رجح الباحث المتخصص فى الشؤون الإيرانية بجامعة كيل البريطانية، حمدى ملك، أن تؤدى الضربات الصاروخية التى قام بها الحرس الثورى على مواقع فى مدينة دير الزور السورية مساء الأحد، إلى تعقيد الحرب السورية، وفقا لقوله.
وقال ملك فى تصريحات لـ"اليوم السابع" من مقر إقامته بالمملكة المتحدة، إن الأسباب المعلنة للضربات الصاروخية التى شنها الحرس الثورى على مقر قيادات تنظيم الدولة "داعش" فى دير الزور، هى الرد على الهجمات الإرهابية الأخيرة لداعش فى إيران، فى إشارة منه إلى تفجيرات، الأربعاء الدامى، 7 يونيو، والتى استهدفت مقر البرلمان وسط طهران فضلا عن ضريح الخمينى جنوبى العاصمة.
وأضاف ملك أن الأسباب المضمرة من العملية على العكس من الأسباب المعلنة، لأن إيران لها تموضع عسكرى حقيقى فى سوريا وكان من الممكن أن تستخدم أدوات أخرى لمعاقبة داعش كما تدعى، غير أنها لم تفعل ذلك، وهنا دليل على الرغبة الإيرانية فى أن تبعث عددا من الرسائل من خلال تلك الضربات الصاروخية.
ورأى الخبير فى الشؤون الإيرانية الذى عاش فى إيران لنحو ربع قرن قبل أن ينتقل للإقامة فى بريطانيا، أن رسائل إيران من خلال تلك الهجمات أولا رسالة داخلية للشعب الإيرانى وخاصة بعد الانتخابات الأخيرة تلك التى أدت إلى شرخ كبير فى المجتمع، وفعلا أدت هذه الهجمات غرضها بأن وقفت أغلبية الكتل السياسية خلفها، حتى أولئك الذين لا يؤيدون النظام، وهم جبهة الإصلاحيين ومناصريهم، وفقا لقوله.
أما الجهة الثانية التى وجهت الرسالة لها فهى المملكة العربية السعودية والدول المتحالفة معها والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد صعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى قمة السلطة فى واشنطن وتسلمه مقاليد الحكم وتصعيد أمريكا والسعودية من لهجتيها ضد إيران واتخاذ خطوات موحدة من جانب الدولتين لكبح جماح طهران فى المنطقة.
وتابع فى حديثه لـ"اليوم السابع": "يبدو أن إيران تحاول إثبات الوجود وتحذير الدول المناهضة لها من العبث بأمنها القومى من منظورها الخاص".
وردا على سؤال "اليوم السابع" حول تداعيات العملية قال إنها تعمق من الأزمة السورية وتعقدها؛ لأن هذا اعتراف واضح من إيران بأنها جاهزة على أن تقدم على خطوات تصعيدية أكثر من تلك التى اتخذتها فى السنوات الأخيرة، وخاصة إذا علمنا أن الهجمات الصاروخية تمت بالتشاور مع غرفة التنسيق الرباعية (الروسية ـ الإيرانية ـ العراقية ـ السورية).
واستطرد قائلا: "كما هو واضح فإن هناك تنافسا فى شرقى سوريا بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من جهة، ضد إيران وروسيا والحكومة السورية وحلفائهم من جهة أخرى، وإيران استهدفت من وراء ذلك إمالة كفة التوازنات لصالحها".
واختتم تصريحاته لـ"اليوم السابع" بالقول: "كانت تلك الضربة العسكرية تكتيكا ذكيا من جانب إيران فمن جهة لا تستطيع أى جهة إدانة الهجوم على داعش، ومن جهة أخرى تسقط أكثر من عصفور بحجر واحد، لكن المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها سيفكرون جديا فى منع إيران من تكرار هذه الخطوة".
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالوهاب همامي
خبير بعين واحدة !!!
ايران موجودة اصلا في سورية كما وحدات امريكية وفرنيية وبرطانية ونرويجيو وتركية وكل شياطين البر والبحر والسماء وما تحت الثرى...لماذا لم ير ان ذلك يعقد الامور؟ لماذا لم ير ان قصف الامريكيين للقوات السورية يعقد الامور؟ لماذا لم ير ان طائرة امريكية ف 18 اسقطت في ذات الوقت طائرة سورية وفقد طيارها...؟؟؟