نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلى، فجر اليوم الأحد، جسوراً حديدية من أجل تثبيت كاميرات مراقبة يطلق عليها "كاميرات ذكية"، كتلك المستخدمة فى المطارات، عند باب الأسباط المؤدى إلى الحرم القدسى بالقدس المحتلة ، وبإمكان هذه الكاميرات اكتشاف ورصد أشخاص يحملون آلات حادة أو سلاحا أو مواد متفجرة.
واقتحم عشرات المستوطنين، (قدرت أعدادهم بأكثر من 85 مستوطنا) صباح اليوم، بحماية قوات خاصة للاحتلال، باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية.
ويواصل موظفو دائرة الأوقاف الإسلامية والمرابطون اعتصامهم أمام باب المجلس رفضاً لدخول المسجد الأقصى المبارك عبر البوابات الالكترونية.
ووجهت المرجعيات الدينية فى القدس نداء عاجلا أكدت فيه رفض البوابات الالكترونية وكل الإجراءات الاحتلالية التى من شأنها تغيير الواقع التاريخى والدينى، مناشدين كل العرب والمسلمين فى كل العالم مساندتهم ودعمهم فى وجه المحتل وإجراءاته.
واتسعت الهوة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل فى أعقاب خطاب الرئيس الفلسطينى محمود عباس مساء أمس الأول الجمعة، وإعلانه وقف كافة الاتصالات معها.
كان الرئيس الفلسطينى قد تلقى - أثناء زيارته مؤخرا للصين - وعودا رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو عبر الهاتف بأن أى تغيير لن يطرأ على الوضع القائم فى المسجد الأقصى، إلا أن السلطة الفلسطينية فوجئت بنصب البوابات الإلكترونية وإغلاق معظم أبواب المسجد الأقصى وعليه سارع الرئيس الفلسطينى لقطع زيارته الخارجية ودعا القيادات الفلسطينية إلى اجتماع أعلن فيه الخطوات الفلسطينية لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية.
تعليق الكاميرات
جانب من نصب الكاميرات
نصب أسوار لتعليق الكاميرات
وفى ضوء محاولات الشرطة الاسرائيلية تهدئة الشارع الفلسطينى ونزع فتيل الأزمة فى ظل اتساع وانتشار المواجهات، تم الإعلان يوم أمس عن إجراءات أمنية بديلة على أبواب المسجد الأقصى إلا أن السلطة الوطنية الفلسطينية ودائرة الأوقاف أكدت رسميا رفضها القاطع لأى إجراءات بديلة وعزمها مواصلة حملاتها من أجل إزالة الأبواب نهائيا.
كان المجلس الوزارى المصغر فى إسرائيل قد أصدر قرارا فجر الجمعة الماضى خول فيه الشرطة بإجراء ما تراه مناسبا فى قضية البوابات وهو الأمر الذى أثار حفيظة الجانب الفلسطينى الذى حذر من خطورة هذه الخطوة التى قد تتسبب بإراقة الدماء وجر المنطقة إلى صراع دينى وإقليمى أكبر.
ويتوقع اليوم أن يترأس نتنياهو - الذى أجرى سلسلة مشاورات مع وزير الأمن الداخلى ومفتش عام الشرطة الليلة الماضية - اجتماعا للمجلس الوزارى المصغر لبحث قضية البوابات الإلكترونية.
وحمل مسؤولو الأجهزة الأمنية معهم تصورات لإيجاد بدائل للبوابات الإلكترونية حيث تم نقل الكرة هذه المرة من ملعب الشرطة إلى ملعب المستوى السياسى الذى يتوجب عليه اتخاذ قراره عصر اليوم.. فإما أن يرضخ نتنياهو أم تمضى إسرائيل فى تأجيج مزيد من مشاعر الاحتقان لدى الفلسطينيين وجر المنطقة إلى مزيد من التوتر.
إحدى كاميرات المراقبة
تعليق الكاميرات
جانب من نصب الكاميرات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة