حذرت دراسة طبية من قضاء ساعات طويلة فى استخدام الهاتف الذكى؛ سواء من خلال تمرير رسائل نصية أو لعب بعض الألعاب الخاصة به، حتى لا تصبح فريسة للإصابة بـ"متلازمة النفق الرسغي" المؤلمة، والتى تعمل على إصابة المعصم بآلام واضطرابات فى وظائف اليد.
توصلت دراسة أجريت فى جامعة هونج كونج، لوجود صلة بين الاستخدام الموسع للهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية المحمولة باليد، واحتمال الإصابة بالتهابات المعصم ومتلازمة "النفق الرسغي" المؤلمة.
وقال الباحث بيتر وايت، أستاذ مساعد فى قسم التكنولوجيا الصحية والمعلوماتية بجامعة هونج كونج، إن النتائج تشير إلى أنه قد يكون هناك ما يبرر الحذر عند استخدام الأجهزة الإلكترونية المحمولة باليد، وذلك لتقليل فرص تطوير متلازمة النفق الرسغى.
ووفقا للمعهد الأمريكى للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية، يعد "النفق الرسغي" مسار ضيق وصعب من العظام والأربطة تتواجد فى قاعدة اليد التى تحتوى على الأوتار، ما يمكن الإصبع من الانحناء، فضلا عما يسمى بـ"العصب المتوسط"، الذى يمتد من الساعد إلى الكف ليوفر الشعور بالأصابع.
ويمكن لمتلازمة "النفق الرسغي" أن تتطور تدريجيا بعد الضغط المتكرر على نقطة محددة يمر فيها العصب المتوسط فى اليد ويلتقى المعصم، فضلا عن سبب مشترك آخر، وهو ضغط وظروف العمل التى تدعو إلى حركات اليد المتكررة أو القوية، ومنها الكتابة على الكمبيوتر، والتى ينتج عنها فى كثير من الأحيان ألم، يمتد فى بعض الأحيان حتى الذراع، ووخز فى الإصبع، وضعف قوة قبضة اليد.
وأجرى الباحثون أبحاثهم على نحو 500 طالب فى جامعة هونج كونج، تم تقسيمهم إلى مجموعتين، استخدم أفراد الأولى الأجهزة الإلكترونية المحمولة بصورة مفرطة تتجاوز خمس ساعات يوميا، فى حين استخدم أفراد المجموعة الثانية الأجهزة بصورة معتدلة.
وأفصح نحو 54% من أفراد مجموعة النشاط المكثف على الأجهزة الإلكترونية عن آلام فى العضلات والعظام، مقارنة بنحو 12% من أفراد المجموعة الثانية الأقل استخداما لهذه الأجهزة.
يذكر أن متلازمة "النفق الرسغي" هى حالة طبية تنتج عن الضغط على العصب المتوسط فى النفق الرسغى ما يؤدى إلى اعتلاله، وتظهر الأعراض الرئيسية فى شكل (ألم، تنميل، خدران فى الإبهام والسبابة والوسطى والجانب الإبهامى من إصبع البنصر)؛ وعادة ما تبدأ الأعراض تدريجيا خلال الليل ويمتد الألم إلى الذراع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة