يثير دونالد ترامب منذ ظهوره على الساحة الاقتصادية والسياسية كثيرا من الجدل على جميع الأصعدة، لكن من يتأمل الوضع يكتشف أن الفنانين هم الأقل تقبلا للرجل الذى أصبح الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة الأمريكية، ويلاحظ أكثر أن "المسرح" هو الأكثر اعتراضا ويمكن القول رفضا لـ ترامب.
اقتحام المسرح هو البداية
حدث اليوم 18 يونيو أن قام شخصان مؤيدان لترامب باقتحام مسرحية "يوليوس قيصر" تأليف الكاتب الكبير "ويليام شكسبير"، والمقتحمون كانت مشكلتهما أن بطل المسرحية الذى يقوم بدور يوليوس قيصر يشبه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لكنهما بالطبع لم يغضبا لكون البطل يشبه ترامب، فالأمر أكثر من ذلك، فالعرض تقوم قصته على رجل أعمال أشقر هو "قيصر" يتم اغتياله على يد معارضيه، وبالتالى رأى أنصار ترامب أن هذا العرض يدعو للعنف.
بالطبع ليست هذه هى الأزمة الوحيدة التى وقعت بين الرئيس الأمريكى والمسرح، فمنذ انتخاب الرئيس والمواقف لا تنتهى.
التحرش بـ نائب الرئيس
فى شهر نوفمبر 2016 ذهب مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى لمشاهدة عرض مسرحى فى برودواى بعنوان "هاميلتون" ولدى حضوره قوبل بصيحات استهجان من المعارضين تخللها صوت تصفيق من المؤيدين، وفى ختام المسرحية، تعالت أيضا صيحات الاستهجان ضد نائب الرئيس المنتخب، ترتب على ذلك أن طالب ترمب، من على حسابه على تويتر، ممثلى العرض بالاعتذار.
كاتبة حاصلة على نوبل .. تكتب ملك البرجر
فى سنة 2004 حصلت الكاتبة النمساوية الفريدى يلينك، على جائزة نوبل فى الآداب، وفى شهر مارس الماضى أعلنت أن الرئيس الأميركى دونالد ترامب، هو موضوع مسرحيتها الجديدة والتى تحمل عنوان "على الطريق الملكى: ملك البرجر"، وتم عرض المسرحية فى نهاية الشهر نفسه، وحسب ما قالته المترجمة جيتا هونيجر، والتى ترجمت العمل إلى اللغة الإنجليزية، المسرحية تقدم وجهة نظر أوروبية ضد الرئيس الأمريكى.
مايكل مور من الأفلام الوثائقية لـ "وان مان شو"
كما ينتظر الجميع فى شهر يوليو المقبل التجربة التى يقدمها مخرج الأفلام الوثائقية الأميركى الشهير مايكل مور، والمعروف بمعارضته لـ ترامب، والمتمثلة فى العرض المسرحى "وان مان شو" ويتناول فيه صعود دونالد ترامب وصولا إلى انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، مستخدما الحس الفكاهى والنقد اللاذع على ما أفاد منتجو العمل.
ترامب لا يغرد وحيدا.. الاقتصاد يقف بجانبه
نعترف أن "ترامب" لم يخض المعركة وحيدا، فالاقتصاد لعبته الأساسية لم يخذله، ففيما يتعلق بمسرحية "يوليوس قيصر" فقد أعلنت شركتان أمريكيتان كبيرتان وقف رعايتهما لإنتاج المسرحية، حيث قالت شركة "دلتا إيرلاينز" إن منتجى المسرحية، وهى مؤسسة المسرح العام Public Theater، قد تخطوا معايير الذوق السليم، بسبب الطريقة التى قُتلت بها الشخصية الرئيسية التى تشبه الرئيس ترامب، وأعلنت الشركة إنهاء فترة امتدت لأربع سنوات، كانت خلالها شركة الطيران الرسمية للمسرح العام.
كما أعلن بنك أوف أمريكا، الذى رعى مسرحيات شكسبير طيلة 11 عاما فى سنترال بارك، وقف تمويله لمسرحية يوليوس قيصر، وذلك على لسان متحدثة باسم البنك.
الإنتاج هو الحل
الخلاصة أن هناك أزمة بين ترامب والفن، فرغم مرور قرابة ثمانية أشهر على انتخاب الرئيس الأمريكى إلا أن كثير من الفنانين يعتبرون جزءا مهما من المعارضة، وأعتقد أن عقلية رجل الأعمال سوف تجد حلا لرجل السياسة، مما سيدفعه للتفكير فى حل وربما نسمع قريبا عن إنتاج أعمال فنية يكون وراءها الرئيس الأمريكى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة