الجانب المضىء فى إعلانات التليفزيون الرمضانية هذا العام، هى تلك الرسائل التى تبعثها الدولة فى دعايتها التوعوية بشأن الفساد الإدارى والأوضاع الاقتصادية ونشر الشائعات، فلأول مرة نجد جهازًا حكوميًا ينظر فى المرآة بصدق ليخبر الناس بما يعرفونه ويريدون قوله، لكنهم لا يثقون أن مسؤولًا سينتبه إليهم، وحتى حملة الرقابة الإدارية التى أغضبت بعض الموظفين صدقها المواطنون أكثر من تعاطفهم مع الغاضبين، لأن الواقع به نماذج أسوأ من الفاسدين فى الإعلانات، والناس لا يحتاجون فقط لمن يؤكد عليهم أن كل وظيفة بها الصالح والسيئ، الناس من حقهم أن يعرفوا متى سينتهى هذا الفساد أو يصبح أقل انتشارا، والحق فى المعرفة كما يروج له إعلان حكومى آخر لا يجب أن يقف عند حدود القرارات الرسمية، لكن يجب أن يتسع ليخبرنا بالدوافع والدراسات التى أدت لتلك القرارات والنتائج المتوقعة منها دون مبالغة أو تشاؤم، لكى لا تظل العقول كرة يتلقفها «المطبلاتى والمقللاتى» وخبراء الكيبورد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة