تفقد أصحاب المحال التجارية بمدينة إدفو شمال محافظة أسوان، اليوم الخميس، خسائرهم التى تكبدوها نتيجة اندلاع حريق مفاجئ فجر أمس واستمرت جهود الإطفاء حتى 7 ساعات متواصلة، بمشاركة طائرة إطفاء هليكوبتر تابعة للقوات المسلحة، حتى تمت السيطرة عليه.
مخلفات الحريق
وغطى اللون الأسود المكان مع شروق شمس اليوم التالى من الحريق، بعد تراكم المخلفات وانتشار آثار التفحم فى كل مكان، وتحرك أصحاب المحال لتفقد خسائرهم وسط حسرة على ما فقدوه من بضائع تقدر بملايين الجنيهات داخل هذه المحال، ونظرة ذهول لسان حالها " كيف سأعوض ما أكلته النيران؟ ".
وليد أحمد، أحد المتضررين، قال: "لم نصدق ما حدث بالأمس، فقد وقع الحريق فجأة والناس نيام دون أن يشعر أحد، وتلقينا اتصالات بضرورة الإسراع إلى السوق لإلحاق ما تبقى من بضائع وسط ألسنة اللهب، ولكن النيران كانت أسرع منا فى التهام كل شيئ واستمرت النيران مشتعلة لحوالى 7 ساعات متواصلة، ورفض رجال الحماية المدنية المجازفة بحياة أى شخص من أصحاب المحال التجارية للدخول وسط الحريق خوفًا على أرواحهم، وتم السيطرة على الحريق لكن بعد أن دمرت النيران كل شيئ، وفى النهاية نقول الحمد لله لم يمس أحدنا بسوء".
الطائرة العسكرية المشاركة فى الإطفاء
ومن جانبه قال فرج عبد العزيز، صاحب أحد المحال المتضررة بالسوق التجارى بإدفو، عن الكارثة: "أنا صاحب محل هواتف محمولة فى العقار المستخدم كمول تجارى، وبضاعتى تقدر بأكثر من مليون جنيه، فمن سيعوضنى عن الإهمال الذى تسبب فى اندلاع الحريق، وخاصة أن تعويضات الحكومة لا تزيد عن 5 آلاف جنيه، وهى – على حد وصفه – لا تكفى لإعادة إصلاح باب المحل فقط، ولا يمكن لشاب مننا أن يعوض ما خسره من بضاعة وخاصة أن معظم أصحاب المحال اقترضوا مبالغ لجلب بضاعتهم على أمل أن تباع هذه البضاعة ويردون المبالغ التى اقترضوها، متسائلاً: من يسدد عنا ديوننا الآن؟".
فيما أكد عادل أبو خناجر، أحد المواطنين المقيمين بمنطقة السوق التجارى بمدينة إدفو، على أن ما حدث أمس وقع فى قلوب الناس بـ"يوم الحساب" لأن مشهد النيران لم يره أهالى مدينة إدفو من قبل، وكان لديهم اعتقاد باستحالة إطفاء هذه النيران التى أتت على الأخضر واليابس بشارع السوق التجارى وارتفعت حتى وصلت إلى منازل المواطنين المقيمين بالمنطقة، ولكن عناية الله الإلهية حالت دون أى خسائر بشرية فى الأرواح.
حال أصحاب المحال بعد الحريق
من جانبه، أعلن محمود فاروق، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بأسوان، أن لجنة التعويضات التى كلف محافظ أسوان اللواء مجدى حجازى، بتشكيلها أمس، انتهت إلى حصر كافة الخسائر المادية والعينية جراء الحريق لتحديد التعويضات التى يتم صرفها وفقًا للشروط والضوابط المنظمة لذلك، بالتعاون مع الوحدة المحلية لمركز ومدينة إدفو والجهات الأخرى المعنية.
وأوضح وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بأسوان، لـ"اليوم السابع"، أن الحصر أفاد وجود 174 محلاً تجاريًا متضررًا من الحريق، بجانب وجود 4 عقارات من بينهم منزلين ومولين تجاريين، مشيرًا إلى أن استحقاقات المواطنين ستكون بنسبة 50% من قيمة التلفيات وبحد أقصى 5 آلاف جنيه، سيتم صرفها فور انتهاء الإجراءات القانونية لذلك.
آثار حريق إدفو
وأشار فاروق، إلى أنه تقرر صرف مبلغ 100 جنيه إعاشة لكل فرد من الأسر المتضررة من احتراق منزلها، مع توفير مقر إعاشة فى الإيواء العاجل لهذه الأسر، والتى رفضت الإقامة فى الإيواء العاجل وفضلت الإقامة بمنزل أقاربهم لحين انتهاء اللجنة الفنية من إعادة ترميم منازلهم.
وأوضح وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بأسوان، أن مديرية التضامن الاجتماعى أرسلت مذكرة إلى الوزارة بالقاهرة والتى قامت بدورها برفعها إلى مجلس الوزراء للموافقة على زيادة التعويضات المقرر صرفها للمتضررين من حريق السوق التجارى، بجانب جهود المديرية فى الوصول إلى بعض الإسهامات من الجهات الأخرى الخيرية التى تشارك فى تقديم مساعدات لأصحاب الأضرار المفاجئة.
فى السياق نفسه، قال صبرى محمود، مساعد محافظ أسوان لمنطقة شمال المحافظة، إن الوحدة المحلية بالتعاون مع الأهالى بدأت على الفور فى عملية رفع وإزالة مخلفات الحريق من المنطقة بتوجيهات من محافظ أسوان، وواصلت صباح اليوم أعمال رفع مخلفات الحريق للبدء فى إعادة المكان لأفضل مما كان عليه قبل الحريق.
الشرطة تنظم المرور بموقع الحريق
وأكد مساعد محافظ أسوان لمنطقة شمال المحافظة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، على أن لجنة المبانى الآيلة للسقوط بدأت فى عملها بعد أن فرضت كردون أمنى حول العقارات التى تضررت من الحريق، مشيرًا إلى أن مكان الحريق لم يتجاوز 50 × 70 مترًا، بداية من جنوب شركة عمر أفندى وحتى موقع الإسعاف القديم، وليس السوق كاملاً، وهذا ما قلل من حجم الخسائر وخاصة أن الواقعة لم تسفر عن خسائر بشرية فى الأرواح، وعلق قائلاً: "هذا هو الأهم، وخسائر البضائع تعوض مع الوقت"، مشيدًا بدور الشباب فى تحجيم الكارثة.
وحول إمكانية نقل موقع السوق، أشار صبرى محمود، إلى أنه لا يمكن التحكم فى نقل المحال التجارية بالمنطقة لأنها أملاك خاصة وليست سويقات تابعة للوحدة المحلية لمدينة أسوان، لافتًا إلى أن ما سيتم هو مراعاة الأخطاء التى تسببت فى الحريق وانتشاره، ومراجعة كافة الاشتراطات الأمنية والسلامة المهنية عن طريق اللجنة الخماسية التى شكلت من الحماية المدنية والصحة والأمن ومجلس المدنية وغيرهم.
موقع الحريق
على الجانب الآخر، عاين فريق من النيابة العامة برئاسة المستشار عمرو محمود، المحامى العام لنيابات أسوان، موقع حريق السوق التجارى بإدفو، وطلب تقارير الوحدة المحلية وخبراء الأدلة الجنائية، للوقوف على أسباب الحريق، التى ترجع التحريات الأولية إلى أنه ماس كهربائى مفاجئ.
يذكر أن مدينة إدفو شمال محافظة أسوان، شهدت فجر أمس الأربعاء، اندلاع حريق هائل شب فى شارع السوق التجارى وسط مدينة إدفو، واستمرت جهود الإطفاء لنحو 7 ساعات متواصلة بعد اللجوء للقوات المسلحة التى شاركت بطائرة هليكوبتر عسكرية لإطفاء الحريق، بجانب الدفع بنحو 34 سيارة إطفاء من الحماية المدنية، بالإضافة إلى إسهامات سيارات مصانع السكر ولب الورق وغيرهم من المؤسسات والشركات الواقعة بمدينة إدفو وجهود الأهالى، مما ساهم بشكل مباشر فى السيطرة على الموقف وإخماد الحريق الذى أسفر عن إصابة 9 أشخاص باختناقات أثناء المشاركة فى عملية الإطفاء وخرجوا من مستشفى إدفو العام بعد تماثلهم للشفاء، ولا توجد خسائر بشرية فى الأرواح.
آثار الحريق فى أحد العقارات السكنية
إزالة مخلفات الحريق
أصحاب المحال المحترقة
آثار الحريق بالعقارات
الحريق يدمر المحال التجارية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة