أثار إعلان وزارة الدفاع الروسية لمقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابى أبو بكر البغدادى حالة من اللغط حول مصير الرجل الأقوى فى التنظيم المتطرف، وطرح عدد كبير من الأسئلة لعل أبرزها أين جثة البغدادى؟، ومن هو وريث زعيم أخطر تنظيم إرهابى؟.
وما بين تأكيد ونفى أطراف إقليمية ودولية لنبأ مقتل البغدادى تظل الحقيقة الراسخة ان زعيم التنظيم الإرهابى لا يزال حيا دون معرفة المكان الذى يتواجد به، فى ظل ترجيحات لعدد من العسكريين العراقيين والأكراد بتواجد أبو بكر البغدادى فى سوريا وتحديدا فى مدينة الرقة آخر حصون داعش القوية فى المنطقة.
أثار الإعلان الروسى بشكل منفرد عن مقتل البغدادى غضب المؤسسات الأمنية العراقية بسبب عدم تبادل موسكو للمعلومات التى توافرت لديها مع "غرفة الاستخبارات الرباعية" التى تضم روسيا والعراق وسوريا وإيران، وهو ما دفع المؤسسات الأمنية العراقية للتشكيك فى الرواية الروسية، وفندت خلية الصقور الاستخبارية العراقية مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادى، مؤكدة أن الإرهابى مازال داخل الأراضى السورية وخارج مدينة الرقة، موضحة أن عناصر التنظيم الإرهابى يستعدون لتنفيذ عمليات إرهابية فى بعض المدن العالمية لإبعاد الأنظار عن هزائمها الكبرى فى العراق وسوريا.
وتعتبر خلية الصقور الاستخباراتية العراقية الأكثر دقة وتوثيقا على مستوى العالم بالمعلومات من أهداف وتحركات قيادات التنظيم الإرهابى، ويأتى تفنيدها لنبأ مقتل البغدادى بعد تكرار وسائل الإعلام المختلفة لتقارير دوائر الاستخبارات العالمية عن مصرع زعيم داعش أبو بكرى البغدادى بضربة جوية روسية مؤخرا.
وتعمل الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية على التخلص من جثث القيادات الإرهابية فى أماكن نائية يصعب الوصول إليها حتى لا يتحول مكان دفن القيادات الإرهابية لمزار تقصده قيادات متطرفة، وهو ما حدث مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذى تم دفنه فى قاع البحر مكبلا بأثقال من الأسلاك يبلغ وزنها 140 كيلو جراما.
عدم تمكن السلطات الروسية من العثور على جثة أبو بكر البغدادى أو تحديد مصيره يفند الرواية التى روجت لها وزارة الدفاع الروسية، وهو ما دفع الكرملين لإعادة التأكيد مجددا بأنه لم تتوفر لديه حتى الآن معلومات دقيقة عن مصير زعيم تنظيم "داعش" الإرهابى أبو بكر البغدادي، وأشار لقيام الاستخبارات الروسية بالتحقيق فى البيانات المتضاربة بهذا الشأن.
وقال دميترى بيسكوف، الناطق الصحفى باسم الرئيس الروسى ردا على سؤال حول مصير البغدادي، بعد أن أكدت مصادر فى كردستان العراق أنه لا يزال على قيد الحياة: "هناك معلومات متضاربة، وتقوم استخباراتنا بالتأكد من صحتها".
يذكر أن وزارة الدفاع الروسية قد رجحت أن يكون البغدادى قُتل على مشارف مدينة الرقة أواخر مايو الماضى جراء إحدى الغارات الروسية، إلا أن مسؤولين روس أقروا بعدم وجود معلومات تؤكد تصفية زعيم التنظيم الإرهابى فى تلك الغارة بشكل مطلق.
وفى وقت لاحق تحدثت وسائل إعلام عراقية وسورية نقلا عن مصادر فى تلعفر العراقية ودير الزور السورية، عن صدور بيان عن التنظيم الإرهابى يؤكد وفاة زعيمه، دون توضيح ملابسات مصرعه.
لكن سلطات كردستان العراق وخلية الصقور الاستخبارية العراقية أعلنت أن هناك معلومات موثوقة، تؤكد أن البغدادى لا يزال على قيد الحياة، وموجود حاليا فى الأراضى السورية، وتحديدا فى الريف الجنوبى للرقة.
وينضم زعيم تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوى لقائمة "مجهولى القبور" وسط تضارب المعلومات حول مكان قبر أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة الذى قتل فى غارة أمريكية فى العراق، وقد وارت السلطات العراقية جثة الزرقاوى فى مقبرة سرية لم يتم التوصل إليها، وهو ما أعلنته عنه الولايات المتحدة بتسليمها جثمان الزرقاوى للحكومة العراقية والتى دفنت الجثمان وفقا للتقاليد والأعراف الإسلامية دون تحديد مكان قبره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة