حرب الإخوان على المصريين لا تستثنى أحدا، وهم لا يدركون أن «جماعة» لا يمكن أن تنتصر على «شعب»، وأن العصابات المسلحة لا تهز شعرة جيش عريق له خبرات قتالية كبيرة، ولا الشرطة الباسلة صاحبة الباع الطويل فى استئصال شأفتهم، وأن أرواح شهداء الجيش والشرطة تفجر فى النفوس إرادة الثأر والانتقام، ولم يفهموا فى يوم من الأيام سر قوة مصر وهى فى أوج تسامحها، وأن شعبها الذى ابتلعهم فى يومين، لا تجدى معه عمليات إرهابية عشوائية هنا وهناك، وأن كل قنبلة تنفجر تعمق جدار كراهية الناس لهم، وأن المصريين جربوهم وإكتشفوهم ورفضوهم، تذوقوا مرارتهم بأنفسهم دون تدخل من سلطة تحاربهم وتحرض ضدهم، فالشعب كان الخصم والحكم وصاحب القرار.
لاتزال أبواقهم تنعق ولم يتعظوا من جيل اختطاف الحكم القابع فى السجون، أين صلاح أبوإسماعيل الذى كان يصول ويجول ويقتحم أقسام الشرطة وبنى مستعمرة أمام مدينة الإنتاج الإعلامى؟.. أين العريان والمرشد وصفوت حجازى والشاطر والكتاتنى والبلتاجى وغيرهم، الذين تصوروا أنهم الدولة والسيف والجلاد والقانون؟ وهل كان يخطر بخيال أحد التخلص منهم بهذه السهولة البالغة، بعد أن كانوا خطوطا حمراء لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها.
أجهزة الأمن نفسها طويل وبالها أطول، وتعرف أن الحرب ضد الإرهاب طويلة وشرسة، لكنها فى النهاية محسومة لصالح الشعب الذى يحرسه جيشه، والشرطة التى استردت عافيتها واستعادت قوتها، ولن يثنيها عن أداء مهمتها المقدسة شهيد هنا أو جريح هناك، وأن الجيش الذى حرر سيناء من إسرائيل بجيشها الذى لا يهزم، لن تستعصى عليه جماعات إرهابية، تختبئ كالفئران فى الجحور.
المؤكد أنها حرب خاسرة، لكن الإخوان ماضون فيها إلى النهاية، حرب لن تعيدهم إلى السلطة، بل تعمق الكراهية وتشيد مزيدا من أسوار العزلة، ولم يستفيدوا من دروس الماضى والحاضر، وكتبوا نهايتهم بأيديهم وجعلوا عودتهم الى الحياة السياسية مستحيلة، بعد أن خسروا كل شىء وفقدوا معالم الطريق إلى المستقبل، فمصر تسابق الزمن للبناء والتنمية والخروج من عنق الأزمة الاقتصادية، بينما الإخوان غارقون فى أوهامهم المصبوغة بالدماء، بعد أن ذهبت شرعيتهم الكاذبة إلى مزبلة التاريخ، فالشرعية للوطن وليس لفرد، ولجموع الشعب وليس لجماعة أو عشيرة، وأصبحت شرعيتهم مثل أصنام الكعبة التى عبدوها ثم أكلوها، وأسقطها الشعب وداسها بالأقدام.
لن يجدوا أمامهم إلا شعبا وجيشا وشرطة «إيد واحده»، وتصميما أكيدا على استئصال من يعوق مسيرته، ولن تنقذهم أكاذيبهم وتمسحهم بالإسلام، بعد أن ذاق الناس مرارة حكمهم واكتووا بنارهم، وتهاوت تحت الأقدام أساطير الخداع، التى روجوا لها على مدى ثمانين عاما.
مستقبل مصر أمامها ومستقبلهم وراءهم، وحربهم الخاسرة لن تكسبهم أرضا بل مزيدا من الضحايا والآلام، فليرحموا شبابهم الذين يزجون بهم فى النار، وليوقفوا عمليات غسل المخ لجيل جديد، تربى على كراهية مصر وشعبها، وضل الطريق إلى الإسلام الصحيح، فالقاتل لن يرتقى إلى السماء إذا قتل بل إلى حفرة فى النار، ومن الصعب على النفس أن يحمل جزء من شباب الأمة السلاح ضد شعبهم، ويتحولوا من عناصر للبناء والتعمير، إلى دمى للقتل والإرهاب، فمن يوقف جنون عواجيز الإخوان الذين يذبحون شبابهم على مقصلة الخيانة والعمالة وبيع الوطن؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة