منذ عدة أعوام وتشهد هولندا انخفاضا كبيرا فى عدد السجناء، وهو ما أجبرها على إغلاق نحو 19 سجنًا من سجونها خلال الست سنوات الأخيرة، لدرجة أصبح فيها عدد السجانين أعلى من السجناء، إذ تعرف هولندا بقوانينها التقدمية، التى تفوقت فيها على الولايات المتحدة وبريطانيا.
وهناك أربعة أسباب لانخفاض عدد السجناء،وهى أولا لأن معدلات الجرائم آخذة فى الانخفاض بشكل عام، والسبب الثانى أن نظام العقوبات فى هولندا يركز على إعادة تأهيل المجرمين، وثالثًا لأن لدى هولندا قوانين فعّالة فيما يتعلق بالمخدرات.
أما السبب الأخير وهو الأكثر أهمية، فيُقدَّم للسجناء فى هولندا خياران، إما الذهاب إلى السجن أو ارتداء ما يشبه العلامة أو السوار الإلكترونى، وهو يسمح للسلطات بتعقب حركة المتهم، والمساهمة فى المجتمع ولكن تحت الرقابة.
وتقول الإحصاءات فى هولندا، أن نظام التتبع الإلكترونى ساهم فى توفير 50 ألف دولار للفرد الواحد سنويًا.
وبسبب انخفاض نسبة الجريمة فى هولندا تعتزم، البلاد إغلاق 5 سجون فى البلاد بحلول نهاية الصيف الجارى، وذلك بعد 4 سنوات من إغلاق الدولة 19 سجنا فى 2013، بسبب قلة المجرمين، وفق ما ذكرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية الخميس.
وسيؤدى إغلاق السجون الخمسة إلى تسريح ما يقرب من ألفى موظف، سيتم نقل 700 منهم فقط إلى دوائر حكومية أخرى عاملة فى إطار إنفاذ القانون فى البلاد.
ويأتى اللجوء لإغلاق السجون فى هولندا بسبب الهبوط المتسارع فى معدلات الجريمة فى البلاد منذ عام 2004.
وقد وصلت مشكلة السجون الفارغة فى هولندا إلى النقطة التى دفعت الحكومة إلى "استيراد" 240 معتقلا من النرويج فى سبتمبر الماضى، فقط للحفاظ على إشغال هذه المرافق، كماعقدت صفقات مع بلجيكا والنرويج لإيواء سجنائها مع طاقم العمل، وحاليا، يوجد فى سجون هولندا 550 سجينا بلجيكيا، و300 نرويجى.
وأعلن وزير العدل الهولندى، أرد فان دير ستور، أمام البرلمان، أن الإبقاء على السجون الفارغة من دون إشغالها يكلف البلاد أثمانا باهظة بالنسبة لهذا البلد الصغير.
وهناك عوامل عدة تكمن وراء انخفاض معدلات الجريمة فى هولندا، بينها على سبيل المثال القوانين المرنة، لا سيما فى ما يتعلق بالمخدرات، والتركيز على برامج إعادة التأهيل ونظم المراقبة الإلكترونية المتطورة.
ويبلغ عدد السجناء فى هولندا 69 معتقلا لكل 100 ألف شخص فى بلد يبلغ عدد سكانه 17 مليون نسمة، بينما فى الولايات المتحدة الأميركية يرتفع العدد إلى 716 سجينا لكل 100 ألف شخص، وهو الأعلى بالعالم.
والجدير بالذكر أن يان أنهولتز، المتحدث باسم الجهاز المركزى لاستقبال طالبى اللجوء فى هولندا قال فى فبراير الماضى، إن انخفاض عدد المساجين بهولندا دفع الحكومة لتحويل السجون المغلقة إلى مساكن لطالبى اللجوء، حيث أصبحت الزنزانات شققا للعائلات، كما تضمنت بعض السجون المغلقة صالات رياضية أو ساحة كبيرة تم تحويلها لملعب كرة قدم، إضافة إلى بعض المرافق مثل الحدائق.
ولجعل السجن يبدو مكانا مناسبا للسكن خاصة للاجئين، قامت السلطات بإزالة الجدران الخارجية والأسلاك الشائكة، وتغيير البوابات فى سجن سابق فى هوجيفين، شمال شرق البلاد، ليتمكن سكانه الجدد من فتحها من الداخل.
وقال، يان أنهولتز، انه فى فترة التقشف، كانت الحكومة تجنى المال بتأجير بعض السجون الفارغة إلى البلدان التى تعانى من اكتظاظ سجونها بالنزلاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة