شيخ الأزهر: يجب بحث الأسباب الحقيقية وراء الإرهاب بعيدًا عن الأديان

الأربعاء، 24 مايو 2017 11:13 ص
شيخ الأزهر: يجب بحث الأسباب الحقيقية وراء الإرهاب بعيدًا عن الأديان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعرب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن خالص تعازيه فى ضحايا الحادث الإرهابى، الذى وقع فى مدينة مانشستر شمال بريطانيا مساء الإثنين، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

وأعلن فى حواره مع " الراديو والتليفزيون الألمانيZDF " على هامش زيارته للعاصمة الألمانية برلين، بدعوة من الحكومة الألمانية للمشاركة فى احتفالية حركة الإصلاح الدينى فى أوروبا التى تقيمها الكنيسة البروتستانتية بمناسبة مرور 500 عام على تأسيسها، عن استنكار الأزهر الشريف وجميع الأديان وكل الذين يريدون السلام لهم ولغيرهم فى جميع أنحاء العالم لهذا الحادث الإرهابى الأليم الذى وقع مساء أمس، فى مدينة مانشيستر ببريطانيا، مؤكدًا أن الإرهاب لا دين له ولا وطن له.

وأضاف، أن الإرهاب الغاشم أصبح يستهدف الأبرياء فى جميع أنحاء العالم، موضحًا أن الأزهر يقود جهودًا حثيثة من أجل نشر ثقافة التعايش والسلام ونبذ التطرف والإرهاب والكراهية والتعصب فى جميع أنحاء العالم، مشددًا على ضرورة تضافر الجهود العالمية من أجل القضاء على هذا الوباء اللعين وتخليص العالم من آفاته وشروره.

وأكد الإمام الأكبر على ضرورة اتخاذ قراراتٍ حاسمة، تقضى على الإرهاب وتجفِّف مصادره ومنابعه، وتوقِفُ العبثَ بدماء الشعوب وبأمن أوطانها ومقدَّراتها، وأن تضمن لها حقَّها فى حياة آمنةِ وعَيش كريمٍ، مؤكدًا أنه بمقدور صانعى القرار العالمى وقف الحروب الدامية التى تشهدها المنطقة إذا توافرت الإرادة الدولية لذلك.

 وأشار الإمام الأكبر إلى أن الأزهر الشريف لديه خطة واضحة للانفتاح على الغرب وبخاصة المؤسسات الدينية حيث كانت هناك زيارة إلى الفاتيكان، هى الأولى لشيخ الأزهر، وكذلك زيارات إلى مجلس الكنائس العالمى فى جنيف وكنيسة كانتربرى فى بريطانيا وكذلك زيارة إلى جمعية سانت ايجيديو فى إيطاليا والآن نحن بصدد زيارة إلى الكنيسة البروتستانتية فى ألمانيا.

وأضاف، أن الأزهر الشريف لديه تصور عالمى يعرضه فى كل هذه اللقاءات والزيارات ينطلق من رسالة الأزهر العالمية ومنهجه الوسطى الذى يدعو إلى السلام بين الناس جميعا.

 وأبدى الإمام الأكبر استعداد الأزهر الشريف لتدريب الأئمة الألمان فى رحاب الأزهر الشريف، مشيرًا إلى أن هناك برامج مخصصة للأئمة الغربيين لتأهيليهم للتعامل مع القضايا المستحدثة والأفكار الغريبة وتوعيتهم بمخاطر الفكر المتطرف وتدريبهم على أحدث مهارات التواصل مع المسلمين فى المجتمعات الغربية بما يساعدهم على تحصينهم من الوقوع فى براثن الجماعات الإرهابية وتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم ومساعدتهم على تحقيق الإندماج الإيحابى فى مجتمعاتهم.

 وذكر أن هذا البرنامج التدريبى يستمر لمدة شهرين على نفقة الأزهر الشريف، موضحًا أيضا أن جامعة الأزهر بها قسم للدراسات الإسلامية باللغة الألمانية، معربًا عن تطلعه إلى تعزيز التعاون بين هذا القسم والأقسام المناظرة فى الجامعات الألمانية لتبادل الخبرات لتعليم الناس صحيح الدين، مرحبا بالتفاهم والتواصل المصرى الأزهرى والألمانى، مؤكدًا أنه يراهن على تعزيز هذا التواصل خلال الفترة المقبلة.

وأشار شيخ الأزهر إلى أن التحديات والظروف العالمية الراهنة هى التى أفرزت هذا الإرهاب الأسود، موضحًا أن طلاب وخريجى وعلماء وأساتذة الأزهر الشريف المنتشرون فى جميع أنحاء العالم يقودون جهودًا حثيثة من أجل ثقافة الوسطية والسلام، إضافة إلى مرصد الأزهر الشريف باللغات الأجنبية الذى يقوم برصد كل ما تبثه الجماعات المتطرفة بـ 11 لغة ومن ثم ترجمته وتحليله وأخيرًا الرد عليه وتفنيد ما تثيره هذه الجماعات من أفكار مغلوطة وتفسيرات خاطئة، موضحًا أن عدد الطلاب الوافدين فى الأزهر هذا العام يبلغ 40 ألف طالب من أكثر من 106 دولة حول العالم.

 وردًا على سؤال حول تحميل الفكر الوهابى مسئولية الإرهاب المنتشر فى العالم، قال شيخ الأزهر: "لا أعلم هذا" ولا يمكن أن يكون هذا الفكر أو ذاك سببًا لما يعانيه العالم من قتل وتخريب، مشيرًا إلى أن هناك من المذاهب ما يميل إلى الاحتياط وأخرى تميل إلى الوسطية وثالثة تميل إلى السهولة والتمييع، مضيفًا أن هذه المذاهب موجودة من قديم الزمان ولم تقم حروب ولم نشاهد مثل هذا الإرهاب الأسود.

 وأضاف، لا أظن أن الإرهاب بهذه الصورة المتوحشة والتدريب العجيب يرجع إلى مذهب متشدد فى مكان معين أو غيره، لكن ربما تستخدم بعض التفسيرات الخاطئة للنصوص لتنفيذ خطة معينة لمنطقتنا هذه و تريد لها أن تبقى فى وضع سياسى واقتصادى بل وجغرافى معين.

 وأردف، كما أن هناك أموالًا طائلة وقنوات تفتح النار على المسلمين صباحًا ومساءً ومعلوم من يقفون ورائها ولكننا لا نقول أنها مسؤولة عن هذه الحروب، ولكن ينبغى أن نبحث عن سبب هذا الإرهاب خارج إطار الأديان.

وفيما يتعلق بالأعمال الإرهابية التى شهدتها مصر مؤخرًا خاصة ضد كنيسة مارجرجس أو الكنيسة البطرسية وما إذا كانت تمثل اضطهادًا ضد المسيحيين فى مصر وماذا يفعل الأزهر لمواجهتها؟ قال شيخ الأزهر: هذه الاعتداءات وغيرها فى مقدمة اهتمامنا ليس بالنسبة لنا فى الأزهر فقط ولكن فى الكنيسة المصرية أيضا وبالنسبة للشعب المصرى أجمع، موضحًا أن المصريين جميعا يقفون يدًا واحدة ضد هذه الهجمات التى تستهدفهم جميعا وتستهدف وحدتهم، لافتًا إلى أن ضحايا هذه الأعمال الإرهابية من المسلمين أكثر من المسيحيين فالإرهاب لا دين له ولا وطن له.

 وأضاف، أن الأزهر الشريف عقد مؤتمر المواطنة بحضور ممثلى الكنائس الشرقية وعدد من الشخصيات ورجال الدين من كافة أنحاء العالم، والذى صدر عنه إعلان الأزهر الشريف للمواطنة والذى يؤكد أن الإخوة المسيحيين هم مواطنون كاملون ولا يمكن أن يطلق لفظ أقلية عليهم لأن فى هذا انتقاص من شأنهم، مشيدًا بالجهود التى يقودها بيت العائلة بلجانه المختلفة فى تحقيق التواصل الفعال بين جناحى الوطن.

 وأوضح الإمام الأكبر، أن الحديث عن وجود اضطهاد للمسيحيين فى مصر هو كلام عار تماما عن الصحة، فالعلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر هى علاقة قوية ومتجذرة، ولم يحدث يومًا أن وقعت معركة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر على الرغم من تعايشهما على مدار أكثر من ألف عام، مشيرًا إلى ما يحدث من توترات أحيانا هى توترات اجتماعية بالأساس يحاول البعض فيما بعد أن يضفى عليها بعدًا دينيًا.

 وحذر شيخ الأزهر من أن هناك مخططات خارجية تريد ضرب الاستقرار فى مصر كما حدث فى دول عربية مجاورة، والتى كان السبب ورائها إثارة النعرة المذهبية ومن يقتتلون فيها هم أبناء الدين الواحد من السنة والشيعة، وقد أريد لمصر أن يقتتل أهلها ولكن هذه المرة بين المسلمين والمسيحيين إلا أن هذه المخططات فشلت والحمدلله فى النيل من وحدة الشعب المصرى.

 وردًا على سؤال حول مدى إمكانية التحاق الطلاب المسيحيين بجامعة الأزهر، قال الإمام الأكبر، إن هناك شروطًا للالتحاق بجامعة الأزهر من بينها حفظ القرآن الكريم كاملًا حيث يتم تأهيل الطلاب لذلك خلال المرحلتين الإعدادية والثانوية الأزهرية كما يتم تأهيلهم شرعيًا لإعمال العقل وفهم النصوص، موضحًا أن من لا تنطبق عليه هذه الشروط لا يمكن إلتحاقه بجامعة الأزهر وفى مقدمتهم الطلاب المسلمين الحاصلون على الثانوية العامة، مما يعنى أن الأمر لا يتعلق بالدين، ولكن يتعلق فى المقام الأول بتأهيل الطالب.

وتعليقًا على سؤال حول ارتباط تهمة الإرهاب بالإسلام وما إذا كان هذا يتطلب إصلاح الدين الإسلامى، قال شيخ الأزهر، إن التجديد والإصلاح يكون فى الفكر الإسلامى وليس فى الدين الإسلامى، موضحًا أن الأمر لا يتعلق بالإسلام فقط، فكذلك الأديان الأخرى تعرضت لهذا فقد حدث فى تاريخ المسيحية واليهودية وقتل كثيرون باسم الصليب والحروب الصليبية فهل كان الإنجيل أو التوراة التى قال عنها القرآن هدى ونور، بحاجة إلى إصلاح.

وأضاف، أن الخطاب الدعوى هو ما يجب إصلاحه وتجديده كما يجب على العلماء ورجال الدين أن يكونوا على وعى بالنص ومقصودها وإلا فلن يصعب على أى مجرم أن يبرر لإجرامه وأن يؤول النصوص الدينية تأويلًا فاسدًا وصادمًا، ومثل هذه التفاسير تمثل خيانة للدين، موضحًا أن هؤلاء المجرمون هم المنحرفين وهم من يحتاجون إلى إصلاح شامل وليس الأديان التى نزلت من عند الله عز وجل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة