محمد مختار جمعة

هل هذا هو الإسلام؟

الأحد، 04 يونيو 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد خبرت من خلال خبراتى الحياتية والدعوية الإخوان ومسالكهم ، وحيلهم ودروبهم، واستحلالهم للكذب، وتحريفهم لمفهوم النصوص وليّ أعناقها، وانتهاجهم منهج التقية، وتدريب ناشئيهم على السرية والكتمان، والسمع والطاعة الأعميين، وإغرائهم بالنعيم المقيم فى الدنيا والآخرة، وتأملت حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول: « آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ , وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ , وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ «، وحديثه (صلى الله عليه وسلم) حيث يقول: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ , وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ , وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ، فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا، فوجدت الإخوان ينقضون ذلك نقضًا عمليًا، ويسيرون على عكس ذلك تمامًا، فإذا كان (صلى الله عليه وسلم) قد ذكر العلامة الأولى من علامات النفاق أن المنافق إذا حدث كذب , فإن الإخوان لا يكذبون مجرد كذب , إنما يتحرون الكذب ويتدربون ويُدربون عليه تحت عناوين ما أنزل الله بها من سلطان: كالكذب المباح , أو المواطن التى يجوز فيها الكذب، أو المعاريض التى فيها مندوحة عن الكذب , حتى صار الكذب والافتراء والبهتان أصلا من أصولهم الفكرية والحركية , متجاهلين قول النبى (صلى الله عليه وسلم): « إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَحَرَّى 
الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا».
 
وإذا كان من أخص صفات المنافق أنه إذا وعد أخلف , فإننى أظن أن من تعامل أو يتعامل مع الإخوان وبخاصة فى المجال السياسى يدرك أنهم لا عهد لهم ولا ذمة ولا أمان , فقد جُبلوا وتربوا على آليات واضحة للتبرير لأنفسهم , والتحلل من وعودهم وعهودهم ومواثيقهم.
 
وإذا كان من صفات المنافق أنه إذا اؤتمن خان , فإننا قد رأينا الإخوان أنهم حين تحملوا أمانة الحكم , خانوا الأمانة , وأقصوا الجميع, وتخابروا مع الأعداء , وباعوا القضية الدينية والوطنية معًا , متجاهلين قوله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ».
 
وإذا كان من صفات المنافق أنه إذا خاصم فجر , فإننى أظن أن تاريخنا الحديث لم يعرف قومًا أكثر لددًا فى الخصومة وفجورًا فيها , واستعدادًا لإراقة الدماء وإهلاك الحرث والناس والإفساد فى الأرض من هؤلاء، وكأنى بهم لم يسمعوا قول الله تعالى: « وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ».
 
 وهل الإسلام المبنى على الرحمة تحول عندهم إلى دين عنف ودماء ؟ وهل الإسلام القائم على عمارة الكون تحول لديهم إلى ساحة تخريب وإفساد ؟ وهل الإسلام القائم على حرمة الدماء والأموال تحول عندهم إلى نظرية استحلال لهذه الدماء والأموال ؟ متجاهلين قوله تعالى: « أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا «, وقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : «حين نظر إلى الكعبة فقال لها:» مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ , مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ , وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ , لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ، مَالِهِ، وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا»
 
حقًّا إنها الفجوة الواضحة والهوة الساحقة بين عظمة الإسلام وإجرام الإخوان , بين منظومة الأخلاق والقيم، التى حرص الإسلام كل الحرص على بنائها وبين الواقع المر، الذى عمل على هدم هذه المنظومة أو خلخلتها وتشويه صورتها، إنه حب السلطة الذى دفع أدعياء الدين إلى المتاجرة به والمزايدة عليه، واللعب بعواطف العامة، واستغلالهم حاجتهم وعوزهم, لإغرائهم ببعض فتات ما يلقى لهم ممن يستخدمونهم ضد دينهم وأوطانهم  بعد أن ثبت بالدليل القاطع أن الإخوان لا يؤمنون بوطن ولا بدولة وطنية، فوطنهم الحقيقى هو مصالحهم وتنظيمهم الدولى.
 
إننا نحذر من أن يخدع بهم عاقل، أو أن يجعلهم موضع ثقة، أو أن يدفع إليهم بمال يستخدمونه لمصالحهم ورجالهم وأهلهم وعشيرتهم.
 
وإننا لنؤكد أن هذه الجماعات كانت نكبة على الوطن حين استخدمها أعداء الأمة لتنفيذ مخططاتهم لتفتيت المنطقة وتمزيق كياناتها فى مقابل وعود مكذوبة بسلطة مزعومة زائلة، وإذا كان التحالف بين الأمريكان والإخوان قائمًا على أساسين: الحكم مقابل أمن إسرائيل من جهة، والسمع والطاعة لمصالح أمريكا مقابل دعمهم دوليًا من جهة أخرى، فإن مما يؤكد ذلك ويبرهن عليه أنه فى الوقت الذى كان قيادات الإخوان يصدعون رءوسنا فيه بأن أمريكا هى الشيطان الأكبر كانوا يهرولون تجاهها، ويولّون وجوههم شطرها للحصول على الأمان، وعقد الصفقات والحصول على الجنسية لهم أو لأبنائهم فى انفصام واضح بين الظاهر والباطن , بين التنظير فى الكتب والتطبيق على أرض الواقع , مما أفقد المجتمع كله الثقة فيهم، وجعله يخرج عليهم بالملايين، رافضًا هذا المنهج الذى لا يخدم دينًا ولا وطنًا، بل يدمر الدين والوطن كليهما، « وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ».
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة