الأسد فى حديثة لقناة تيليسور الفنزويلية: نحذر من انتقال السيناريو السورى إلى فنزويلا.. ويؤكد: أمريكا احتلت العراق كذبا فى 2003.. إسرائيل تلعب دورين بالحرب على سوريا.. أمريكا تسعى للسيطرة على دول العالم

الجمعة، 28 أبريل 2017 12:38 م
الأسد فى حديثة لقناة تيليسور الفنزويلية: نحذر من انتقال السيناريو السورى إلى فنزويلا.. ويؤكد: أمريكا احتلت العراق كذبا فى 2003.. إسرائيل تلعب دورين بالحرب على سوريا.. أمريكا تسعى للسيطرة على دول العالم الرئيس السورى بشار الأسد
وكالات الأنباء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد الرئيس بشار الأسد، أن الهدف من كل الادعاءات الأمريكية والغربية بشأن الأسلحة الكيميائية هو دعم الإرهابيين فى سوريا، مشيرا إلى أنه من مواصفات السياسيين الأمريكيين أن يكذبوا فى كل يوم ولا يقولوا أشياء تعكس الواقع والحقائق على الأرض والروايات الغربية، دائما مليئة بالأكاذيب عبر تاريخها، حسبما أفادت وكالة سانا السورية.

 

وقال الرئيس الأسد فى مقابلة مع قناة تيليسور الفنزويلية، أن الولايات المتحدة حاولت عدة مرات هى وحلفاؤها أن يستخدموا مجلس الأمن من أجل شرعنة دور الإرهابيين فى سوريا، ومن أجل شرعنة دورهم فى التدخل فى سورية غير القانونى والعدوانى.

 

وأضاف الرئيس الأسد: "إن الحل فى سوريا، يجب أن يكون بإيقاف دعم الإرهابيين من الخارج، أولا من ناحيتنا فى سوريا ستكون المصالحة بين كل السوريين والعفو عما مضى فى السابق خلال هذه الحرب هو الطريق لإعادة الأمان إلى سوريا وعندها ستكون سوريا أقوى بكثير من سوريا قبل الحرب" مشيرا إلى أن التسامح ضرورى لحل أى حرب ونحن نسير بهذا الخط.

 

وفيما يلى النص الكامل للمقابلة

السؤال الأول:

مباشرةً إلى آخر التطورات حيث حذرت روسيا أنه من الممكن أن تحدث هجمات كيميائية مزعومة أخرى، ما هى الإجراءات الوقائية التى اتخذتها سوريا لمنع حدوث ذلك؟

الرئيس الأسد:

أولاً، الإرهابيون منذ عدة سنوات استخدموا المواد الكيميائية فى أكثر من حادثة، فى أكثر من منطقة على امتداد الساحة السورية، وطلبنا من منظمة الأسلحة الكيميائية أن ترسل لجاناً مختصة من أجل التحقيق، فيما يحدث وفى كل مرة كانت الولايات المتحدة تقوم بعرقلة هذه التحقيقات أو عرقلة إرسال لجان من أجل التحقيقات، وهذا ما حدث الأسبوع الماضى عندما كنا نطالب بتحقيقات حول الادعاءات باستخدام الأسلحة الكيميائية فى مدينة خان شيخون وأوقفت الولايات المتحدة وحلفاؤها هذا القرار فى منظمة الأسلحة الكيميائية، بالنسبة لنا ما زلنا مصرين ونحاول مع حلفائنا الروس والإيرانيين أن تقوم هذه المنظمة بإرسال فريق للتحقيق فيما حدث لأنه أن لم يحدث هذا الشىء فالولايات المتحدة ستقوم أو ربما تقوم فى مرات لاحقة بإعادة نفس "التمثيلية" أو المسرحية من خلال فبركة استخدام أسلحة كيميائية مزيفة فى مكان ما آخر من سورية من أجل أن تكون لها حجة بالتدخل العسكرى من أجل دعم الإرهابيين، هذا من جانب، من جانب آخر نحن مستمرون فى محاربة الإرهابيين لأن الهدف من كل الادعاءات الأمريكية والغربية بشأن الأسلحة الكيميائية هو دعم الإرهابيين فى سورية، لذلك نحن سنبقى مستمرين فى محاربة هؤلاء الإرهابيين.

 

السؤال الثانى:

ولكن البنتاجون يقول أن لدى سوريا أسلحة كيميائية، هل صحيح أن سوريا احتفظت بـ1% من هذه الأسلحة التى التزمت منذ أربع سنوات بتسليمها وتدميرها؟

الرئيس الأسد:

أنت وأنا نذكر تماماً فى عام 2003 عندما قام كولن باول أمام كل العالم فى الأمم المتحدة بإظهار الدليل الذى يثبت أن الرئيس صدام حسين لديه أسلحة كيميائية ونووية وغيرها، ولكن عندما دخلت القوات الأمريكية إلى العراق ثبت أن كل هذا الكلام كان كذباً، واعترف كولن باول بأن المخابرات الأمريكية خدعته بهذه الأدلة المزيفة، هذه الحادثة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، لذلك إذا كنت تريد أن تكون سياسياً فى الولايات المتحدة فعليك أن تكون كاذباً متأصلاً، هذه من مواصفات السياسيين الأمريكيين أن يكذبوا فى كل يوم ويقولوا شيئاً ويفعلوا شيئاً آخر، لذلك علينا ألا نصدق ما يقوله البنتاجون أو غير البنتاجون، هم يقولون أشياء تخدم سياساتهم ولا يقولون أشياء تعكس الواقع والحقائق على الأرض.

 

السؤال الثالث:

ما الهدف وراء رغبة سوريا امتلاك أنظمة مضادة للصواريخ من أحدث الأجيال من روسيا ؟

الرئيس الأسد:

بالأساس نحن فى حالة حرب مع "إسرائيل"، و"إسرائيل" تعتدى على الدول العربية المحيطة منذ إيجادها فى عام 1948 ومن الطبيعى أن يكون لدينا مثل هذه المنظومات، طبعاً الإرهابيون قاموا بتعليمات من الإسرائيليين ومن الأمريكيين ومن تركيا وقطر بتدمير جزء من هذه المنظومات، ومن الطبيعى أن نتفاوض مع الروس الآن من أجل تعزيز هذه المنظومات سواء لمواجهة أى تهديدات جوية من قبل "إسرائيل" أو لمواجهة التهديدات التى ربما تأتى من أى صواريخ أمريكية، الآن هذا أصبح احتمالاً وارداً بعد الاعتداء الأمريكى الأخير على مطار الشعيرات فى سوريا.

 

السؤال الرابع:

ما هو الدور الذى لعبته "إسرائيل" بشكل خاص فى هذه الحرب التى تواجهها سوريا ؟ حيث نعلم أن الهجمات استمرت ضد مواقع الجيش العربى السورى فى الأسابيع الأخيرة.

الرئيس الأسد:

هى تلعب هذا الدور بعدة أشكال، الشكل الأول هو الاعتداء المباشر خاصة عبر الطيران أو المدفعية أو الصواريخ على مواقع الجيش السورى، من جانب آخر، هى تقوم بدعم الإرهابيين بطريقتين، الأولى هى الدعم المباشر بالسلاح، الثانية هى تقديم الدعم اللوجستى لهم من خلال السماح لهم بإجراء المناورات عبر مناطق سيطرتها، ومن خلال تقديم المساعدات الطبية لهم فى مشافيها، وطبعاً هذه الأشياء ليست إدعاءات أو توقعات وإنما هى حقائق موجودة ومصورة ومنتشرة على الأنترنت تستطيع أن تحصل عليها كأدلة مثبتة للدور الإسرائيلى فى دعم الإرهابيين فى سوريا.

 

السؤال الخامس:

كيف تقيمون السياسة الحالية لدونالد ترامب فى العالم وفى سوريا بشكل خاص فى الوقت الحالي؟

الرئيس الأسد:

لا توجد سياسات لرئيس أمريكى، توجد سياسات للمؤسسات الأمريكية الحاكمة للنظام الأمريكى، وهى المخابرات والبنتاجون والشركات الكبرى، شركات السلاح وشركات النفط والمؤسسات المالية الكبرى، بالإضافة لبعض اللوبيات الأخرى التى تؤثر فى القرار الأمريكى، الرئيس الأمريكى يأتى لينفذ هذه السياسات، والدليل أن ترامب عندما حاول أن يأخذ مساراً مختلفاً خلال الحملة الانتخابية وبعدها لم يتمكن، كان الهجوم عليه قاسياً جداً، وكما نرى فى الأسابيع الأخيرة غير لغته تماماً وخضع لشروط الدولة الأمريكية العميقة، أو النظام الأمريكى العميق، لذلك فإن تقييمنا للرئيس الأمريكى بالنسبة للسياسة الخارجية هو مضيعة للوقت وغير واقعى فقد يقول شيئاً ويفعل بالمحصلة ما تمليه عليه هذه المؤسسات، هذه هى السياسة الأمريكية المستمرة منذ عقود، وليست سياسة جديدة.

 

السؤال السادس:

حكومة الولايات المتحدة الأمريكية فتحت جبهة جديدة الآن مع كوريا الشمالية، هل من الممكن أن يؤثر هذا على توجه الولايات المتحدة الأمريكية بشأن سورية حالياً؟

بشار الأسد:

لا، الولايات المتحدة الأمريكية تسعى دائماً للسيطرة على كل دول العالم من دون استثناء، هى لا تقبل بحلفاء سواء كانت هذه الدول من الدول المتطورة المتقدمة من حلفائها فى الكتلة الغربية أو من الدول الأخرى فى بقية أنحاء العالم، الكل يجب أن يكون تابعاً للولايات المتحدة، لذلك ما يحدث مع سوريا، ما يحصل مع كوريا، ما يحصل مع إيران، ما يحصل مع روسيا، وربما مع فنزويلا الآن، هدفه إعادة السيطرة الأمريكية على العالم، لأنهم يعتقدون بأن هذه السيطرة مهددة حالياً، ما يهدد بالتالى مصالح النخب الاقتصادية والسياسية فى الولايات المتحدة.

 

السؤال السابع:

حالياً دور روسيا واضح جداً فى الصراع الذى تعيشه سوريا، ولكن ما هو دور الصين هذه القوة العظمى العالمية الأخرى؟

بشار الأسد:

بالنسبة لروسيا والصين هناك تعاون كبير بما يخص العمل السياسى أو الموقف السياسى، هناك تشابه فى وجهات النظر، وهناك تعاون فى مجلس الأمن، كما تعلمون الولايات المتحدة حاولت عدة مرات هى وحلفاؤها أن يستخدموا مجلس الأمن من أجل شرعنة دور الإرهابيين فى سورية ومن أجل شرعنة دورهم فى التدخل فى سورية، التدخل غير القانونى والعدوانى إذا صح التعبير، لذلك هنا الصين وروسيا وقفتا معاً، وكان دور الصين أساسياً مع روسيا فى هذه النقطة، ومن جانب آخر، هناك جزء من الإرهابيين من الجنسية الصينية، وهو أتى إلى سورية عبر تركيا ويشكل تهديداً بالنسبة لنا فى سورية، ولكنه يشكل أيضاً تهديداً بالنسبة للصينيين، وهناك وعى صينى حول أن الإرهاب فى أى مكان ينتقل لأى مكان آخر، فهذا الإرهاب سواء أكان من أبناء الجنسية الصينية أم من أى جنسيات أخرى ربما يعود إلى الصين ويضرب كما ضرب الآن فى أوروبا، كما ضرب فى روسيا، وكما يضرب فى سورية، وهناك الآن تعاون بيننا وبين الصين حول القضايا الأمنية.

 

السؤال الثامن:

حالياً وسائل الإعلام الغربية والولايات المتحدة الأمريكية يتحدثون عن إرهابيين معتدلين وعن إرهابيين متطرفين، فى الواقع هل هناك اختلاف بين هؤلاء؟

بشار الأسد:

بالنسبة لهم الإرهابى المعتدل هو الإرهابى الذى يقتل ويقطع الرؤوس ويذبح لكن من دون أن يحمل علم القاعدة أو من دون أن يقول "الله أكبر"، أما الإرهابى المتطرف فهو الذى يحمل العلم ويقول "الله أكبر"، عندما يذبح، هذا هو الفرق، لكن بالنسبة للولايات المتحدة كل من يخدم أجندتها السياسية ضد أى دولة أخرى ولو مارس أسوأ أنواع الإرهاب فهو بالنسبة لها معارض وليس إرهابياً وهو معتدل وليس متطرفاً، وهو مقاتل من أجل الحرية وليس مقاتلاً من أجل التخريب والدمار.

 

السؤال التاسع:

ست سنوات من الحرب انقضت، ما هو وضع سوريا الحالى؟ وخاصة فى ظل عدم وجود إحصاءات للخسائر البشرية.

الرئيس الأسد:

أكثر شيء يؤلم فى أى حرب هو الخسائر البشرية، المعاناة التى تحصل فى أى عائلة عندما تخسر عضواً من أعضائها فكل العائلة تتأثر مدى الحياة، هذا الشيء الطبيعى فى منطقة كمنطقتنا، حيث العلاقات العائلية قوية جداً ومتماسكة، فلا شيء يعوض هذه الخسارة ولا شيء يتجاوزها بالألم، باقى الخسارات طبعاً هناك خسائر اقتصادية ضخمة جداً، هناك خسائر بالبنية التحتية، لكن هذه البنية التحتية بنيت عبر خمسين عاماً أو أكثر بقليل بأياد سوريا، لم تبن البنية التحتية فى سوريا بأياد أجنبية، لدينا القدرات لإعادة بناء هذه البنية التحتية، الشيء نفسه بالنسبة للاقتصاد، الاقتصاد السورى مبنى على القدرات السورية بالدرجة الأولى، وعلاقاتنا مع دول الغرب أساساً محدودة فى المجال الاقتصادى.

 

هذا الموضوع "عندما تنتهى الحرب" يعاد بناؤه، لا توجد لدينا مشكلة، صحيح أنه يستغرق زمنا ولكن ليس مستحيلاً، الشىء الأول “وهو الخسائر البشرية” هو الألم الأكبر بالنسبة لسورية.

 

السؤال العاشر:

هل هناك بعض من الدول الست والثمانين التى تشكل التحالف الذى يهاجم سوريا ستشارك فى عملية إعادة الإعمار؟

الرئيس الأسد:

لا، طبعاً لا، هم أولاً لا يريدون إعمار سوريا، ولكن بعض الشركات فى تلك الدول بكل تأكيد إذا رأى أن الأمور بدأت تتحرك، أى عجلة الاقتصاد وعجلة الإعمار فى سوريا فهو انتهازى، هو يريد الأموال فقط، فسيكون لديه الاستعداد لمحاولة المجىء من أجل أن تكون له حصة فى إعمار سوريا كى يكسب الأموال طبعاً، بكل تأكيد الشعب السورى لن يقبل بهذا الشىء، كل دولة وقفت ضد الشعب السورى وساهمت فى التخريب والتدمير لن يكون لها مكان فى يوم من الأيام فى إعادة الإعمار فى سوريا، هذا الشىء محسوم.

 

السؤال الحادى عشر:

ولكن كيف كانت الحياة فى هذه السنوات الست فى هذه الأمة المحاصرة ؟

الرئيس الأسد:

الحياة طبعاً قاسية أثرت على كل مواطن سورى، الإرهابيون دمروا البنية التحتية، الكهرباء تأتى فى بعض المناطق ربما ساعة أو ساعتين، وفى مناطق أخرى لم يكن هناك كهرباء على الإطلاق، هناك مناطق لم تصلها الكهرباء لأكثر من سنتين أو ثلاث سنوات، لا يعرفون التلفاز، والأطفال لا يذهبون إلى المدرسة، لا توجد عيادات طبية أو مشاف، لا أحد يعالج المرضى، يعيشون قبل الحضارة البشرية بفعل الإرهابيين، وهناك مناطق قطعت عنها المياه أيضاً لسنوات كما حصل فى مدينة حلب، لسنوات طويلة لم يكن هناك مياه فى مدينة حلب، يأخذون أحياناً المياه الملوثة لاستخدامها فى الغسيل والشرب وغير ذلك، فالحياة كانت قاسية جداً.

 

السؤال الثانى عشر:

واحد من الأهداف الرئيسية خلال هذه السنوات كان شخص بشار الأسد، هل شعرتم بالخوف خلال هذه السنوات؟

الرئيس الأسد:

عندما تكون فى قلب الحرب لا تشعر بالخوف، أعتقد أن هذه حالة عامة لأغلب الناس، ولكن يكون لديك قلق عام على الوطن، فما هى قيمة أن تكون أنت بأمان كشخص، كمواطن، وكل البلد مهدد، لا يمكن أن تشعر بالأمان، فأعتقد أن الشعور الموجود لدينا فى سورية عامة هو القلق على مستقبل سورية أكثر من الخوف الشخصى، والدليل أن قذائف الهاون تسقط فى أى مكان وتدخل فى أى منزل، ومع ذلك ترى الحياة مستمرة فى سورية، هناك إرادة للحياة أقوى بكثير من فكرة الخوف بالمعنى الشخصى، أنا شخصياً كرئيس استمد هذه المشاعر من عامة الناس ولا أستمدها من شعورى الشخصى، أنا لا أعيش بحالة منعزلة عن الآخرين.

 

السؤال الثالث عشر:

ولكن وسائل الإعلام الغربية فى العالم تقوم بحملة إعلامية ضدكم، هل أنا حالياً أجلس أمام هذا الشيطان الذى تصوره وسائل الإعلام؟

الرئيس الأسد:

نعم، من وجهة النظر الغربية أنت تجلس مع الشيطان، هذا هو التسويق الغربى الآن، ولكن دائماً فى كل حالة هناك تسويق غربى عندما لا تخضع الدولة أو الحكومة أو الشخص لمصالحهم، ولا يعمل لمصالحهم ضد مصالح شعبه، هذه المطالب الغربية الاستعمارية عبر التاريخ، هم يقولون أن هذا الشخص الشرير يقتل الشعب الطيب، حسناً، إذا كان هو يقتل الشعب الطيب فمن الذى يقف معه لمدة ست سنوات؟ لا تستطيع روسيا أو إيران أو أى دولة صديقة أن تدعم شخصاً على حساب الشعب، هذا الكلام مستحيل، فإذا كان هو يقتل الشعب فكيف يدعمه الشعب؟ هذه هى الرواية الغربية المتناقضة، لذلك علينا ألا نضيع وقتنا فى الروايات الغربية، هى دائماً مليئة بالأكاذيب عبر تاريخها، أيضاً هذا الشيء ليس جديداً.

 

السؤال الرابع عشر:

ما الذى يمكن أن تفعله سورية لوضع حد لهذه الحرب ونحن على أبواب الجولة السادسة من محادثات جنيف؟

الرئيس الأسد:

نحن قلنا هناك محوران، المحور الأول، هو مكافحة الإرهابيين، وهذا ليس قابلاً للنقاش، ولا يوجد لدينا خيار فى التعامل مع الإرهابيين سوى مكافحتهم، الجانب الآخر هو الجانب السياسى، وفيه نقطتان، الأولى هى الحوار مع مختلف القوى السياسية حول مستقبل سورية، الثانية، هى المصالحات المحلية، بمعنى نحن نتفاوض مع الإرهابيين فى قرية أو فى مدينة حسب كل حالة بشكل منفصل، هدف هذه المصالحة أن يلقوا السلاح وأن يحصلوا من الدولة على العفو وبالتالى يعودون إلى حياتهم الطبيعية، هذا المحور، هذه النقطة تم تطبيقها خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية وحققت نجاحات جيدة وهى مستمرة الآن، هذه هى المحاور التى نستطيع أن نعمل عليها من أجل حل الأزمة السورية.

 

السؤال الخامس عشر:

من هذه الدولة التى تعيش حالة حرب، كيف ترون الوضع فى أمريكا اللاتينية وخاصة فى فنزويلا حيث بدأت بالظهور مجموعة من الأعمال المشابهة كثيراً للتى تسببت بنشوب الصراع فى سوريا ؟

الرئيس الأسد:

طبعاً، يجب أن تكون متشابهة لأن المخطط هو نفسه، والمنفذ هو نفسه، هى الولايات المتحدة كقائد للفرقة الموسيقية والجوقة التى تعزف معه وهى الدول الغربية، بالنسبة لأمريكا اللاتينية بشكل عام ولفنزويلا بشكل خاص، فقد كانت تشكل الحديقة الخلفية للولايات المتحدة عبر عقود ماضية، وكانت تشكل الحديقة التى تحقق من خلالها الدول الغربية وخاصة أمريكا الشمالية أو الولايات المتحدة مصالحها الاقتصادية عبر نفوذ الشركات الكبرى فى بلدانكم، وكانت الانقلابات التى تحصل لديكم فى ذلك الوقت فى الستينيات والسبعينيات، سواء كانت انقلابات عسكرية أو انقلابات سياسية تهدف لتكريس السيطرة الأمريكية على مصالح شعوبكم، ولكن أمريكا اللاتينية تحررت خلال العشرين عاماً الماضية وامتلكت قرارها المستقل وأصبحت الحكومات تدافع عن مصالح شعوبها، وهذا شيء غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة، لذلك هم الآن يستغلون ما يحصل فى العالم من الثورة البرتقالية فى أوكرانيا إلى الانقلاب الأخير فيها منذ بضعة أعوام إلى ما يحصل الآن فى الدول العربية فى ليبيا وسورية واليمن وغيرها، من أجل تطبيقه فى دول أمريكا اللاتينية، بدؤوا فى فنزويلا بهدف الإطاحة بالحكومة الوطنية وسيمتد الموضوع إلى باقى دول أمريكا اللاتينية.

 

السؤال السادس عشر:

هناك من يظن وخاصة من المواطنين العاديين من أمريكا اللاتينية بأن سيناريو مشابها لما يحدث فى سورية يمكن أن يتكرر فى أمريكا اللاتينية، ما رأيكم ؟

الرئيس الأسد:

هذا صحيح، لذلك أقول طالما أن المخطط واحد والمنفذ واحد فمن الطبيعى أن يكون السيناريو ليس متشابهاً فقط بل متطابق، ربما تختلف بعض العناوين المحلية، فى سورية فى البداية قالوا إنها مسيرات سلمية، ولكن فى الواقع عندما لم تنتشر هذه “المسيرات السلمية” أو " المظاهرات السلمية "أدخلوا بينهم أشخاصاً ليقوموا بإطلاق النار على الطرفين، على الشرطة وعلى المتظاهرين فسقط قتلى، فأصبحوا يقولون الدولة تقتل الشعب، هذا السيناريو نفسه يتكرر فى كل مكان، السيناريو نفسه سوف يتكرر فى فنزويلا، لذلك يجب أن يكون الشعب فى فنزويلا واعياً، هناك فرق بين أن تكون معارضاً للحكومة، وبين أن تكون ضد الوطن، فرق كبير، هذا جانب، الجانب الآخر، لا يمكن لدولة أجنبية أن تكون هى الحريصة على مصالح فنزويلا أكثر من أبناء فنزويلا أنفسهم، لا تصدق الغرب، الغرب ليس حريصاً على حقوق الإنسان ولا على مصالح الدول، هو حريص على مصالح جزء من النخبة الحاكمة فى دوله، وهذه النخبة الحاكمة ليست بالضرورة سياسيين، وإنما أيضاً شركات اقتصادية.

 

السؤال السابع عشر:

أتحدث عن أمريكا اللاتينية وعن فنزويلا والثورة البوليفارية التى كانت حليفاً قوياً لكم، كيف تتذكرون الرئيس الراحل هوغو تشافيز؟

الرئيس الأسد:

الرئيس تشافيز كان شخصية متميزة على مستوى العالم، فعندما نتحدث عن أمريكا اللاتينية نتذكر بشكل فورى الرئيس تشافيز والراحل القائد فيديل كاسترو أيضاً، قائد الثورة الكوبية، هما شخصيتان متميزتان غيرا وجه أمريكا اللاتينية، لكن طبعاً من أعرفه أنا بشكل شخصى والتقيت به أكثر من مرة وكانت تربطنى به علاقة شخصية هو الرئيس تشافيز عندما زارنا فى سورية وزرته فى فنزويلا، زارنا مرتين ولم تكن مرة واحدة، عندما تلتقى به تستطيع أن تقول أنه ابن الشعب، لا تشعر بأنك تلتقى مع رئيس أو سياسى وإنما مع شخص يعيش معاناة الناس وكل حديثه بكل دقيقة هو حول التفاصيل التى تخص المواطنين فى بلده، وعندما يتحدث مع رئيس دولة أخرى أو مع مسؤول فى دولة أخرى يفكر دائماً كيف يمكن أن يخلق مصالح مشتركة تنعكس على شعبه، لقد كان قائداً حقيقيا وكان شخصية لها كاريزما قوية جدا، وهو شخص صادق إلى أبعد الحدود.

 

السؤال الثامن عشر:

تشافيز قاموا بشيطنته سابقاً، ومن الواضح أنه حان دور نيكولاس مادورو حالياً؟

الرئيس الأسد:

طبعاً طالما هو الخط الوطنى نفسه، طالما أن الرئيس مادورو يتابع بالخط الوطنى، خط استقلال فنزويلا، والعمل من أجل المواطنين فى بلاده فمن الطبيعى أن يكون هو هدفاً أولاً بالنسبة للولايات المتحدة، هذا شيء بديهى يجب ألا نفكر به.

 

السؤال التاسع عشر:

كيف يتخيل بشار الأسد نهاية الحرب ؟

الرئيس الأسد:

اليوم لو وضعنا جانباً التدخل الأجنبى فى سورية، المشكلة ليست معقدة، أغلبية السوريين تعبوا من الحرب ويريدون الحل ويريدون العودة للأمان والاستقرار، وهناك حوار بيننا كسوريين، وهناك لقاءات والناس تعيش مع بعضها، أى أنه لا يوجد حاجز حقيقى، المشكلة الآن أن العصابات الإرهابية كلما تقدمنا خطوة باتجاه الحل وإعادة الاستقرار أتاها المزيد من الأموال والأسلحة من أجل تخريب الوضع، لذلك أستطيع القول أن الحل يجب أن يكون بإيقاف دعم الإرهابيين من الخارج، هذا أولاً، من ناحيتنا فى سورية ستكون المصالحة بين كل السوريين والعفو عما مضى فى السابق خلال هذه الحرب هو الطريق لإعادة الأمان إلى سورية، وتأكد أنه عندها ستكون سورية أقوى بكثير من سورية قبل الحرب.

 

السؤال العشرون:

هل أنتم مستعدون للمصالحة مع هؤلاء الذين رفعوا سلاحهم فى وجه الشعب السورى ؟

الرئيس الأسد:

طبعاً، وهذا الشىء حدث فى أماكن مختلفة وكثيرة والبعض منهم قاتل مع الجيش السورى، ومنهم من استشهد، والبعض منهم الآن موجود فى مدينته فى القسم الذى يقع تحت سيطرة الدولة، لا توجد لدينا مشكلة، التسامح ضرورى لحل أى حرب، ونحن نسير بهذا الخط.

 

السؤال الحادى والعشرون:

سيدى الرئيس ما هى رسالتكم لأمريكا اللاتينية وللعالم؟

الرئيس الأسد:

حافظوا على استقلالكم، نحن فى منطقتنا العربية نحتفل بعيد الاستقلال فى أكثر من دولة، ولكن هذا الاستقلال كان يعنى " فى عدد من دول منطقتنا" خروج القوات المحتلة وحسب، ولكن الاستقلال الحقيقى هو عندما تمتلك القرار الوطنى، بالنسبة لنا، أمريكا اللاتينية كانت أنموذجاً فى الاستقلال، بمعنى خروج المحتل إذا كانت هناك قوات أجنبية، ولكن بالوقت نفسه القرار الوطنى، وبالوقت نفسه الانفتاح والديمقراطية، فأنتم قدمتم أنموذجاً مهماً للعالم حافظوا عليه، لأن الكثير من الدول إذا أرادت أن تتطور خاصة فى دول العالم الثالث والعالم النامى فيجب أن تتبع النموذج الذى تم تطبيقه فى أمريكا اللاتينية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة