فى سنة 2001 بدأت مبادرة اليونسكو باختيار عاصمة عالمية للكتاب، ويومها وقع اختيارها على مدينة مدريد الإسبانية لتكون نقطة البداية، واستمر الأمر باختيار مدينة كل عام.
وهذا العام 2017 هو من نصيب مدينة كوناكرى الغينية، بينما ستكون أثينا هى مدينة 2018، وأول أمس اختارت اليونسكو مدينة الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لسنة 2019، وهو أمر عظيم ومهم يستحق التهنئة، وذلك لأن مدينة عربية سوف تكون محط أنظار العالم ثقافيا لمدة عام كامل، كما أن الشارقة بهذا الاختيار تؤكد وجودها بقوة على الساحة الثقافية العالمية بما لديها من قدرات اقتصادية وآليات تؤهلها لأن تقدم شكلا جيدا لهذا العام وهو ما نتمناه ونتوقعه.
جميعنا يعلم أنه فى سنة 2002 كانت مدينة الإسكندرية هى العاصمة العالمية للكتاب، وذلك فى الدورة الثانية لإقرار هذه المبادرة، لذا فمصر لها ماض مشرف فى هذه الناحية، لكن فى الحقيقية بودنا أن تحظى القاهرة بهذا الشأن أيضا، خاصة فى هذه السنوات التى يعاد فيها تشكيل العالم من جديد، وذلك لأسباب عديدة منها صناعة صورة بصرية لمصر خارجيا مرتبطة بالثقافة والمثقفين، خاصة أن هناك جيلا كاملا فى كل أنحاء العالم لا يعرف الكثير عنا وعن ثقافتنا.
كما أن مناسبة ثقافية مثل «عاصمة عالمية للكتاب» لو حدثت فى مدينة مثل القاهرة، بالطبع سوف يتبعها عدد من الفعاليات الثقافية وربما التشريعات التى تصب فى صالح الكتاب والنشر فى مصر، كما ستلقى الضوء، حتما، على عدد من شباب الكتاب وتكشف عن كنوز لا نهائية من تاريخ الكتب والنشر فى أرض المحروسة.
لسنا فى حالة صراع مع أحد ثقافيا، ولم يسرق أحد دورنا، والبعض الذين يتعاملون على أساس أن مدنا أخرى أخذت مكان القاهرة، نقول لهم هذا غير صحيح، والخطورة ليست هنا إنما يكمن الخطر فى أن جميعنا يعرف أن مدن العالم كثيرة وأننا إن لم نتحرك بنظام ووعى فإن هذه المناسبة لن تمر من هنا مرة ثانية.
ما نريد قوله هو إن وزارة الثقافة مسؤولة بالعمل الجاد وتقديم ملف يليق بمدينة القاهرة، وأن يكون هذا الملف قادرا على إقناع اليونسكو باختيار المدينة التاريخية عاصمة عالمية للكتاب، خاصة أن الاختيار يقوم على أساس المدينة التى تقدم أفضل برنامج على مدى عام بأكمله وأن يكون هدف هذا البرنامج هو تعزيز ثقافة القراءة والكتب، وكذلك أن نكون مستعدين لذلك ليس على الورق فقط بل على مستوى الحقيقة وهو التنفيذ على أرض الواقع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة