ننشر قصيدة "الفتاةُ التى استيقَظَتْ فى دمى" للشاعر محمد المتيم

الإثنين، 08 مايو 2017 08:32 م
ننشر قصيدة "الفتاةُ التى استيقَظَتْ فى دمى" للشاعر محمد المتيم الشاعر محمد المتيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إلى الشقيقة )ع(

 

لا ملائكةٌ يسألون الذين يسيرون فى خَلَدى

عن بِطاقاتهِمْ

لا شياطين يُغوونهم بالحواديتِ كى يَرجِعوا

فادخُلى يا فتاةُ مُجَلْجِلَةً

مثلما كُنتِ عند ابتداءِ الحكايةِ..

أصغَتْ قناديلُ قلبى لدمعِكِ

واللهُ يمدُدُ خيطَ المساءِ لتحكي..

تقولُ التى لم يكُن دارَها غيرُ قلبى :

على مهلهن البناتُ مَشَينَ

تمخطرنَ فوق الرصيفِ

وما كان ذنبى سوى أن نزلتُ

عبرتُ الطريقَ كمن يحلمون بما هو أشهى

كمن يحلفون بدمعة آبائهم خلسةً

دهَمَتنى الحياةُ

سُلِبْتُ سَكِينَةَ بنتٍ تُهَدْهِدُ دُمْيَتَها كى تنامَ

وكادَ احتضاري...

وأنتَ على فَرَسٍ أبيضٍ يا قريبُ

تُحَصِّنُ أوقاتَنا ضدَّ هذا العراءِ

وتُسْنِدُ حائطَنا أن يميلَ

وتُمسِكُ أحبابنا أن يروحوا..

تَرُصُّ الحروفَ بجنبِ الحروفِ

وتنسجُ أُغنيةً للواتى

ذهبّْنَ إلى النهرِ فجرًا وعُدْنَ خِفافَ الجِرارِ !

هناك التَقَيْتُكَ

حيثُ المعابرُ مُغلَقَةٌ

والزنازنُ مُتْخَمَةٌ

والشوارعُ مرصودَةٌ بالجنودْ

كلما ضبطونى مُخَبِّئةً وردةً تحت شالي؛

التَقَيْتُكَ تحملُ عنى جريمةَ حملِ الورودْ

كلما ضبطونى

أنْقُشُ فى معصَمى صورةً لحبيبي؛

ألبَسُونى القيودْ

كلما فَرَّغَتنى المسافاتُ من جَلَدى وحنيني؛

كنتُ ألعنُ دينَ الجنودْ !

قلتُ يا بنتُ

إنَّ المواعيدَ فى الأرضِ صارتْ مؤجَلَةً

منذ أولِ عشقٍ تَدَلَّى على عودِ مشنقةٍ

فاستريحى جوارى

سَيُكمِلُ غَيرى وغَيرُكِ سَيْرَ التواريخِ

نحوَ اكتمالٍ بلا طائلٍ أو دليلٍ

فمن مثلنا يحتفى بالخسارةِ

يُوقِدُ راحَتَهُ إصبَعًا إصبَعًا للذين يسيرونَ

خُضْرًا على الشكِّ والشوكِ والليلِ والويلِ

من يَتَهَجَّى الفراديسَ

من يتحدى النواميسَ

فى زمنٍ أجوفٍ

كنتُ من قبلِ لَوْثَةِ هَذى المدينةِ

أمشى وكَفّى مخطوطةٌ من غيوبٍ دَنَتْ،

فَتَدَلّى حجابٌ على بَصَرى

حينما غَشيَتْنى الحضارةُ

واحترقَتْ فى عيونى الطبيعةُ

وانفَتَحَتْ مكتباتُ المدينةِ لى !

كنتُ أذكرُ أنّى التقيتُ أبى وأباكِ معًا

يصبغانِ جلابيبَهُم بالسوادِ لئلّا تَشِفَّ

إذا سقطَتْ دمعةٌ فوقها

وأرَتْنا صنيعَ الزمانِ بأبدانهِمْ

فتَعالى معى تحت جُمَّيزَةٍ

لا تُظَلِّلُ غيرَ الغريبِينَ مثلى ومثلِكِ

فهى هُنالكَ مثلى ومثلُكِ

قد نَسِيَتها القصائدُ عمدًا

والأنبياءُ كذلك ما بَشَّرونا بأنَّ الذين يُطيعونَ

سوف ينالون جُمَّيزَةً فى الجِنانْ !

معًا يا قريبةُ

قد نستعيدُ تراتيبَنا لحياةٍ تليقُ

بجرحى تعافوا من الأملِ المُستَبِدِّ

ومن رهبَةٍ ذاتَ عزفِ كمانْ

تَعَالى نَفِرُّ بعيدًا بعيدًا

فقد كَذَبوا حين قالوا

بأنَّ الحياةَ إلى جانبِ الناسِ بَرُّ أمانْ.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة