حقيقة نطق سيد قطب بالشهادة قبل إعدامه.. الحلقة الأخيرة من مسلسل "الجماعة 2" أضفت غموضا على اللحظات الأخيرة للمفكر الإخوانى.. والقصة الإخوانية تؤكد رفضه النطق بالشهادتين وقوله للشيخ الأزهرى: نحن نعدم لأجلها

الأربعاء، 28 يونيو 2017 11:33 ص
حقيقة نطق سيد قطب بالشهادة قبل إعدامه.. الحلقة الأخيرة من مسلسل "الجماعة 2" أضفت غموضا على اللحظات الأخيرة للمفكر الإخوانى.. والقصة الإخوانية تؤكد رفضه النطق بالشهادتين وقوله للشيخ الأزهرى: نحن نعدم لأجلها حقيقة نطق سيد قطب بالشهادة قبل إعدامه
كتب محمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

- فؤاد علام فى كتابه: «قطب قال: للأسف لم ينجحوا فى نسف القناطر الخيرية».. ويؤكد: «لم يقل شيئا وما ورد فى كتابى صياغة صحفية غير دقيقة»
 

 
هذه الرواية التى جاءت فى المسلسل للحظة إعدام سيد قطب تتقاطع معها عدة روايات أخرى، أهمها تلك التى روجها الإخوان، وتتصدر مواقعهم ووسائل إعلامهم، لاسيما بشأن نطقه بالشهادتين قبل إعدامه، حيث تقول تلك الرواية: «إن عالما أزهريا قام بعملية تلقينه الشهادتين قبل الإعدام، قال له: تشهد فقال له سيد: «حتى أنت جئت تكمل المسرحية، نحن يا أخى نعدم لأجل لا إله إلا الله، وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله».
 
واللافت فى هذه الرواية الإخوانية أنها لا تستند إلى مصدر، حتى من بين المصادر الإخوانية التى كتبت عن الواقعة، فمثلا زينب الغزالى وهى كانت محتجزة فى السجن الحربى مع حميدة قطب شقيقة سيد، تحدثت فى كتابها الشهير «أيام من حياتى» حول مساومات جرت مع شقيقة قطب لإقناعه بكتابة تظلم إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتحدث أحد القيادات الإخوانية البارزة جدا داخل التنظيم، عن أنه نقل له عن الأومباشى عباس نفل "عشماوى" الذى نفذ حكم الإعدام فى سيد قطب، أنه صعد إلى منصة الإعدام فى ثبات دون انهيار، كما يفعل آخرون ممن يتم تنفيذ حكم الإعدام فيهم.
 
ومع التسليم بأن أحدا من الإخوان لم يحضر لحظة تنفيذ حكم الإعدام فى سيد قطب، فإن تلك الرواية الإخوانية حول أدلاء سيد قطب بالشهادتين قبل تنفيذ حكم الإعدام، تواجهها أزمة أخرى تجعلها أقرب إلى الخيال، وهى أنها نسبت بالنص والحرف إلى الزعيم الليبى عمر المختار قبل إعدامه من جانب سلطات الاحتلال الإيطالى.
 
الوحيد الذى روى قصة اللحظات الأخيرة لإعدام سيد قطب، وكان شاهدا بالفعل عليها هو اللواء فؤاد علام، فى كتابه «الإخوان وأنا.. من المنشية إلى المنصة»، حيث قال فى الصفحات 155،156 النص التالى: «ثلاث سيارات ملاكى صغيرة تتدلى على نوافذها الجانبية ستائر سوداء، اخترقت شارع صلاح سالم بسرعة تحرسها بعض سيارات الحراسة وجنود يحملون مدافع رشاشة، اتجهت مباشرة من السجن الحربى بمدينة نصر إلى سجن الاستئناف خلف مديرية أمن القاهرة».
 
وأضاف: «كنت أجلس فى السيارة الأولى بجوارى سيد قطب، يدى اليمنى مقيدة فى يده اليسرى بسلاسل حديدية، وفى الثانية محمد يوسف هواش نائب سيد قطب، وفى الثالثة عبدالفتاح إسماعيل المسؤول عن الاتصالات الخارجية بجماعة الإخوان المسلمين، والثلاثة محكوم عليهم بالإعدام».
 
وتابع: «شق موكب الموت شوارع القاهرة بسرعة كبيرة، كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة مساء، وسيد قطب على يمينى كان صامتا لا يتكلم، لم يكن يعلم أن حكم الإعدام سينفذ فيه بعد ساعات، وبالتحديد بعد صلاة الفجر ولكن يبدو أنه كان يشعر».
 
ويقول: «تفحصت وجهه جيدا وأنا أتسلمه من السجن الحربى، كان يرتدى بدلة داكنة اللون تحتها قميص أبيض، ولم يكن قد ارتدى بعد بدلة الإعدام الحمراء، لم يكن مجهدا أو مرهقا أو تبدو عليه أية أثار للتعذيب كما يزعمون.. ولم يكن يلبس طربوشه التقليدى».
 
وقطع سيد قطب لحظات الصمت القصيرة الرهيبة بقوله: «للأسف الشديد، لم ينجحوا فى تنفيذ عملية نسف القناطر الخيرية، وكانت هذه هى النهاية».
 
ويتابع: «لم أشعر فى كلماته بنبرة ندم أو أسى، وإنما بتشف وحسرة أن القناطر لم تدمر، وساد التوتر محل الصمت، وبدا سيد قطب ينتقل من موضوع لموضوع دون ترتيب أو تركيز، كرر أكثر من مرة أن مشكلته فى عقله، لانه مفكر وكاتب إسلامى كبير، وأن الحكومة لا تملك إلا أن تقضى على العقل الإسلامى الكبير حتى تنفرد بأعمالها ضد الإسلام، حسب تصوره».
 
ويضيف: «كان سيد قطب يتصور أن تدمير القناطر وإغراق نصف مصر هو بداية الثورة الإسلامية، لأنها إنذار شديد اللهجة للناس، لينتبهوا للخطايا والكفر الذى يعم البلاد، وأن هذه الأرض يجب أن تطهر بإغراق منطقة الدلتا».
 
ويقول: «وبعد الوصول لسجن الاستئناف، فهم سيد قطب من الإجراءات داخل السجن أن حبل المشنقة فى انتظاره بعد لحظات، فازداد توتره حتى وصل إلى حد الانهيار، وظل يردد أنه مفكر إسلامى، وأن الحكومة لم تجد سبيلا للقضاء على أفكاره إلا بإعدامه».
 
ويصل فؤاد علام إلى مشهد النهاية قائلا: «ومشت اللحظات الأخيرة ببطء شديد، كنت أقف خارج غرفة الإعدام فى حضور مأمور السجن وأحد وكلاء النيابة وبعض الضباط والجنود، واتخذت مراسم تنفيذ الحكم، وخلعوا عن سيد قطب بدلته، وألبسوه بدلة الإعدام الحمراء.. سئل إن كان يطلب شيئا، فطلب كوب ماء شربه وأدى صلاة الفجر ثم دخل غرفة الإعدام وتم تنفيذ الحكم».
 
فى محاولة لتقصى اللحظات الأخيرة لحياة سيد قطب، أجرت «اليوم السابع» اتصالا هاتفيا مع اللواء فؤاد علام، لكنه فجر مفاجأة غير متوقعة، حيث أكد أن بعض التفاصيل التى وردت فى كتابه «الإخوان وأنا.. من المنشية إلى المنصة»، تعرضت لصياغة صحفية غير دقيقة بحسب قوله.
 
وأضاف فؤاد علام، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»: «سيد قطب لم يفتح فمه بكلمة واحدة منذ أن تسلمته من السجن الحربى وحتى تنفيذ حكم الإعدام فيه داخل سجن الاستئناف، وكنت أجلس بجواره طوال الطريق» وتابع: «عندما سأله وكيل النيابة انت عايز حاجة ؟ لم يرد عليه، وتمتم بكلمات غير مفهومة»، مشيرا إلى أن المسلسل ليس تأريخا للمرحلة، وإنما كان يأخذ أجزاء من التاريخ ويصيغها بطريقة درامية.
 
وأشار «علام» إلى أن ما ورد فى الطبعة الثانية من كتابه يختلف عما ورد فى الطبعة الأولى، بشأن هذه الواقعة، حيث لم ترد التفاصيل الخاصة بحديثه عن القناطر الخيرية فى الجزء الأول أو أن سيد قطب تحدث عن أى شىء.
 
وأوضح علام أن كل هذه التفاصيل مدونة فى المحضر الذى حرره وكيل النيابة، وسبق نشره ولم يرد به أنه رد على الشيخ الذى طلب منه تلاوة الشهادتين بأى شىء أو أنه ردد أى عبارة أخرى، وأضاف: «سيد قطب كان فى حالة من الذهول، واعتقادى أنه لم يكن يظن أن حكم الإعدام سينفذ فيه، وكان يعتقد أن تدخلات ستحدث للإفراج عنه، كما حدث فى المرة الأولى عندما تدخل الرئيس العراقى عبدالسلام عارف لدى الرئيس جمال عبدالناصر للإفراج عنه».

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة