فى الرابع من يونيو 2009، ألقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما، خطبةً، حملت عنوانًا عريضًا ومبهجًا «بداية جديدة A New Beginning»، وذلك فى قاعة الاستقبال الكبرى بجامعة القاهرة، وكانت الخطبة وفاءً بوعد من أوباما أثناء حملته الانتخابية بأنه سيوجه رسالة إلى المسلمين من قلب أهم عاصمة إسلامية، واختار القاهرة حينذاك لتوجيه الرسالة مع بداية حكمه.
وبرّر السكرتير الصحفى للبيت الأبيض، حينها، اختيار مصر بأنها «الدولة التى تمثل قلب العالم العربى من كل الجوانب والقوى الأساسية فى عملية السلام فى الشرق الأوسط»، وأن هدف الخطبة تحسين العلاقة بين أمريكا والعالم الإسلامى التى تشوّهت كثيرًا أثناء فترة رئاسة جورج بوش الابن.
وجاء أوباما للقاهرة، واستهل خطابه بتحية الإسلام الشهيرة «السلام عليكم»، وهى التحية التى زغردت ورقصت لها قلوب الدول العربية من المحيط للخليج، وتفاعلت الأمة الإسلامية معها، وكانت النتيجة اندلاع ثورات الخراب العربى، وإسقاط سوريا واليمن وليبيا، ونجاة مصر وتونس فى اللحظات الأخيرة.
تبين وبمرور الوقت أن مصالحة أمريكا وتحسين علاقتها مع الدول الإسلامية، التى وعد بها «أوباما» وفريقه الرئاسى فى مستهل حكمه، كانت تمر عبر جماعات الإسلام السياسى وفى القلب منها جماعة الإخوان الإرهابية.
وظهرت جماعات وتنظيمات مثل داعش، وجبهة النصرة، وغيرها من الجماعات والتنظيمات التى تتخذ من الإسلام ستارًا تتحرك من خلفه لتحقيق أهداف سياسية، لذلك وجدنا وطوال 8 سنوات كاملة دعمًا ومساندة أوباما لجماعة الإخوان الإرهابية، وأتباعها، داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام.
وبعد أن غادر أوباما، البيت الأبيض، جاء «دونالد ترامب»، وقالها أيضًا إنه سيساند بشار ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، وسيطارد داعش مطاردة الفئران فى الجحور، ثم فوجئنا بالقوات الأمريكية توجه ضربة لمطار «الشعيرات»، وهو المطار الذى أسقط الطائرات الإسرائيلية عندما حاولت قصف الأهداف العسكرية فى سوريا.
إذن ترامب هو أوباما، بقناع «ملون» وشعر فضى، ونحن رحبنا وهللنا بفوز ترامب ليس قناعة أن الرئيس الأمريكى سيفتح خزائنه لتنهل منها بلادنا، أو سيدفع بالمارينز لمحاربة داعش فى ليبيا وسوريا وسيناء، أو سيفتح مخازن سلاح البنتاجون، أمام الجيوش العربية بشكل عام، والجيش المصرى بشكل خاص ليحصل على ما يريد، ولكن نحن فرحنا بفوزه، كراهية فى هيلارى كلينتون، التى ترتبط بصداقة شخصية مع كل قادة الإرهاب فى العالم، ونشطاء ثورات «الخريف» العربى، خاصة فى مصر، وكنا سندفع ثمنًا باهظًا من المتاجرة والابتزاز الرخيص فى ملفات حقوق الإنسان، والحريات، وحق الشواذ فى الزواج من بعضهم البعض، وحق الإخوان فى التفجير والقتل، وحق أصحاب دكاكين حقوق الإنسان فى تلقى الأموال اللازمة لتأجيج ونشر الفوضى فى البلاد.
وعندما بكى شرفاء العرب، فى ليلة الجمعة الماضية من فاجعة الضربة الأمريكية ضد الجيش السورى، المدافع عن أرضه وعرضه وشرفه، وهى الضربة الموجهة ضد الحق والعدل، لصالح قوى الشر والقتل وإسقاط الأوطان، أدرك الجميع دور الجيوش القوية فى الدفاع عن الأوطان، وتلقين كل من تسول له نفسه الاعتداء على أراضيها، درسًا موجعًا.
هنا ندرك قيمة جيش مصر المصنف من بين العشرة الكبار فى العالم، عدة وعددًا، والذى يعمل له الأعداء قبل الأصدقاء ألف حساب، فبطولاته، متجذرة فى أعماق التاريخ، وانتصاراته تتحدث عن نفسها، وما فعله فى حرب 1973 ليس إنجازًا عسكريًا، ولكن معجزة حربية كبرى، أذهلت العالم.
لذلك نسأل كل من الدكتور عصام حجى، «سباك ناسا فى المريخ»، والدكتور محمد البرادعى، ودراويشهما وأتباعهما فى مصر، هل أدركتم قيمة أن يكون هناك جيش قوى مؤهل تسليحًا وتدريبًا؟
البرادعى وتلميذه حجى، تساءلا من قبل حوارتهما على قناة العربى القطرية، لسان حال جماعة الإخوان الإرهابية، عن السر وراء تركيز القيادة السياسية فى مصر، على تسليح الجيش المصرى بأحدث الأسلحة، واعتبار الأموال التى تم بها شراء الأسلحة، إهدارًا غير مبرر، فهل جاءت الإجابة على ما حدث فى سوريا؟
البرادعى وتلميذه حجى، أصوات صارخة فى الفضاء، يدفعهما الثرثرة والهجوم على مصر «عمال على بطال»، ومحاولة تقليم أظافر أذرعها الأمنية «الجيش والشرطة» وتشويه مؤسساتها، بهدف إضعاف الدولة، لمصلحة أعدائها، ماذا وإلا كيف نفسر الموقف العدائى لمصريين من تسليح جيش بلادهم، ليصبح لهذا الوطن درعًا وسيفًا، يحافظ على مقدراته، ويلقن كل الأعداء والمتآمرين دروسًا قاسية؟!
ما حدث فى سوريا ويحدث فى ليبيا والعراق واليمن وعدد كبير من الدول العربية، الغنية منها قبل الفقيرة، تدفعنا دفعًا إلى أن نشكر الله على نعمة امتلاكنا لجيش قوى، نباهى به الأمم، ونستند عليه فى الأزمات، وننام قريرى العين، دون خوف أو قلق من عدو هنا، أو خائن ومتآمر هناك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة