معالم التنزيل، أو تفسير البغوى لصاحبه "أبو محمد الحسين بن مسعود البغوى"، أحد أهم تفاسير القرآن الكريم وأعلاها وأبدعها كما وصفه عدد من علماء المسلمين مثل "ابن تيمة، الإمام الخازن".
قال عنه ابن تيمية "والبغوى تفسيره مختصر من الثعالبى لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة"، ووصفه الإمام الخازن فى مقدمة تفسيره بأنه من أجمل المصنفات فى علم التفسير وأعلاها، جامع للصحيح من الأقاويل، عارٍ من الشبه والتصحيف والتبديل، محلَّى بالأحاديث النبوية، مطرَّز بالأحكام الشرعية، موشَّى بالقصص الغريبة وأخبار الماضين العجيبة، مرصَّع بأحسن الإشارات، مخرَّج بأوضح العبارات، مفرَّغ فى قالب الجمال بأفصح مقال.
وانتهج "البغوى" فى تفسيره بيان معانى الآيات أحسن طرق التفسير، فهو يفسر الآية بالقرآن وقراءاته، ثم بالأحاديث الثابتة، ثم بأقوال الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين، ثم يورد أسباب النزول المروية عنهم، ثم يذكر الأحكام الفقهية المتعلقة بالآيات القرآنية.
وهو يسوق الأحاديث بأسانيدها المثبتة التى اشترط فيها الصحة أو الحسن، أما ما يذكره عن الصحابة أو التابعين من الروايات فغالبًا يذكرها بلا إسناد، وهو يذكر الخلافات عن السلف فى التفسير ويعدد عنهم الروايات فى ذلك، ولا يرجح بعضها على بعض أو يقدح بشىء منها، وقد تحاشَى ما ولع به كثيرٌ من المفسرين من مباحث الإعراب ونكت البلاغة.
وتحاشَى أيضًا ذكر المسائل الكلامية فى آيات العقيدة والصفات، واكتفى بإيراد منهج السلف فيما يتعلَّق بها. وغرض الإمام البغوى فى تفسيره هذا هو وضع منهج سلفى فى تفسير القرآن الكريم، يكون مناراً للمفسرين يسلكون سبيله ويقتفون أثره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة