اتخذ واضعو مناهج التاريخ للثانوية العامة قرارًا، ننتظر من ورائه جدلًا طويلًا، يفتش النوايا، ويحفر حول الدوافع، وفى النهاية سيَثبُت أن المنطق وراء قرار حذف ثورتى يناير ويونيو مؤقتًا من المناهج صحيح، ويراعى المستقبل، ويحترم عقول الطلاب، أولًا، لأن كلا الثورتين مازال حدثًا طازجًا يتعامل المصريون مع توابعه وآثاره، وبعضهم تحسر عليهما، وكثيرون يحللون ويدشنون النظريات حول تسميتهما ومستقبلهما. وثانيًا، لأن الطلاب فى هذه المرحلة العمرية ليسوا بعيدين عن الثورتين، فمن كان صغيرًا منذ 2011 شاهد وقرأ كثيرًا على مدى 7 سنوات ما يكفيه ليكوّن فكرة، حتى ولو مشوشة عن كلتيهما، وسيأتى يوم ينقشع فيه الغبار، ويصمت هذا الصخب، ويعرفون جميعًا القصة الحقيقية، ولن يكون صحيحًا أن نجبرهم على استيعاب كل التفاصيل من وجهة نظرنا ونحن مشحونون بالعواطف، وقلقون من السيناريوهات السيئة، ومنشغلون بالمزايدات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة