رشا الجندى

فضفضة رجل مهم

الجمعة، 21 أبريل 2017 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الأشخاص المهمون فى الحياة من السهل التعرف عليهم بمجرد رؤيتهم من بعيد، فجميعهم يلتف الآخرون حولهم، نادراً ما تجدهم بمفردهم، وتتلقى آذانهم أغلب الأوقات جمل الإطراء وكلمة حاضر فقط. وفى معظم المجتمعات الشرقية يتم تصنيف الأشخاص المهمين وفقاً لثرواتهم المادية أو لسلطاتهم الوظيفية. وفى بعض المجتمعات الشرقية يتم تصنيفهم بالإضافة إلى ما سبق وفقاً لعقولهم المميزة مما تحتويه من علم وأفكار أو لموهبتهم الإبداعية فى إحدى المجالات. وفى كل الأحوال فهم أمام أعين الناس "أشخاص مهمين"  ..

 

أحد هؤلاء الأشخاص المهمين اجتمع بأبنائه وعيناه يملأها الحزن على غير عادته، قائلا: لا يغرنكم التفاف البشر من حولكم، واستجابتهم لمطالبكم والسؤال المستمر عنكم ، وكلمات الود والإطراء فأغلبها زائفة ، وعند وفاتى ستنتهى كل هذه الأشياء .. تعجب الأبناء !!! وقال أحدهم ، لماذا هذا الكلام المزعج يا أبى ؟!!! جاوبه بأنه شاهد الدنيا على حقيقتها عندما توفى أحد الأشخاص المهمين ولا يوجد من يسال عن أبنائه الآن، حتى من منطلق إكرامه وهو متوفى  .

 

عزيزى القارئ: لم يكتب علم النفس المقدمة السابقة ليصيبك بالتشاؤم. ولكن ليجعلك ترى العالم الداخلى قبل الخارجي. فلقد لاحظ علم النفس أن الأغلبية ينظرون لهؤلاء المهمين على أنهم صفقة لابد من استغلالها ، ولابد من قول حاضر فقط . بصرف النظر عن كونهم إنسان يشعر وينجرح ويخاف ويفكر ويحتاج لمن ينصحه نصيحة صادقة من القلب ... الخ .

 

أعلم جيدا عزيزى القارئ أنك إن كنت من الناس المهمين من وجهة نظر أغلب مجتمعاتنا الشرقية فسوف ترتاح نفسك لهذا المقال . أما إن كنت من الناس غير المهمين من وجهة نظر أغلب مجتمعاتنا الشرقية فانتظر من فضلك قبل أن تتوقف عن قراءة المقال وتلاحقنى بتعليقات ساخرة من قلبك .. انتظر لحظة أخيرة لأقول لك ..

 

 إن هؤلاء المهمين حتى وإن لم تكن أنفسهم ومشاعرهم كهذا الذى اجتمع بابنائه .. وحتى وان سيطرت القسوة على قلوبهم ، ودعمت قسوتهم زيادة أموالهم وأنفسهم وقضت على مشاعرهم .. وحتى وحتى وحتى . فاسمح لعلم النفس ان يقول لك إنهم عزيزى القارئ ضحايا لسبل مجتمعية تم فرضها عليهم ، إما ممن هم اهم منهم أو ممن هم يحيطون بهم ويتعاملون معهم فقط على انهم صفقة لابد من الالحاق بالاستفادة منها .. لذا للحفاظ على صحتنا النفسية وصحة هؤلاء علينا بعدم الانسياق وراء سبل الحياة التى تم فرضها علينا بالوراثة المجتمعية .. علينا ان نعامل الانسان كإنسان .. ونتأكد ان الأموال والمناصب هى ملك للخالق عز وجل ، وان جميع البشر إن ساعدوك او أعطوك فهم سبب ، وبالتالى الخالق قادر على منع السبب مهما كانت حيلنا فى الأخذ منه. وقادر على تسخير السبب لمساعدتنا ، كما انه قادر على تعويضنا بسبب اهم منه.. ولذا علينا فقط باخلاص النوايا وعدم النفاق حتى لا نصيب الآخرين بالوجع عن اكتشاف الحقيقية  ..  فالحب الصادق والود الحقيقى هو الذى يدوم حتى بعد الوفاة إكراما للمتوفى ..










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة