وكما يقول المثل المصرى القديم "اللى اختشوا ماتوا".
وها هو قد صدق المثل وتجسد بوضوح فيما نتعرض له يومياً من صدمات، يقف أمامها كل ذى عقلٍ رشيدٍ فى حيرة من أمره، غير مصدق ما تراه عيناه وما تسمعه أذناه من هراء.
إن كان متعمداً فهذه مصيبة، وإن لم يكن فتلك مصيبة أكبر، وما بين هذا وذاك يندرج عدد لا بأس به من الشخصيات الافتراضية التى لا وجود لها على أرض الواقع المصرى بتاتاً !
فعندما تخرج علينا إحدى النماذج الكوميدية المثيرة للضحك، كخروج دكتورة الجامعة التى أعلنت عن ترشحها فى الانتخابات الرئاسية المقبلة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى بوصلة ساخنة من الرقص، ولم تخدع أحد بمظهر آخر غير مظهرها، كما وعدت بأنها "هتدلع الشعب"!
فعلينا أن ندع لها الحرية كاملة فى الترشح والحصول على شرف المحاولة واللى عاوز يتدلع يبقى ينتخبها !!
أما عندما يصرح المرشح السابق وقبل السابق السيد حمدين صباحى بأن هناك ثلاثة مرشحين يدعمهم بقوة فى الانتخابات المقبلة، فلا مجال هنا للكوميديا والضحك كما ذكرت فى المثال السابق !
لا أكاد أصدق ما سمعت ولا أعلم هل أعطى السيد حمدين نفسه فرصة للتفكير بعمق قبل أن يقذفنا بتلك التصريحات المثيرة للشفقة؟
هل عدمت مصر الرجال حتى يساوره الشك فى أن المصريين قد يمنحون أصواتهم لهؤلاء المستبعدين والمرفوضين شعبياً، ولنا فى أحدهم وأبرزهم أسوة وموعظة !
هل يعتقد السيد حمدين، الرجل المخضرم سياسياً والذى خاض التجربة حتى ذابت نعال أحذيته ذهاباً وإياباً لتقديم أوراق ترشحه مرة تلو الأخرى، أن الشعب الذى رفض فلاناً أو علاناً من قبل قد يعود إليه مجدداً، طيب وبأمارة إيه؟؟
أعزائى المتربصون بالبلاد، الشامتون فى الضراء، المصطادون بالماء العكر، الراقصون على نغمات أنين المصريين، قولاً واحداً :
نحن شعب اعتاد الصبر والوقوف على قلب رجل واحد فى الشدائد والملمات، فلن تهد عزائمنا الفتن والشائعات ولن يقلل من تأييدنا ودعمنا للرئيس السيسى فى تلك الأزمات، سواء كانت مفتعلة بفعل فاعل خبيث دائماً ما يريد بنا السوء، أو كانت حقيقية بفعل الأزمة الاقتصادية الكبيرة التى ورثتها البلاد كنتاج لسنوات من الاستنزاف غير المنقطع، والتى يسابق الرئيس الزمن من أجل حلها ويصل الليل بالنهار لا يكل ولا يمل ولا يجد بحق من يسانده مساندة جادة من أفراد حكومته ولا من يحيطون به، بل عادة ما يعوقون مساعيه ومجهوداته التى لا تتوقف، ولكنه بالرغم من ذلك يبذل كل الجهد مخلصاً لله وللوطن من أجل انتشاله من أعماق الوحل والخروج به سالماً معافى مؤهلاً للانطلاق .
فهل يخرج علينا السيد حمدين باسم جديد له من الرصيد الشعبى والقدرات الخاصة ما يؤهله لهذه المنافسة المستحيلة أمام رئيس وزعيم، ومنقذ ورمز بهذه القيمة؟
إن كان هناك حقاً اسم أو أكثر يدفع المواطن المصرى لإعادة التفكير وعقد المقارنات والميل للكفة الأرجح، فليطرحه فوراً وله منا كل الشكر والامتنان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة