربة للمرة الثانية، وفى هذه المرة كنت أنا السبب.وكيف جاء عرض قناة «المحور»؟
- بعد فترة من تول رئاسة مجلس إدارة وتحرير جريدة «الدستور»، تم الاتفاق على تقديمى برنامجًا عبر فضائية «المحور» بعنوان «اشتباك»، يهدف إلى الاشتباك مع جميع القضايا التى تخص المواطن بشكل صريح، ولكن بعد انسحاب أحد مقدمى برنامج «90 دقيقة»، ونظرًا لما تقوم به القناة من تطوير، عُرضت علىّ المشاركة فى تقديم «90 دقيقة»، وتأجيل برنامج «اشتباك»، ووافقت فى أقل من 30 ثانية فقط.ولماذا فضلت تقديم برنامج لمدة يومين فى الأسبوع، على أن تقدم برنامج «اشتباك» بمفردك؟
- لا خلاف على أن نجاح أى برنامج جديد يتطلب وقتًا طويلًا وطبيعة خاصة، حتى وإن كان مقدمه إمبراطور الإعلام، وهناك اعتبارات مهنية هى التى جعلتنى أوافق على الاشتراك فى تقديم «90 دقيقة»، وتأجيل «اشتباك».هل انتابك قلق مع خوضك التجربة لأول مرة؟
- لا أخشى القلق، و«مش خايف من الفشل»، وما المانع لو فشلت أن أكرر التجربة مرة أخرى وأكمل طريقى، المهم فى الصحافة والإعلام هو ماذا ستقدم للمواطنين.مع التطوير الجارى فى «المحور»، ما الجديد فى محتوى «90 دقيقة»؟
- نسعى جاهدين لتقديم كل ما هو مختلف، من خلال فريق إعداد يتعامل مع أهم القضايا المطروحة على الساحة السياسية، والتى تمس المواطنين بشكل مباشر.
محمد الباز خلال الندوة
وما تقييمك للإعلام المصرى حاليًا؟
- الإعلام المصرى لم يدخل حتى هذه اللحظة الحرب ضد الإرهاب، وكل ما يدور هو متابعة الحوادث الإرهابية فقط، أما فكرة أن يلعب الإعلام دورًا فى حشد الناس نفسيًا ومعنويًا وفكريًا فهذا لم يحدث حتى هذه اللحظة.. لابد أن يشعر الشارع بأن هناك حربًا حقيقية بين جهات مختلفة ومؤسسات الدولة.وما الذى يمنع الإعلام من القيام بهذا الدور؟
- هناك بعض الجهات ترفض عرض بعض المحتويات لاعتبارات عديدة، ولكن لابد من عرض فيديوهات الحرب على الجماعات الإرهابية والصور، خاصة أن الجميع يعلم أننا فى حرب، وعرض هذه المحتويات سيرسخ الصورة الحقيقية للإرهاب، وهذا لن يؤثر على الحالة المعنوية للشعب كما يزعم البعض فى ظل السوشيال ميديا.وهل ترى أن هناك تقصيرًا من قبل الإعلام فى متابعة المشروعات القومية الحالية؟
- «بعض المشروعات اللى بتتنفذ محدش كان يعرف عنها حاجة، وعلى رأسها مشروع الأسمرات، فجأة روحنا وشوفنا وعرفنا إن هناك شغل»، لهذا لابد من وجود إعلام دولة يتبنى مثل هذه المشروعات ويعلن عنها وعن كل تفاصيلها بشكل مُفصّل.ماذا عن ماسبيرو؟
- ماسبيرو تليفزيون بولاق أبوالعلا.. من الأفضل أن تكون هناك قناة واحدة وجورنال واحد قومى، وما دون ذلك يغلق.ولماذا وصل ماسبيرو إلى هذا الحال؟
- لأن العاملين به تفرغوا للسؤال حول الحوافز والرواتب، وتجاهلوا تقديم محتوى إعلامى يتناسب مع الشارع المصرى، ويلامس القضايا السياسية المعاصرة، ولم نجد أيًا منهم طلب أن يقدم محتوى إعلاميًا متميزًا.. «للأسف فى مصر مفيش حد محترف حتى الحرامى»، والإعلام المصرى يعانى من أعلى درجات الفساد، وأصبح بضاعة أتلفها الهوى.ما السبب فى فساد الإعلام المصرى عامة؟
- روافد التعليم هى السبب الحقيقى.. كلية إعلام القاهرة كانت تخرّج 150 طالبًا سنويًا فقط، وكان هؤلاء الطلبة أكثر تأهيلًا، ولم يكن ينظر لباقى كليات الإعلام على أنها روافد تخرج عاملين فى مجال الإعلام، ولكن بعدما زاد عدد كليات الإعلام، وأصبح هناك إعلام «تعليم مفتوح»، 90% من خريجيه غير مؤهلين، و«ملهمش علاقة بالإعلام» تسبب كل ذلك فى فساد الإعلام بشكل مباشر، وحديث الرئيس أكثر من مرة وفى عدة لقاءات يؤكد أن هناك أزمة حقيقية فى الإعلام المصرى.هل يمكن أن يكون بديل لإعلام الدولة؟
- البديل الإعلامى للدولة لم يظهر بعد، ما زال فى مرحلة الجنين، ولم يستقر عليه، وللأسف كان المفروض منذ سنتين أن يكون هناك إعلام خاص بالدولة، «فثورة يوليو أول ما جت قفلت 400 جورنال» لأسباب واضحة جدًا، «الثورة بيبقالها إعلامها»، وتم تأسيس دار التحرير باسم جمال عبدالناصر، وقالوا حينها نعمل إعلامنا بشكل واضح جدًا، «مينفعش نقول النظام مسيطر على الإعلام، ده اسمه خلل».ماذا عن الصحافة المصرية.. هل تراجعت هى الأخرى؟
- بالتأكيد، وحدث ذلك منذ عام 2003 ودخول أمريكا للعراق، وحديث جورج بوش حول أن الحرب على العراق رسالة لكل حاكم مستبد، ومنذ تلك اللحظة بدأت الصحافة المصرية تشن هجومًا على الرئيس مبارك بعدما كان وأسرته خطًا أحمر، والسبب الثانى فى تراجع الصحافة حينما أراد نظام مبارك تسويق فكرة التوريث من خلال إطلاق العنان لبعض الصحف، بحجة أن هناك حرية إعلام فى تناول القضية.
الآن الأوضاع اختلفت بعد ثورة 30 يونيو عما قبلها.. بعد يونيو أصبحت هناك دولة قائمة بالفعل، تحتاج إلى تكاتف الجهود، وتغيير لهجة الخطاب الإعلامى.. لابد من عودته- الخطاب الإعلامى- لأن يكون تابعًا للخطاب السياسى مثلما كان قبل أحداث ثورة يناير، وخير دليل على ذلك هو أن صيغة إبراهيم عيسى انتهت، ويسرى فودة «كان فاكر نفسه حامى حمى الثورة المصرية».
محمد الباز والكاتب الصحفى خالد صلاح
لو انتقل الحديث للانتخابات الرئاسة، هل تتوقع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى فترة رئاسة ثانية؟
- بكل تأكيد، لأن الرئيس السيسى بكل بساطة «مشروع» لابد أن يكتب له النجاح، وأنا أعلن تأييدى الكامل له، و«مش خايف أعلنها، لأن مفيش على رأسى بطحة، وإعلاميين الإخوان إللى بينتقدوا الإعلاميين المصريين بيطبلوا لأردوغان ليل نهار».تتوقع حسم نتيجة الانتخابات بنفس نسبة النجاح فى الفترة الأولى؟
- فى البداية أنا مع فكرة تأجيل الانتخابات لو أمكن، خاصة أنه مع حلول شهر فبراير المقبل وحتى شهر يونيو ستنصب كل اهتمامات الأجهزة حول الانتخابات الرئاسية، فى الوقت الذى نحارب فيه الإرهاب.. وفيما يخص الظهير الشعبى للرئيس، فالمصريون يعلمون جيدًا أنه آخر سند لهم، ولو تعرض لأى خطر فلن تكون هناك دولة مرة أخرى.هل يحتاج الرئيس لمستشارين فى الفترة المقبلة؟
- الرئيس لديه رجال ومستشارون يحبون مصر، ولكنه يحتاج لمستشارين آخرين يقدمون رؤى فى مجالات مختلفة.ترى أن مصر تملك الآن خبراء أو مستشارين قادرين على طرح رؤى مختلفة؟
- للأسف مصر أصبحت فقيرة فى الخبرات، لابد أن يحاكم «مبارك» بتهمة تجريف الكوادر المصرية، والبرامج الرئاسية سوف تكون هى البديل لتخريج جيل مؤهل من الكوادر، ولكن يجب أن يكون هناك مزيد من الحماية للشباب الذين يتم اختيارهم.وما رأيك فى التعامل مع أزمة الوراق؟
- هناك خطأ حدث فى إدارة ملف أزمة الوراق على الرغم من أن قرار الإزالة صحيح 100%، كان لابد من الكشف عن الأسباب الحقيقية للمواطنين حول مخالفات البناء والتعدى على أراضى الدولة، مع الأخذ فى الاعتبار أن قرارات الإزالة ضرورية لتحويل الجزيرة إلى منتجع سياحى، وفق تصور الحكومة وما يشاع، وذلك مع تقديم البديل المناسب لكل أسرة قبل الشروع فى تنفيذ القرار، فلو تم عرض كل هذه الأطروحات عبر وسائل الإعلام كان الأمر سيأخذ اتجاهًا آخر، ولن تكون الصورة المتصدرة المشهد الآن هى التى يتاجر بها البعض.ولماذا أخذ الموضوع أكبر من حجمه؟
- بسبب غياب الرؤية، وعدم تقديم عرض إعلامى مفصل للرأى العام.. على الإعلام أن يكون أداة تعمل جنبًا إلى جنب مع الأجهزة لإيضاح الرؤية الحقيقية، ومن ثم توجيه اللوم أو محاسبة المقصرين الحقيقيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة