بنفوذ متراجع ، وخسارة استراتيجية تطرق أبواب الدبلوماسية الأمريكية ، بدأ وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون جولة مكوكية لمنطقة الخليج تشمل زيارة المملكة العربية السعودية وقطر، تستمر لمدة 3 أيام، تتخللها 3 زيارات متقطعة إلى الكويت التى تلتزم بالوساطة بين الدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من قطر، ونظام تميم بن حمد، الراعى الأول للتنظيمات والكيانات الإرهابية.
الزيارة الأمريكية تأتى بعد تحذيرات عدة أطلقها مراقبون وخبراء ومراكز أبحاث من قلب الولايات المتحدة، بشأن التراجع اللافت فى نفوذ واشنطن داخل منطقة الخليج لاتسام تعاملها مع الأزمة بقدر من الميوعة والانقسام الذى ظهر واضحاً فى تمسك الرئيس دونالد ترامب بضرورة فرض عقوبات على النظام القطرى لدعمه الإرهاب، فى الوقت الذى آثرت الخارجية الأمريكية فيه تصدير الأزمة فى صورة خلاف بين دول عربية يجب تسويته دون تدخل من القوى الاقليمية والدولية.
وقبل انتصاف ليل أمس ، وصل وزير الخارجية الأمريكى إلى الكويت لبدء مفاوضاته الماراثونية والتى ستشمل زيارة مماثلة إلى قطر يعقبها عودة إلى الكويت، قبل أن ينطلق فى زيارة إلى المملكة العربية السعودية، تليها زيارة ثالثة إلى الوسيط الكويتى.
وفى الوقت الذى تخشى فيه الإدارة الأمريكية استمرار تراجع نفوذها ، رسمت الصحافة الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء سيناريوهات قاتمة للنتائج المحتملة لجولة تيلرسون الخليجية، مشيرة إلى أن احتمالات التوصل لحل سريع للأزمة بين قطر والدول العربية الكبرى ضعيفة للغاية.
وقالت صحيفة "واشطن بوست" فى تقرير لها اليوم إن الإدارة الأمريكية لديها مخاوف من أن يؤدى استمرار الخلاف بين الدول الخليجية إلى عرقلة معركة التحالف الدولى ضد داعش وتعزز موقف إيران.
وتابعت الصحيفة : "بعد أسابيع من المكالمات الهاتفية واللقاءات مع الدبلوماسيين العرب فى واشنطن وحثهم على التفاوض، ألقى تيلرسون بنفسه فى مهمة الوساطة فى أول معركة يخوضها فى الدبلوماسية المكوكية".
ونقلت الصحيفة تصريحات لأمير الكويت صباح الأحمد الصباح قال خلاها إنهم يحاولون حل القضية التى لا تقلقهم وحدهم وإنما تقلق العالم كله.
وقالت "واشنطن بوست" إن مسئولى الخارجية الأمريكية لم يخفوا غضبهم وحذروا من أن جولة تيلرسون لن تؤدى على الأرجح إلى انجاز، ويتوقعون أسابيع وأشهر من العمل خلال الفترة القادمة وحذروا من أن الموقف يمكن أن يصبح أكثر توترا قبل الوصول إلى حل.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن جزء من التوازن الحساس الذى يجب أن يأخذه تيلرسون فى الحسبان يتعلق بالوجود العسكرى الأمريكى فى المنطقة، حيث يتواجد الأسطول الأمريكى الخامس فى البحرين، بينما تستضيف قطر قاعدة العديد الامريكية التى يعمل بها نحو 11 ألف أمريكيا، وهى أكبر منشاة عسكرية أمريكية فى الشرق الأوسط.
وقالت واشنطن بوست، إن الجولة الأولى لوزير الخارجية الأمريكى فى مفاوضات الأزمة عالية المخاطر تأتى مع التشكيك فى قيادته لوزارة الخارجية من قبل الكونجرس والبيت الأبيض وداخل الإدارة الأمريكية نفسها، وقد شكا بعض كبار مسئولى البيت الأبيض من أن تيلرسون حبس نفسه خلف قلة من مساعديه الكبار، ولا يتلقى مكالماتهم الهاتفية ولا توصياتهم.
ونقلت واشنطن بوست، عن المتحدثة باسم الخارجية هيذر نويرت قولها، إنهم قلقون بشكل متزايد من أن النزاع قد وصل إلى طريق مسدود فى هذه المرحلة، مضيفة إنهم يعتقدون أن هذه الأزمة يمكن أن تستمر لأسابيع وأشهر أو أكثر.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين بالإدارة الأمريكية، قولهم إن تهمة تمويل الإرهاب التى لفتت انتباه دونالد ترامب قد تكون الأسهل فى حلها من خلال تكثيف الرقابة الأمريكية، ويتفق المسئولون على أن موقف قطر من استضافة مسئولى الإخوان ودعمهم فى دول أخرى مزعج، إلا أنهم يعتقدون أن التوصل إلى تسوية يمكن أن ينجح لاسيما بوقف دعم قطر للإخوان فى مصر وليبيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة