يفتتح الكاتب الصحفى «حلمى النمنم» وزير الثقافة بعد أيام قليلة وبالتحديد فى 17 مايو الحالى واحدا من أهم بيوت الفن مصر، «مجمع الفنون» أو قصر عائشة فهمى، رمز من أهم الرموز الفنية التى شكلت عصبا حيا للحركة الفنية فى الشرق الأوسط والعالم العربى، ذلك لأنه احتضن الحركة التشكيلية الإقليمية فى وقت كانت تسير فيه على قدم وساق مع حركات الفن فى العالم، وكان «مجمع الفنون» منذ نشأته رمزا حقيقا لتقديم أكبر الفنانين المصريين إلى العالم، وقد أسهم فى هذا وجود المجمع فى قصر من أهم القصور الأثرية فى مصر، فقد تم بناء هذا القصر منذ 110 عاما كقصر لعلى باشا فهمى حتى استخدم كأول ديوان لوزارة الثقافة ثم تم استخدامه كـ«مجمع للفنون» ليستضيف أعمال فنانين عالمين، مثل «سلفادور دالى وهنرى مور وبابلو بيكاسو ودييكريكو وديفيد هوكنى»، وظل يقدم رموز الفن المصرى والعالمى حتى تم إغلاقه للترميم من 12 عاما.
سعادتى كبيرة بافتتاح هذا الرمز الفنى الكبير الذى يتواءم مع هدف مصر الأسمى فى إزالة الصورة السلبية عن هذا الوطن وتقديم صورته الحضارية الحقيقية، والسعادة أكبر بوجود تخطيط معلن عن سيناريو العرض الافتتاحى المقرر لهذا المنبر الفنى المبهر، وقد اطلعت على هذا السيناريو فوجدته مناسبا تماما لقيمة «مجمع الفنون»، فقد اختار الفنان إيهاب اللبان، مدير المجمع، أن يبرز صورة مصر الحضارية من خلال هذا العرض، وأن يمنح عشاق الفن فى مصر والعالم فرصة ذهبية لرؤية الأعمال الفنية الراقية التى تنفرد مصر باقتنائها، وهى أعمال رموز المدارس الأوروبية، مثل «رودان، ديلا كروا، موينه، ديجا، رينوار، كونستابل، بيسارو، كاربو، فورمنتان، جوجال، كاربو، انجر» إلى جوار أعمال للرواد المصريين، مثل أعمال محمود سعيد، عبد الهادى الجزار، محمد ناجى، راتب صديق، سيف وادهم وانيل، أحمد عثمان، إضافة إلى أعمال فنانين مستشرقين، وأوربيين، أى أن مجمع الفنون منذ افتتاحه فى 17 مايو المقبل ولمدة ثلاثة أشهر ونصف سيكون «متحف المتاحف».
هذا حدث مهم، وجهد مشكور لوزارة الثقافة، وعلى رأسها السيد الوزير «حلمى النمنم»، وأتعشم أن يتم بالصورة الأكمل والأمثل، كما أننى أثق تماما فى أن الأجهزة الأمنية والخبراء الفنيين ستتخذ كل التدابير الأمنية التى من شأنها أن تحافظ على هذه الأعمال التى لا تقدر بمال، وأخيرا أرجو أن يتم وضع هذا المعرض الاستثنائى على خارطة مصر السياحية لما به من تفرد عن بقية معارضنا الفنية، ولما يمثله من أهمية فنية وتاريخية ذات بعد عالمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة