كنت واقفًا على جسم السد العالى، فى أقصى جنوب مصر، بنفس الانبهار الذى يراودنى كل مرة أقف فيها هناك، يعطينى المشهد نفس الدروس السابقة عن عزيمة هذا الشعب حينما يريد ويفعل، شعورى بالامتنان لا يهتز تجاه هذا المشروع الذى غير وجه مصر، كيف لا وأنا أنتمى لعائلة من المزارعين ما كان أحدهم ليملك شبرًا من الأرض لولا خلق الله السد العالى وجمال عبدالناصر، تذكرت فجأة ما رواه أستاذنا الراحل هيكل، عن دقات قلب ناصر أثناء كل قرار قاس أو مغامرة سياسية خاضها لتمويل السد، تمنيت هذه المرة لو كان ابنى الصغير فى سن تمكنه من فهم ما لا يفهمه بعض الكبار من إعجابى بأبى خالد، واختلافى مع تركته السياسية، لكن لعل الله يمد فى عمرى لأشرح له يومًا أن ليس كل المواريث أطيان ومشروعات وأرصدة فقط، هناك أيضًا تركة من المشاكل والألم، لكنها لا تنفى أبدًا شعورنا بالفخر والامتنان لما مضى.. رحم الله ناصر وحفظ لنا ما تبقى من مشاريعه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة