فقدنا قطعة من السودان جنوبًا فى بداية انشغالنا بالربيع العربى، ولم يكن لدينا حينها وقت للندم، فلا جنوب السودان استمتع بانفصاله، ولا نحن قطفنا شيئًا من ثمار الربيع، باستثناء ما جنيناه من الإزعاج الذى تسببه شوكة عمر البشير النابتة فى ظهر الامتداد المصرى.. هذا الإزعاج ليس سوى موجة غبار وسط عاصفة كبيرة من التحولات فى العالم العربى، أو ما تبقى منه، ولا أحد يمتلك الوقت أو الرفاهية لكى يرد على ادعاءاته ضد مصر عبر فرع قناة الجزيرة فى الخرطوم، يكفيه بؤسًا أن تكون خصومته مع جارته الوحيدة المستقرة شمالًا، بينما المتمردون فى الغرب يتجرؤون على نظامه، وإخوته فى الجنوب لا يعترفون بوجوده، والعقوبات تطارده شخصيًا..يمكن لأموال قطر أن تدفع الديون، لكنها لا تصنع الكرامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة