فنان مسرحي كبير، وأحد رواد المسرح العربي وصاحب النهضة المسرحية للمسرح المصري في الستينيات، كما لقب بأنه رائد المسرح السياسى الاجتماعى وشيخ المسرحيين العرب، واستطاع أن يمزج بين الفن وهموم المجتمع، أخرج العديد من المسرحيات، وشارك فى التمثيل بعدد من المسرحيات والمسلسلات التليفزيونية، إنه الفنان القدير سعد أردش ابن مدينة فارسكور بمحافظة دمياط الذى استطاع بإصراره وطموحه أن يغير مسار حياته من موظف بسيط بالسكة الحديد، إلى فنان مسرحى خلف تراثا فنيا لا ينكرة أحد من محبيه وتلاميذه.
"اليوم السابع" استمع إلى جوانب من حياة الفنان سعد أردش من خلال حوار مع ابنته المهندسة الاستشارية فريدة سعد أردش.
في البداية نود أن نعرف نبذة عن نشأة سعد أردش ؟
سعد أردش هو من مواليد عام 1924 بمدينة فارسكور فى دمياط ظهرت موهبته فى التمثيل أثناء دراسته بالمرحلة الابتدائية، وساهم فى صقلها عدد من أساتذته فى المدرسة، ومنهم الدكتور عبد السلام هارون أحد أشهر محققي التراث العربى، الذى كان يدرس له اللغة العربية في مدرسة فارسكور الابتدائية، وعندما انتقل لاستكمال دراسته بالمرحلة الثانوية فى مدينة دمياط، ازداد تعلقه بفن التعبير والمسرح بوجه خاص وحصل على التوجيهية عام 1942.
ثم عٌين بعد ذلك كاتبا بورش السكك الحديدية 1944 واستطاع أن يٌكون فريقا تمثيليا من الموظفين خلال فترة عمله لتقديم بعض المسرحيات ثم قرر الالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1952.
نريد أن نتعرف على مشواره وتاريخة الفنى؟
والدى يحمل تاريخًا كبيرًا حافلًا بالأعمال الفنية وترك علامات واضحة فى المسرح والسينما المصرية بدأ مشواره الفني من مسرح الهواة مثل كثير من الفنانين في هذا التوقيت وذلك قبل أن ينتقل إلى القاهرة ليلتحق بمعهد التمثيل ويحصل على دبلوم المعهد عام 1950بالقاهرة،ثم استطاع أن يؤسس مع زملائه فرقة المسرح الحر، وتولى رئاستها وأخرج لها أول مسرحية باسم ماهية مراتي 1957، وكان هدف الفرقة بشكل عام هو الثورة على المسرح التقليدي والانتقال به من دائرة الترفيه إلى مناقشة قضايا العصر وقدمت الفرقة لأول مرة في مصر الكاتب المسرحي نعمان عاشور.
ولم يكتف بذلك بل حصل على ليسانس الحقوق عام 1955وفي عام 1957 سافر في بعثة إلى إيطاليا والتحق بالأكاديمية الوطنية لفنون المسرح وحصل على دبلوم الإخراج عام 1961،وقدم بعد عودته مشروعاً فنيا وهو إنشاء مسرح الجيب بهدف تقديم الأعمال التجريبية الجديدة لخلق مجالات جديدة لتيارات مسرحية، وكان أول مدير لهذا المسرح إذ قدم في أول موسم له سنة 1962 مسرحية من إخراجه هي لعبة النهاية تأليف صمويل بيكيت.
ولعب مسرح الجيب دورا ركبيرا في الحياة المسرحية ثم استقال من مسرح الجيب عام 1965، وأشرف على 12 رسالة ماجستير ودكتوراه مقدمة للمعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة، وأُعير إلى الجزائر ثم 1977 ثم أعير إلى الكويت للعمل كأستاذ للتمثيل والإخراج وعام 1982 عاد إلى مصر ليعمل أستاذًا بمعهد الفنون المسرحية، ثم توفى فى الولايات المتحدة الأمريكية عن عمر ناهز 84 عامًا بعد صراع طويل مع المرض.
وماذا عن الحياة العائلية لسعد أردش؟
تعرف على زوجته الفنانة التشكيلية الدكتورة نادية يوسف خفاجي على ظهر الباخرة المتجهة إلى إيطاليا والتي تحمل طلبة البعثة المصرية من مختلف التخصصات وتزوج منها إيطاليا عام 1959، والدكتورة نادية هي أستاذ متفرغ الآن بكلية التربية الفنية جامعة حلون ووكيل سابق بالكلية، وقد أسهمت في الحركة الفنية بعمل العديد من المعارض الفنية على مدى سنوات عملها كفنانة تشكيلية، وأستاذ بالكلية بإشرافها على العديد من الرسائل سواء ماجستير أو دكتوراه وترقيات للأساتذة، وكل ذلك بتشجيع ومساندة من زوجها سعد أردش، وله من الأبناء ثلاثة، بنتان وولد، هالة وهى حاصلة على بكالوريوس الهندسة المعمارية جامعة القاهرة ودكتوراة من جامعة نيوكاسل من إنجلترا في الهندسة المعمارية، فريدة حاصله على بكالوريوس وماجستير الهندسة المعمارية جامعة القاهرة وحاصلة على درجة مهندس استشاري وتعمل في مجال التطوير العقارى، والدكتور محمد حاصل على بكالوريوس ودكتوراة من كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان قسم جرافيك ويعمل أستاذا بنفس الكلية .
ما المناصب التى تولاها سعد أردش خلال مشوار حياته ؟
تولى سعد أردش عدة مناصب حيث عين مديرا للمسرح القومي 1970، ورئيسا لقطاع المسرح بوزارة الثقافة في ديسمبر 1983 وأحيل إلى المعاش في أكتوبر 1984 ،رئيس مجلس إدارة مجلة المسرح 1984 ومستشار تحرير مجلة الثقافة الجديدة 1992، كما رأس مهرجان القاهرة التجريبي في دورته الأولى 1988.
ما الجوائز التي حصل عليها خلال مشواره الفنى؟
لم يكن والدي يخبرنا بأنه مسافر لحفل تكريم ولكن كنا أحيانا نفاجأ بذلك من وسائل الإعلام، ولكننى أعتقد أنه كرم في كثير من الدول وخاصة الدول العربية وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام العلوم والفنون عام 1967، ثم جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1990 ونال وسام العلوم والفنون 1966، جائزة الدولة التقديرية 1991، جائزة مهرجان قرطاج بتونس 1991.
ما هى أهم أعماله الفنية ؟
أخرج ما يقرب من 52 مسرحية منها: "الأرض – السبنسة – مهر العروسة – الإنسان الطيب – أوبرا عايدة – الندم – النصابين – المسامير – الحرافيش – غراميات عطوة أبو مطوة" ومثل في العديد من الأعمال الإذاعية والتليفزيونية، كما أدى بعض الأدوار في عدد من الأفلام السينمائية منها " ظهور الإسلام – الاختيار" .
له كتابان من تأليفه هما : المخرج في المسرح المعاصر ، المسرح الإيطالي منذ البدايات وحتى أوائل الستينات ، كما ترجم عن الإيطالية 6 نصوص مسرحية ونشر له العديد من المقالات في المجالات المتخصصة .
ما الميول السياسية للفنان سعد أردش ؟
سعد أردش لم ينتمِ طيلة حياته لأى حزب سياسيي ولكنه كان ناصري الهوى، أحب عبد الناصر ودافع عن قراراته، وكان على تواصل مع عدد من القيادات الحزبية مثل ضياء الدين داود ابن دمياط والقيادي بالحزب الناصري لمناقشتهم ونقل أراء الناس للقيادة السياسية لحل مشاكلهم.
من هم أقرب أصدقاء سعد أردش فى الوسط الفني ؟
أقرب أصدقائه من الوسط الفني هم رواد المسرح منهم كرم مطاوع وزوجته سهير المرشدى، لأنهما كانا زملاء فى بعثة الدراسة بإيطاليا وكذلك سميحة أيوب وجلال الشرقاوى، الدكتور أحمد زكى المخرج المسرحي ، الدكتور أحمد عبد الحليم مخرج مسرحي ، الفنانة عايدة عبد العزيز، والفنان نبيل الحلفاوي، وكانت تربطهم علاقات قوية ولقاءات مستمرة في منزل أحدهم، ولقاءات فى المناسبات كما كانت تربطه علاقة قوية مع الدكتور مفيد شهاب والمهندس حسن رشدي وزوجته.
متى كان يزور سعد أردش دمياط؟
كان يتحين الفرص لزيارة محافظة دمياط مسقط رأسه في مدينة فارسكور، وكان أكثر الأوقات التي زار فيها دمياط هي في فترة وجود والدته على قيد الحياة، وكان دائما يحرص على زيارة فارسكور في ليلة عيد الفطر لزيارة أهله وأصدقائه، وكنا نذهب للمقابر لزيارة موتى العائلة ثم زيارة الأقارب، وكنا نتناول الأسماك والفسيخ فى العيد وهى عادات دمياطية.
وكان والدى يقابل أبناء مدينته ويستمع لهم، وكان يجلس بينهم في مصيف رأس البر، ولم يعلن يوما تضرره من مجالسة الناس البسطاء بل كان يسمع لهم لأنه كان متواضعا بطبعه ومحبا للناس.
هل خرج من بين أبناء سعد أردش من يهوى الفن ويكمل مسيرة الوالد ؟
الحقيقة لم يخرج من بين أبناء سعد أردش من يهوى التمثيل مثل الوالد، ولكن العائلة كلها قريبة بصورة أو بأخرى من الفن لأننى وشقيقتي نعمل فى مجال الهندسة والتصميمات المعمارية وهى أقرب ما يكون للتصميم المسرحى، كما أن شقيقي أستاذ بقسم الجرافيك بكلية الفنون التطبيقية .
الفنان سعد أردش فى أحد الأدوار
سعد أردش مع فاروق حسنى
سعد أردش مع الفنانة برلنت عبد الحميد
سعد أردش فى احد العروض المسرحية
عرض مسرحى للفنان نور الشريف
عرض مسرحى للفنان صلاح قابيل
أحد العروض المسرحية
جانب من عرض مسرحى
مشهد من أحد العروض المسرحية
استعراض مسرحى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة