أعلنت دولة الاحتلال الإسرائيلى، البدء فى أضخم مشروع هندسى تكنولوجى والأكثر تعقيدا فى العالم لحماية حدودها مع دول الجوار ومن بينها لبنان والأردن وسوريا والجولان وغزة، بتركيب أجهزة رصد ومراقبة متطورة بعدة نقاط ارتكاز ومتحركة حول محيطها.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الاستعدادات الهندسية تجرى على حاليا لإحباط خطر الأنفاق الذى أصبح معضلة صعبة مع كافة الحدود الإسرائيلية، مشيرة إلى أن خطة الحماية الاستراتيجية تضمن عدم نشوب حرب أو أخطار على الأمن الإسرائيلى، خاصة فى غياب التقدم السياسى والاقتصادى فى مناطق حدودية ملتهبة كقطاع غزة والجولان المحتل.
الحدود الإسرائيلية مع غزة
وقالت النسخة الإسرائيلية لصحيفة "فوربس" العالمية، أن أكثر من 10 خبراء للطرف الشمالى الغربى من تل الحجر الجيرى المطل على مستطونة "سديروت" المتاخمة لقطاع غزة بتوجيه من وزارة الدفاع للبدء فى بناء "جدار ذكر" وحاجز الكترونية على الحدود مع القطاع.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن ممثلون من أكبر شركات المقاولات فى إسرائيل المتخصصة فى بناء الطرق، وخبراء فى البنية التحتية الهندسية، يعكفون على وضع الخطط الهندسية لربط جميع حدود إسرائيل بشبكة مراقبة الكترونية ترصد وتراقب الأوضاع على الحدود.
وقال مصدر عسكرى بوزارة الدفاع الإسرائيلية، أن الأسوار الضخمة على الحدود ستكون مجهزة بتقنيات متطورة من كاميرات وأجهزة استشعار عن بعد على طول حدود إسرائيل.
الحدود الإسرائيلية مع لبنان
وأوضح المسئول الإسرائيلى أن تلك الأجهزة سيتم تركيبها على امتداد 200 كم هى طول الحدود المصرية فى سيناء، وعلى بعد حوالى 90 كم من الحدود السورية وهضبة الجولان، وعشرات الكيلومترات على طول الحدود اللبنانية، وعلى بعد 30 كيلومترا من الحدود الأردنية، وشمال إيلات إلى المطار الجديد فى منطقة "تمنة"، وحوالى 460 كم الجدار الفاصل فى الضفة الغربية، بما فيها القدس، وعلى طول الحدود مع قطاع غزة التى تبلغ أكثر من 65 كم.
وقالت مصادر عسكرية أن المشروع الهندسى الجديد يعد واحدا من أكبر المشاريع الهندسية والأكثر تعقيدا من أى وقت مضى فى تاريخ إسرائيل، وأن التكلفة التقديرية له بلغت أكثر من 3 مليارات دولار، وأن الغرض الرئيسى منه هو منع حفر الأنفاق سواء مع الحدود المشتركة مع غزة أو لبنان أو أى منطقة حدودية أخرى.
وبسبب المشاكل والتحديات الهندسية والتكنولوجية المتوقعة، ونقص المعدات الثقيلة فى إسرائيل، فقد عرضت تل أبيب مناقصة لشركات فى الصين واستراليا وكوريا الجنوبية وفرنسا للمشاركة فى المشروع الأمنى.
وعن الجدار الإلكترونى مع قطاع غزة، قالت الصحيفة العبرية إنه سيتم بناؤه على مراحل وسيتم الانتهاء منه فى غضون عامين، كما سيتم تركيب أجهزة فريدة من نوعها فى العالم، بجانب وضع أجهزة استشعار على عمق عشرات الأمتار، ستكون متصلة بأجهزة استشعار مماثلة لتلك المستخدمة للكشف والرصد والإنذار المبكر للتغيرات فى باطن الأرض، وأن صناعة تلك المعدات التكنولوجية ستقع على عاتق شركة "البيت" للصناعات العسكرية الإسرائيلية وشركة أخرى.
الحود الدولية مع لبنان
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن الأجهزة التى سيتم تركيبها على الجدار السطحى ستكون مماثلة لتلك التى تم تركيبها مؤخرا على الحدود المصرية، مشيرة إلى أن طول الجدار مع مصر يصل ارتفاعه لـ 8 أمتار وتم تثبيت أجهزة الاستشعار والكاميرات على طول الجدار.
كما سيتم تركيبها على طول الحدود أجهزة تقنية معقدة، وربطها بجميع مراكز السيطرة ثم يتم ربط جميع تلك المراكز بمركز التحكم المركزى بقواعد الجيش الإسرائيلى فى الجنوب بصحراء النقب.
وللانتهاء من المشروع فى أسرع وقت، وظفت دولة الاحتلال عمال محليين وأجانب، حيث من المتوقع أن يعمل مئات العاملين وربما الآلاف من العمال، بجانب الملاحظين والمهندسين ومشغلى المعدات الثقيلة، والعشرات من عال بناء الجدار، والجرارات والحفارات ومعدات الحفر والشاحنات، والجميع سيكونون تحت قيادة الجيش الإسرائيلى.
الساعة الرملية
وفى السياق نفسه، تعمل وزارة الدفاع الإسرائيلية بناء جدار جديد على طول الحدود الشمالية مع لبنان لمنع عمليات التسلل، وسيتم تشييد أجزاء من السياج الحدودى على ارتفاع 6 أمتار ليكون مشابها للجدار على حدود مصر، وستقدر تكلفة السياج حوالى 100 مليون شيكل.
وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن الجدار الجديد الذى أطلق عليه اسم "الساعة الرملية" سيتم بناؤه فى منطقتين تعرفان بأنهما من أهم الأولويات على طول عدة كيلو مترات فى المنطقة، إحداها بالقرب من رأس الناقورة، والمنطقة الثانية هى قرب المطلة والتى عبر من خلالها مواطن لبنانى قبل أسبوعين إلى إسرائيل، ووصل إلى مستوطنة "كريات شمونة" متوغلا إلى داخل الحدود بضعة كيلو مترات.
وقال منسق مشروع بناء الجدار مع لبنان العميد آرن أوفير أن الجدار سيصمم من الفولاذ الشائك، ويشمل أيضا أجهزة تكنولوجية، وفى جزء منه ستقام جدران خرسانية.
عدد الردود 0
بواسطة:
كريم
ما هو الغريب والجديد في تأمين الحدود؟
شئ طبيعي أن تؤمن كل دولة حدودها!