من بين كل حلفاء جماعة الإخوان الإرهابية، المنضوين تحت لواء تحالف دعم الشرعية المزعومة، يبقى اسم الجماعة الإسلامية هو الأقوى سياسيا، والأكثر أنصارا، إلا أن الأيام القليلة القادمة يبدو أنها تتجه إلى أن تلحق "الجماعة الإسلامية" بمن سبقوها من المنسحبين من التحالف والمنقلبين على الجماعة، وذلك بعد هجوم حاد شنه أنصار الإخوان الإرهابية، على الجماعة، وذراعها السياسى، البناء والتنمية، بعد انتخاباتها الداخلية، والتى أسفرت عن فوز الإرهابى الهارب إلى قطر طارق الزمر بقيادة الحزب.
فى البداية شن حمزة زوبع، المتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة المنحل، والقيادى الإخوانى الهارب، هجومًا عنيفًا على الجماعة الإسلامية والقيادى بها عبود الزمر لإجراء تلك الانتخابات، واستمرار عمل الحزب بالسياسة، معتبرًا استمرار الحزب فى الحياة السياسية خيانة وطعنة فى ظهر جماعة الإخوان.
وطالب زوبع، فى تصريحات له عبر إحدى القنوات التابعة للإخوان، عبود الزمر القيادى التاريخى للجماعة الإسلامية بالصمت، وعدم الحديث عن الأوضاع الحالية، قائلاً: "إن عبود الزمر باع محمد مرسى ويريد التنازل عنه وهو يتكلم فيما لا يخصه، ويحاول هو وجماعته للعودة للمشهد السياسى من خلال تقديم تنازلات يظن أنها ستحقق هدفه"، وذلك ردا منه على تصريحات قالها عبود الزمر بأن الإخوان ومرسى ارتكبوا اخطاء كارثية خلال إدارتهم للبلاد.
من الناحية الأخرى لم تسكت الجماعة الإسلامية على الهجوم الذى تشنه الإخوان ضدها، حيث هاجم خلف علام، القيادى بالجماعة الإسلامية، الإخوان، مطالبا جماعته بفك الإرتباط مع "جماعة حسن البنا" قائلا فى بيان له: "أتمنى على إخوانى الأفاضل فى الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية فى أول اجتماع لهم أن يعلنوا صراحة موقفهم من دعم الإخوان، وأن يعلنوا انسحاب الحزب من هذا التحالف، وفى ذات الوقت يدشنون خطة واقعية بديلة تلملم شتات الوطن".
وتابع: "مرة حمزة زوبع يطلع يقول على قيادات الجماعة على الهواء "يا واد أنت وهو، أنت نسيت نفسك"، ومرة إبراهيم منير يطلع فى مجلس العموم البريطانى يقول علينا إرهابيين، وعشرين مرة آيات عرابى ووليد شرابى وصابر مشهور، يهاجموننا ويتهمونا بالخيانة لمجرد أننا استطعنا إجراء انتخابات داخل الحزب أو أن حزب الحرية والعدالة صدر حكم بحله وحزب البناء والتنمية لم يتم حله، أو أن رئيس الحزب اصدر بيان يدعوا فيه الى المحافظة على كيان الدولة ومؤسساتها مع تاكيده على ضرورة التمسك بمسار ثورة يناير والسعى لتحقيق أهدافها ولم يذكر مرسى فى البيان.
ووجه علاء العرينى، العضو المؤسس بحزب البناء والتنمية الذراع السياسى للجماعة الإسلامية، رسالة إلى الإخوان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" قائلا: "على مدى أعوام طويلة تنهش أعراضنا وتسفه أفكارنا ونتهم بما ليس فينا ونصبر حسبة لله، مع أننا نملك ألسنة تجعل أحدهم يدور حوله نفسه عامين يبحث عن علاج لكرامته ولكن الضابط هو الشرع".
وأضاف: "تطالبونا بالكف عن الرد عليهم. كنا نصمت عندما كان الأمر يتعلق بأشخاص ولكن الآن حرب ممنهجة لتدميرنا ليس ذلك فحسب بل هناك باطل يروج له على أنه الحق عندما يخاطبنا شيخهم كيف تحافظون على مؤسسات الدولة".
وحول هذه الأزمة قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن الاخوان يخوضون معركه إعلاميه صفريه، وحمزة زوبع وآيات عرابى لا يمثلون الجماعة فقط، بل هم يعيشون عنتريات كاذبه.
وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع": المعركة الحاصلة اﻵن بين الجماعة والإخوان برغم خطأ الجماعه فى إختيار طارق الزمر رئيسا للحزب بما له من تبعات على مستقبل الجماعه والحزب سيؤدى إلى فك اﻹرتباط بينهما وسيرهما فى طريقين متوازيين دون تلاق، فالتحالف كان تكتيكيا وانكشف بعد هذه الملاسنات التى ستنتهى حتما للانفصال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة