كانت ومازالت الحارة المصرية القديمة نبع للأقوال المأثورة التى حفظت لها مكانة فى التراث المصرى القديم الذى توارثته الأجيال، ولم تكن الحارة الشعبية تنطق بأى كلمات دون أن يكون لها مغزى واضح وصريح وناتج عن موقف واقعى، و كان المصرىا لقديم فصيح طليق اللسان يستطيع أن يطلق الحكم والانتقادات فى المواقف التى تحدث أمامه بشكل يومى، لذلك كانت ومازالت الأمثال الشعبية قاموس متحرك من القصص والحكايات الأسطورية والواقعية التى تداولها السابقون فيما بينهم وانتقلت إلى الأجيال التى لحقتهم.
ومن أبرز الأمثال الشعبية المتداولة "لا له فى الثور ولا فى الطحين" ودائمًا ما يقال هذا المثل على الشخص الذى لا علاقة له بموقف معين لكنه يتدخل فيه، أو عندما يقحمه الأشخاص فى شىء لا يعنيه ويطلبون منه أن يتدخل.
وتعود قصة هذا المثل إلى العصور القديمة وتحديدًا فى اوقات الجفاف والتقشف التى عاشها الفلاح المصرى، عندما كان الفقراء والمساكين يتجمعون على أبواب طواحين القمح حتى يعطف عليهم الأغنياء، وكانت الطواحين يجرها ثور كبير الحجم ليتحمل شغل الطاحونة، وعندما يضيق أصحاب الطواحين من الفقراء كانوا يطردونهم ويقولون "لا لكم فى الثور ولا فى الطحين" حتى ينصرفون لعدم وجود فائدة من وقوفهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة