أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، سيطرة الوزارة على على جميع المساجد التى كانت خاضعة لسيطرة الجماعات المتطرفة، مضيفًا: "ونقف لهم بالمرصاد".
وأضاف جمعة، خلال اجتماعه بأكثر من 200 إمام والقيادات الدعوية والواعظات على مستوى الجمهورية، لشرح استراتيجية الوزارة للبناء وآليات تنفيذها وسبل تفعيلها، اليوم السبت بمسجد النور بالعباسية، الذى كان قد خرج عن سيطرة الوزارة عقب ثورة 25 يناير، وشهد عددًا من الأحداث بعد تصدر الجماعات المتشددة للمشهد فى تلك الفترة، وقامت بطرد إمام الوزارة حينها: "أعدنا للمسجد هيبته وقدسيتة وللإمام وضعه ومكانته من خلال نفى ممن حاول السيطرة على المنابر وتوظيفها لمآرب سياسية أو تجنيد العناصر أو الأفكار، وأذكر عند تولى مهمة الوزارة كانت بعض المساجد مسرح للصراع السياسى، وهذه الجماعات كانت تدرك أنها الأحق بالخطابة وأن ولايتها على المساجد أمر مسلم به، أما الآن فقد عاد الأمر لأهله وأدرك الجميع ولاية الأوقاف على المساجد، كما أن الوزارة تقف لهؤلاء بالمرصاد فهو أمر عقدى، لأن هذه الجماعات شوهت ديننا وجعلت العالم ينظر إلى ديننا نظرة خاطئة"، موجهًا بتوزيع كتاب تفنيد أباطيل الإرهابيين على الأئمة مع مجموعة من الكتب الحديثة.
واستطرد وزير الأوقاف: "الوزارة سيطرت على جميع المساجد التى كانت عصية مثل أسد بن الفرات بالجيزة والعزيز بالله، والقائد إبراهيم وغيرها، لذا فالأسهل مضى والأصعب هو القادم وهو ملئ الساحة بالفكر المعتدل"، كاشفا عن عقد لقاءات مع الأئمة للاستماع لمشاكلهم ومطالبهم، مشيرًا إلى أن الإمام هو عصب العملية الدعوية ويجب أن يعمل فى مناخ مستقر.
ووجه مختار جمعة، الشكر لأئمة الوزارة لادائهم المتميز فى شهر رمضان المبارك، لافتًا إلى أن الأمر لم ينتهى بانتهاء الشهر الكريم فالعمل الدعوى ممتد ما امتد نفس الإنسان وحياته فى هذه الحياة، مضيفًا فى كلمته للائمة: "لو لم يكن الدعاة على إيمان راسخ قولا وعملا فلن نستطيع الوصول برسالتنا إلى أحد، لأن الكلام إذا خرج من القلب استقر فى القلب وإذا خرج من اللسان لا يتجاوز الآذان.
وشدد وزير الأوقاف، على أن الوزارة تؤمن بتحسين الجانب المادى للإمام، لافتًا إلى أن الذى سيعمل سيحصل على امتيازات فى حدود المتاح، فالإمام عصب العملية الدعوية شريطة أن يطور نفسه، مؤكدًا على أن تلك الاستراتيجية ستركز على تكثيف التدريب للإمام وتفعيل مدرسة المسجد الجامع، متابعًا: "أنا أطمح أن يفعلها كل إمام فى مسجده وليست فى المسجد الجامع فقط، والحديث عن الأخلاق والتركيز على الجانب التربوى".
وتابع جمعة: "تم إعادة معسكر أبو بكر الصديق بالاسكندرية، ونقوم بعمل المعسكرات بالمدن الساحلية ليكون منها جزء كبير ترفيهى"، مداعبًا الأئمة: "الترفيه سيكون فى حدود الشرع وما يليق بالإمام، بالإضافة إلى الجانب التدريبى والدعوى"، مشيرًا إلى أنه من ضمن القوافل الدعوية ستكون عن السياحة، متابعًا: "سائح دخل بلدنا قد أخذ عهد بأن نحفظ له عرضه وماله وحياته، وعدم استغلال السياح من قبل البعض، حيث أنها تضر ببلدنا، كما سيكون هناك معسكرات فى الإسكندرية ورأس البر ودارسة الأماكن المتاحة لإقامة معسكرات بها".
وأضاف وزير الأوقاف، أن الواعظات سيشاركن فى تلك الاستراتيجية، موضحًا أن الفترة المقبلة ستكون فترة تكثيف دعوى، بالإضافة إلى برامج تحفيظ القرآن الكريم للنشء فى المقام الأول وكل ذلك بالمجان وسيكون ذلك فى أكثر 1000 مسجد على مستوى الجمهورية، مؤكدًا أن البرنامج سيبدأ فى 8 يوليو الجارى، وجميع المحفظين المعينين ينتقلوا إلى المساجد التى ستبدأ بتحفيظ القرآن، لافتًا إلى أنها مهمة دينية ووطنية
الجدير بالذكر أنه فى إطار تفعيل وزارة الأوقاف لاستراتيجية البناء التى أعلنت عنها مسبقًا، وتدور حول البناء القيمى والأخلاقى، والعمل على استعادة دور المسجد فى نشر القيم والأخلاق وخدمة المجتمع من خلال تفعيل دور المسجد بصفة عامة والمساجد الجامعة بصفة خاصة عقد هذا اللقاء ضمن سلسلة من اللقاءات المباشرة مع الأئمة ومع القيادات الدعوية ومع الواعظات على مستوى الجمهورية لشرح هذه الاستراتيجية وآليات تنفيذها وسبل تفعيلها، حيث كان اللقاء الأول مع مائتى إمام من أوقاف القاهرة السبت بمسجد النور بالعباسية، يتبعه لقاء مع قيادات الدعوة بالمحافظة.
وصاحب ذلك بالتزامن معه تكثيف برامج التدريب على مستوى الجمهورية سواء للأئمة، أم لخطباء المكافأة، أم للواعظات، من خلال مراكز التدريب المتعددة على مستوى الجمهورية، وسيتم الاستعانة بكبار أساتذة الأزهر الشريف سواء فى برامج التدريب، أم فى تفعيل مدرسة المسجد الجامع، وبرامج تحفيظ القرآن الكريم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة