فى سنة 1248 بدأت الحملة الصليبية السابعة بقيادة الملك الفرنسى لويس السابع، وكان ذلك فى عهد الصالح أيوب، وقد تجاوزت هذه الحملة دمياط لكنها سقطت فى المنصورة وتم سجن الملك الفرنسى قرابة شهر فى دار ابن لقمان.
واليوم تمر ذكرى النصر، ونجد ذلك فرصة للتعريف بدار ابن لقمان وصاحبها.
تمثال لويس
يعود تاريخ الدار إلى عام ١٢١٨ ميلادياً عندما تم إنشاؤها على يد قاضى القضاة إبراهيم بن لقمان الذى اتخذ منها سكناً له بمساحة قدرها ٥٧٦ متراً، لم يعد يتبقى منها سوى ٥٠ متراً، بعد سلسلة طويلة من التعديات والمخالفات.
وتقع دار بن لقمان، حاليا، فى منتصف شارع بورسعيد فى الجهة المقابلة لشارع الثورة (السكة الجديدة) بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية.
وأقيمت الدار على شاطى النيل حينئذ، ولكن بمرور الزمن ابتعد النيل عنها مسافة حوالى 500 متر، وتم البناء على الطراز العربى القديم المكون من السلاملك وهو سكن الرجال والحرملك وهو سكن النساء.
باب دار بن لقمان
كان يجاور هذه الدار عند بنائها مسجد كبير يطلق عليه مسجد الموافى نسبة للشيخ الموافى، علما بأن الذى بناه هو الملك الكامل مع بداية تكوين المدينة، ولا يزال هذا المسجد موجوداً للآن ونجد أن قبلة المسجد لا تزال تدخل فى حائط دار ابن لقمان مما يدل على قدم هذه الدار وكونها من عهد بناء هذا المسجد.
تتكون الدار من طابقين على الطراز الإسلامى، حيث نجد أن باب الدار عبارة عن باب كبير يصل طوله إلى ما يزيد عن مترين ومنقسم إلى باب آخر يحويه لا يتجاوز طوله الأربعين سنتيمتر، ويقال إن الباب الصغير أنشئ خصيصا فى قلب هذا الباب لكى يدخل الملك لويس محنى الظهر إلى الأسر.
يتكون الطابق الأول من قسمين، القسم الأول عبارة عن غرفتين تقع على يمين الداخل بكل منهما كوة صغيرة كانت عبارة عن نافذة تطل على الطريق ولكنها أغلقت منذ أمد طويل.
القسم الثانى وهو على يسار الداخل وكان مكون من غرفتين أيضا ولكن نظرا لتهدمهما فقد أعيد بنائهما على هيئة صالة متسعة اتخذت متحف يؤرخ لتاريخ الحملات الصليبية حيث يوجد به صوره ضخمة تمثل معركة المنصورة أمام الصليبين وأيضا تمثال نصفى لصلاح الدين الأيوبى وكذلك مجموعه من الأسلحة المستخدمة فى هذا العصر من رماح وأسهم وخناجر ودروع، يتوسط القسمين صحن كبير للدار به سلم خشبى يصعد للدور الثانى.
ويتكون الدور الثانى من غرفة واحد وهى الغرفة التى أسر بها لويس التاسع وتتكون من أريكة خشبية وخزانة فى الحائط ونافذة مطلة على الخارج وكرسى ضخم، وأهم ما يميز الغرفة هو تمثال بالحجم الطبيعى للملك لويس والأغلال فى يده وخلفه الطواشى صبيح وهو حارس كان يقوم بحراسته.
دار بن لقمان م الخارج
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة