يحكى المؤرخون أن العرب، قديما، ونظرا لثقافتهم الصحراوية، لم يكونوا يحبون ركوب البحر، ويتجنبونه قدر المستطاع، وأن أول عبور حقيقى لهم كان العبور إلى الأندلس ولم يكن على رغبة كاملة منهم، لكن فى سنواتنا الأخيرة ها هم العرب يفرون من الحروب والويلات التى يرونها فى بلادهم عبر الماء، لكن معظمهم لا يصل إلى الشاطئ الآخر بل يبتلعهم الموج، ومنهم أطفال لا يملكون من الأمر شيئا.
تقول الأمم المتحدة على لسان المتحدث باسم أمينها العام فى تصريحات للصحفيين من مقرها فى نيويورك، إن ما لا يقل عن 200 طفل لقوا مصرعهم على طول طريق الهجرة الخطير من شمال إفريقيا إلى إيطاليا وسط المتوسط حتى الآن فى عام 2017 فقط، أى بمعدل أكثر من طفل فى اليوم.
ويقول المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة من مقرها فى نيويورك، تظهر بيانات عام 2017 أن عددا متزايدا من اللاجئين والمهاجرين، بما فى ذلك الأطفال، يسلكون طريق وسط البحر المتوسط الخطير للوصول إلى أوروبا، على الرغم من المخاطر الكامنة فى الرحلة، وأنه منذ بداية العام وحتى الـ 23 من مايو الجارى وصل أكثر من 45 ألف لاجئ ومهاجر إلى إيطاليا عن طريق البحر، بزيادة قدرها 44% عن نفس الفترة من العام الماضى، يشمل ذلك حوالى 5500 طفل غير مصحوبين بذويهم".
تخيل الرقم 5500 شخص غير مصحوبين بذويهم، كيف يكون مصيرهم وما الذى سيحدث لهم، وما الاستغلال الذى يتعرضون له هناك؟
إن أرقام الغرقى والناجين من الأطفال اللاجئين والمهاجرين مخيفة، وتؤكد أن الأنظمة الدولية غير مهتمة بالفعل أو غير قادرة على فعل شيء حقيقى لهؤلاء المضطهدين فى الأرض خاصة الذين ما أخرجتهم من ديارهم سوى الحرب.
كنت أتمنى أن يجد أبناء العرب الذين ابتليت بلدانهم بالحروب ملجأ فى أوطان أشقائهم العرب بدلا من الموت غرقا فى بحر الظلمات الذى يترك حسرة فى النفوس وألما فى القلب وفقدا لا يعوض، لكن للأسف لا يحدث شيئا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة