قرأت تقريرا كتبته إحدى الصحف العربية عن فضيحة لأمير قطر باستدعائه قيادات إخوانية تقيم فى قطر لتوبيخهم بسبب أدائهم السىء فى نشر الإرهاب فى مصر، وعدم القدرة على زعزعة أمنها.
سرحت بخيالى ولوهلة اختلط على الأمر، وأعدت قراءة الخبر بعد أن نزعت كلمة قطر واستبدلتها بالعدو الصهيونى، لكن الخبر كان واضحا جليا وضوح الشمس، لا التباس فيه، قد يقول البعض ربما يكون خبرا مغلوطا ومفتعلا، إلا أن الجريدة التى كتبته ليس لديها أى ميول عدائية لا لقطر ولا لمصر.
وعندما دققت فى أدلة الخبر وجدتها مناسبة لما جاء فيه، فقيادات الإخوان تعيش عيشة فاخرة فى قطر، وهذه معلومة معروفة للجميع، والعداء الواضح لقطر تجاه مصر تبثه كل يوم قناة الجزيرة، بل إن هناك قنوات قطرية أخرى انضمت للفريق المعادى لمصر.
وقتها قلبت فى كتب التاريخ لكى أسترجع العلاقات المصرية القطرية، منذ قيام دولة قطر واستقلالها فى عام 1971 فإذا بى أجد أنها بالفطرة كانت العلاقات متوترة بلا داعى من الجانب القطرى، ففى عهد الرئيس جمال عبدالناصر اعترضت قطر، وكانت وقتذاك لم تعلن استقلالها، وكانت جزءا من الإمارات التسعة، وقررت أن تقاطع القمة العربية فى القاهرة، فقال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر جملته الشهيرة «نخلتين وخ يمة يقاطعوا مصر».
وعندما تم اكتشاف أكبر خط غاز طبيعى فى العالم فى قطر، تحولت الدفة لصالح الشعب القطرى، وبدا فى الانتعاش الاقتصادى، كان ذلك فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ولم تكن العلاقات فى عهده أفضل من سابقه، فقد اعترضت دولة قطر على اتفاقية كامب ديفيد، التى عقدها السادات لإعادة أراضينا المحتلة مع إسرائيل.
وهى نفسها إسرائيل التى تقيم معها قطر علاقات وطيدة وبأموال صهيونية تمول قنوات قطرية، ولن ننسى ما قاله السادات، عندما اعترضت قطر على معاهدة السلام «مش فاضل إلا نخلتين وخيمة يقاطعوا مصر».
ولم تجر الأمور يسيرة فى عهد مبارك.
أما الرئيس محمد مرسى، فكان الوحيد الذى راقت له قطر وتحالف معها، بل إنه تآمر معها ضد بلده.
كل ذلك أمر وارد ومحتمل، إنما ما تفعله دولة قطر وإدارتها فاق كل استيعاب والتوقعات، متناسية أن نشر الإرهاب فى مصر لا يقضى على مجرد رئيس، لكنه يقضى على مصر كلها، انتشار الإرهاب فى مصر وسقوطها يعنى سقوط العرب جميعهم.
نحن أمام دولة إرهابية بكل معنى الكلمة، قولا وفعلا وأموالا تنفق، وعزائم تشحذ ودول تجند، وكأن كل شىء فى الوجود يشترى بالأموال.
من حق مصر أن تقاضى دولة قطر أمرائها وإدارتها وسياستها أمام محكمة العدل الدولية، لا بد أن تحاكم من أجل آلاف الشهداء من شباب مصر جنودها ونسائها مسيحييها وأطفالها، فإرهاب قطر لم ينجٌ منه أحدا، وإنما طال دولا كثيرة، ليبيا وسوريا وغيرها، دولا انتهت كالعراق والسودان وأفغانستان والبقية تأتى، ولا تدرى قطر أنها مجرد نقطة فى بحر الشر العالمى، عروس ماريونت تلهو بها القوى العظمى، وستنتهى قريبا قطر ومن وراؤها.. وتبقى مصر بأمر الله.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
قطر
نخلتين وخيمه علي جزيرة حقد وبير خيانه وبحر غدر