"أنا كنت طالعة عمرة رمضان السنة دى، فين الجواز بتاعى، حد يدورلى عليه يا أولاد، ينوبكم ثواب، ألحق الطيارة قبل ما تفوتنى يا أولاد، رمضان خلاص يوم السبت اللى جاى، وفين الفيزا بتاعتى وأنتم تعرفوا اسمى منها أنا الحاجة زينب عامر من مشتول السوق، وابنى اسمه محمد قاعد فى أنشاص البصل حد يبعت له"، بهذه الكلمات الموجعة بكت سيدة فى منتصف العقد الثامن من العمر على حالها، لحرمانها من تأدية عمرة شهر رمضان المقبل، وضياع جواز السفر الخاص بها، حيث قضت ما يقرب من شهرين على باب مكتب تأمينات مشتول السوق، يعطف عليها أهالى الخير، بالطعام، وفى نهاية اليوم، تنام على باب المكتب، حتى بدأ الموظفون بالمكتب يتضررون من الوضع، إلى أن تدخلت نائبة البرلمان بدائرة مشتول ونقلت السيدة إلى دار للمشردين.
"اليوم السابع" زار الحاجة "زينب" داخل دار بسمة، وبالاقتراب منها والحديث معها، كانت غاضبة جدا وتهمس بكلمات تجعل من يسمعها يبكى بشدة.
فى البداية قالت الحاجة "زينب" أنا عايزة جواز السفر بتاعى، نفسى أطلع عمرة رمضان، الطيارة لن تنتظرنى، ورمضان يوم السبت المقبل، أنا اسمى "زينب عامر على حسن" من مشتول السوق.
تحدثت معنا بصعوبة فهى كفيفة، حيث فقدت بصرها مؤخرا، وتسمع بصعوبة وتحتاج رعاية ومعاملة من نوع خاص، لكنها مع ذلك تتذكر أنه منذ 30 عامًا، ذهبت لزيارة الكعبة المشرفة، وأثناء عودتها بالطريق تعرض الأتوبيس الذى كانت تستقله مع عدد من حجاج بيت الله إلى حادث أمام قرية المنير بدائرة مشتول السوق، وتوفى جميع من بالأتوبيس فيما عدا هى وطفلة صغيرة.
وقالت النائبة سحر عتمان عضو مجلس النواب عن دائرة مشتول السوق بالشرقية، إن الحاجة زينب عمرها عمرها 86 سنة، وتقيم مع أبنائها بمنزل بمدينة مشتول السوق منذ فترات طويلة، وكانت تاجرة بالأسواق وسيدة معروفة فى مشتول، وكانت تدعمها بالوقوف جانبها فى تقديمها فى الانتحابات البرلمانية عام 2010، وتغنى لها "يأم عتمان كرسك منور فى البرلمان.. يأم عتمان هتخشى البرلمان" وكانت سيدة جميلة وطيبة وعلى طبيعتها.
وتابعت سحر عتمان منذ عدة أشهر شاهدنا الحاجة "زينب" تقضى يومها كله بالشارع، تجلس أمام التأمينات الاجتماعية بمدينة مشتول السوق، وتنام فى الشارع، واتضح من السؤال على أولادها، أنه حدث لهم ظروف خاصة قاموا على إثرها ببيع منزلهم الذى كانت تقيم فيها الحاجة "زينب" وتركوا مدينة مشتول السوق، وبعدها عادت الحاجة بمفردها تقيم بالشارع منذ شهرين.
واستطردت النائبة قائلة: بعد أن فشلنا فى البحث عن عنوان أبناء السيدة المسنة، اتصلت بجمعية لإيواء المتشردين بالشرقية، وحضر المسئولون عن الجمعية، ونقلنا الحاجة "زينب" للدار لرعايتها وتقديم الخدمة والرعاية لها من قبل القائمين على الدار.
فيما أضاف محمود درج مؤسس الجميعة إنه تلقى اتصال منذ 3 أيام من النائبة "سحر عتمان" لنقل سيدة مسنة كفيفة تقيم بالشارع طول اليوم، وتنام أمام مكتب التأمينات الاجتماعية بمشتول السوق، وتوجهنا ونقلنا الحالة للدار وتم تقديم الرعاية لها.
الحاجة زينب فى دار لإيواء المشردين بالشوارع
محررة اليوم السابع مع الحاجة زينب
الحاجة زينب تشرب العصير
المحتويات التى عثر عليها مع الحاجة زينب وهى فى الشارع
الحاجة زينب تتحدث لمحررة اليوم السابع
الفيزا الخاصة براتب الحاجة زينب
الحاجة زينب
الحاجة زينب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة