أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن تنظيم القاعدة يحاول الظهور مرة أخرى والعودة إلى صدارة ما يزعم أنها "حركة الجهاد العالمية"، خاصة فى ظل تداعى تنظيم داعش وانهياره، فى الفترة الأخيرة، حيث كشف المرصد أن تنظيم القاعدة خصص نشرة بعنوان "الهجرة" يدعو فيها الشباب إلى الهجرة واتباع تنظيم القاعدة، وأصدر نشرتان منها حتى الآن.
وأضاف المرصد أن النشرة الأولى حذَّر فيها أيمن الظواهرى – زعيم التنظيم – من المؤامرات التى تهدف لإضعاف تنظيم شباب المجاهدين الصومالى، قائلًا: إن البعض يهاجم الشباب بادعاءات كاذبة مشفوعة بشهادات من مجاهيل دون أيبرهان أو دليل، داعيًا المسلمين لرفض مثل هذه المزاعم، وألا يساعدوا على نشر الأكاذيب والأخبار الملفقة، مؤكدًا أن تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له لا يقتلون الأبرياء، بل على العكس فالتنظيم يستهدف من يقتلون الأبرياء.
وتابع المرصد أن تنظيم القاعدة أكَّد فى النشرة الثانية، أن الغربَ هو المصدر الرئيس للإرهاب، فالغرب قتل ملايين المسلمين فى جميع أنحاء العالم، ودمروا المساجد وحرقوا المصاحف، وعندما قام المجاهدون بالدفاع عن الإسلام والمسلميناتهمهم الغرب بأنهم إرهابيون ومتطرفون.
وتعقيبًا على هذه النشرات، أكَّد مرصد الإفتاء أن تنظيم القاعدة يحاول الظهور مرة أخرى والعودة إلى صدارة ما يزعم أنها "حركة الجهاد العالمية" خاصة فى ظل تداعى تنظيم داعش وانهياره، فى الفترة الأخيرة، خاصة أن تنظيم القاعدة يعتمدعلى استراتيجية ضبط النفس، وتثبيت أقدام التنظيم فى المجتمع المحلى وإيقاف الهجمات ضد غير المقاتلين.
وأضاف المرصد أن استراتيجية تنظيم القاعدة دعت أيضًا إلى استمرار التركيز الأساسى للتنظيم على العدو البعيد، والمتمثل فى الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما، مع التركيز الثانوى على الحلفاء المحليين. وتتجلى هذه المبادئ التوجيهيةبنجاح فى أنشطة أفرع التنظيم المختلفة فى شبه الجزيرة العربية والمغرب الإسلامى، مما يجعل تنظيم القاعدة يبدو أكثر عقلانية مقارنة مع تنظيم داعش.
ودعا مرصد دار الإفتاء إلى ضرورة تركيز القوى الدولية على مخططات القاعدة وهى تدحر تنظيم داعش وتطرده من الأراضى التى يسيطر عليها. فرغم أن النجاحات التى تحققت ضد تنظيم القاعدة واقعية ومؤثرة، وأدت إلى تراجع التنظيم، فإن الحراك الإرهابى الأوسع الذى يعززه لا يزال قويًّا ومستمرًّا، حيث ما زالت جماعات ومنظمات أخرى منبثقة عنه تستفيد من أيديولوجياته وشبكاته التى أنشأها من قبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة