محمود بكرى

إحنا بتوع "الأونطة"

الجمعة، 12 مايو 2017 08:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حين استعرض الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، مشهدًا لعمارتين، إحداهما "مهملة" و"عشوائية"، قائلا: "هذا هو حال التعليم فى بلادنا.. وأخرى "لعمارة فخمة ونظيفة"، قائلاً: "هذا هو حال التعليم فى بلدان أخرى، وما نستهدف الوصول إليه".. حينئذ أدركت "مجددا" أن وضع التعليم فى بلادنا "مأساوي" وأن حال بلدنا، لن ينصلح أبدًا، طالما ظلت فيه صورة التعليم، على مثل هذا المستوى من العشوائية، والتخبط، والإهمال.

 

فالكلام ورد على لسان المسئول الأول عن التعليم فى مصر، والمناسبة "مؤتمر" نظمته "جهتان مهمتان" إحداهما معنية بالتعليم، وهى "جامعة القاهرة" وأخرى "إعلامية" وهى مؤسسة "أخبار اليوم".. وإذا أضفنا لما قاله الوزير ما عاد وكرره، وهو بصدد الحديث عن معيار جودة التعليم، والتى حددها "اثنان ونصف" فقط، معلنًا خروجنا من التصنيف العالمى لجودة التعليم، كاشفًا عن أن دولاً صغيرة، وتوصف بالمتخلفة، مثل إثيوبيا، وبنجلاديش، قد تفوقا علينا في "التعليم" فإننا نكون بالفعل بصدد "كارثة كبرى" و"ورطة هائلة".. وهذا بدوره يطرح مجموعة من الأسئلة المهمة:

 

-إذا كان هذا هو مستوانا فى التعليم، والذى تقوم عليه الأمم، فما الذى فعله الوزراء السابقون، والذين تقلدوا هذا المنصب لسنوات طوال، وأين ذهبت وعود كل منهم لتطوير التعليم؟.. وفيم انفقوا وقت وجودهم فى مقاعدهم الوزارية، إن لم يكونوا أنتجوا شيئًا يستحق الذكر؟.. وهل سيترك أمثال هؤلاء، ممن دمروا مستقبل أمة، وأوصلونا لهذا المستوى من التردي، هل سيتركون دون مساءلة، ومحاسبة، حتى ولو معنوية؟.. أم سيتركون لحال سبيلهم، إعمالا للقاعدة "أدمناها"، للهروب من المكاشفة، التى تقول "عفا الله عما سلف"؟!.

 

-ثم، أين هى مؤتمرات، ودراسات، وأبحاث "جودة التعليم" وتطويره، والتى أنفقت عليها الملايين، وأهدرت فى سبيلها طاقات بشرية "هائلة"؟..وفيم عقدت؟.. وماذا أثمرت؟.. وإلى أين أفضت؟.

-أين المشروعات، والبرامج، والأفكار، والرؤى التى عرضت على مدى سنوات مضت، وماذا فعل برنامج "مبارك كول" للتعليم، وغيره من برامج وأفكار، بشرونا من خلالها أننا سوف نصعد إلى القمر، ثم فوجئنا أننا "أسفل السافلين" وأقل كثيرًا من شعوب وبلدان، كان لنا السبق عليها فى كل المجالات، ثم قفزت، فى غيبة من الزمن، لتتصدر الصفوف، وتسبقنا بمراحل.

 

هذا يعنى أننا أمهر حكومات الدنيا فى "بيع الأونطة"، والضحك على الشعب الغلبان.. أهدروا أموالنا فى حملات إعلامية، وتمويلات وهمية، ووعود وردية.. وأحلام عريضة، لمستقبل واعد، ثم استيقظنا على "كوابيس" تملأ حياتنا، وتقض مضاجعنا، وتكشف عمق "خيبتنا" وبشاعة أكاذيبنا، وغياب ضمائرنا، أننا خير من يبيع"الوهم"، لنظل ندور فى تلك الحلقة الجهنمية، من "فشل" إلى "فشل" ومن "هبوط" إلى "هبوط" أكبر.

 

الدائرة تتسع، والزمن يمضي، والأحلام تتبخر، والوعود تنقضي.. تسبقنا بلدان، كانت إلى عهد قريب، لا تستطيع "فك الخط".. بينما نحن، لا نزال فى كل عام، ومنذ أمد بعيد، وعلى مدار عقود من الزمن، نكرس كل جهدنا، ونشحذ كل أسلحتنا، لنحارب عدوا وهميا، اسمه "بعبع الثانوية العامة".

 

آه.. يا أمة، ضحكت من "هزلها" الأمم؟!.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة