"كلانا أهل قانون ونتشرف بزى رجال الدين لذا يجب علينا قبل الجميع أن نلتزم بالضوابط الأخلاقية فى المنافسة.. من الحسرة أن تكون المنافسة على خدمة الشعب مشوبة بعيب دعائى".. كشفت هذه الكلمات التى أرسلها المرشح لانتخابات الرئاسة الإيرانية إبراهيم رئيسى عبر خطاب مفتوح، عن صراع مبكرا بدأ يلوح من خلف العباءات والعمائم التى أصبحت تميز المنافسة الانتخابية هذا العام بين المرشحين الأبرز وهما الرئيس "حسن روحانى" صاحب العمة البيضاء، والذى يحمل لقب حجة الإسلام والمسلمين، والمحافظ إبراهيم رئيسى يحمل اللقب نفسه، وصاحب العمامة السوداء كون نسبه يصل إلى الأشراف (من نسل أهل بيت النبى) وفق المعتقدات الإيرانية.
ورغم أن صعود رئيسى للمشهد السياسى فى إيران وقف وراءه المرشد الأعلى على خامنئى، بتنصيبه فى 1985 منصب نائب المدعى العام، ثم بتكليفه فى 2016 تولى رئاسة أكبر منظمة دينية فى مشهد، ما يعنى أنه يحظى بدعم هرم السلطة فى انتخابات وافق أيضا خامنئى على خوضه فيها، إلا أنه كتب خطابين مفتوحين أحدهما إلى روحانى والأخرى إلى رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبد العلى على عسكرى.
واتهم رئيسى، رئيس الإذاعة بارتكاب انتهاكات قبيل بدء الدعاية الانتخابية، و"دعاية متحيزة"، قائلا: "للأسف وعلى عكس المعتاد مؤسستكم تغطى نشاطات رئيس الجمهورية بشكل مكثف عبر البث المباشر ونشرات الأخبار". وقال إنه من المتوقع أن يتفادى التلفزيون الإجراءات التى من شأنها إيجاد دعاية متحيزة لصالح شخص معين عبر مراعاة الأهداف والوظيفة القانونية لهيئة الإذاعة والتلفزيون.
ويرفع رئيسى شعار "العمل والكرامة"، أمام منافسه روحانى الذى ينظر إليه فى الداخل الإيرانى على أن حكومته فشلت فى انعاش الاقتصاد الإيرانى وخلق فرص عمل وخفض معدل البطالة، وقال فى إحدى خطبه "البعض يقول إننى منافس لفلان أو لآخر لكننى فى الحقيقة منافس للبطالة والفقر وعدم الكفاءة".
3 أقطاب تعقد المشهد الانتخابى
وبعد غلق باب الترشح برزت 3 أقطاب رئيسة بين المرشحين، تتمثل فى وجود المرشح الرئيسى إلى جانبه مرشح الظل، ما سيعقد المشهد الانتخابى، وبحسب السياسى الإصلاحى محمد جواد حق شناس فأن الانتخابات المقبلة سيكون فيها 3 أقطاب، أولها الثنائى قاليباف - رئيسى، وروحانى - جهانجيرى، واحمدى نجاد - بقائى، ورأى أن ما يميز هذه الانتخابات مشاركة 3 مرشحو ظل إلى جانب المرشحين الأساسيين، لكن ينتظر الجميع نتائج دراسة لجنة صيانة للمرشحين واستبعاد بعضهم لتسير العملية الانتخابية فى سلاسة.
شقيق رفسنجانى ونائب روحانى مرشحا ظل
وعلى الجانب الآخر يرفع التيار الإصلاحى ورقة "مرشح الظل" الذى يلعب دوره نائب روحانى "اسحاق جهانجيرى" وشقيق رفسنجانى "محمد هاشمى رفسنجانى"، وكشف السياسى الإصلاحى حق شناس عن دعوة هذا التيار لنائب روحانى جهانجيرى للترشح إلى جانبه، بهدف عرض الخطاب الإصلاحى للرأى العام، مشيرا إلى أنه هو من طرح هذه الفكرة فى شورى التنسيق للجبهة الإصلاحية، فضلا عن أن التيار الاصلاحى لديه مخاوف من مشاركة روحانى بمفرده ووقوع أحداث غير متوقعة على سبيل المثال رفض اهليته فى مجلس صيانة الدستور، مذكرا برفض ترشح رفسنجانى وحفيد الخمينى فى انتخابات مجلس الخبراء السابقة، ما جعل هناك حاجة إلى "مرشح ظل"، فمن الممكن أن يتم رفض المرشح الإصلاحى لأى سبب من الأسباب، مؤكدا إلى أن روحانى وافق على ترشح نائبه.
الزعيم الإصلاحى "خاتمى" يدخل على خط الانتخابات
ويبدو أن الزعيم الإصلاحى والرئيس الأسبق "محمد خاتمى" المحروم من الظهور الإعلامى بأمر من نظام، دخل على خط الانتخابات، وبدأ يلعب دوره المعهود فى الحشد والدعم لروحانى، حيث نقلت صحيفة همدلى عن النائب الإصلاحى وعضو تكتل الاصلاحيين بالبرلمان إلياس حضرتى الذى كشف أن خاتمى طلب من نائب روحانى خوض الانتخابات، مشيرا إلى أن الزعيم الإصلاحى كان منذ البداية موافق على استراتيجية مرشحين مساندين للمرشح الأساسى.
وفى السياق نفسه، كشف شقيق رفسنجانى والمرشح الرئاسى محمد هاشمى رفسنجانى عن أن خوضه هو ونائب روحانى اسحاق جهانجيرى الانتخابات الرئاسية كـ "مرشحين ظل" يأتى للتأثير على سير المناظرات الانتخابية، مشيرا إلى أن المرشحين ممن سيشاركون إلى جانب روحانى سيقومون بإيضاح الحقائق أمام انتقادات وسهام التيار الآخر.
وفى صحيفة نواوران نفى شقيق رفسنجانى ما نسبته إليه وكالة تسنيم المتشددة أن روحانى قد ينسحب لصالحه، مشيرا إلى أنه لا يوجد تنافس بين أجنحة الجبهة الإصلاحية، كما كشف شقيق رفسنجانى، أن مشاركة مرشح ظل فى الانتخابات الرئاسية كانت بتوصية من هاشمى رفسنجانى قبل وفاته، وقال محمد هائمى أنه شقيق قبل وفاته اقترح 5 أفراد من الممكن أن يلعبوا هذا الدور، من بينهم أنا (محمد هاشمى) وإسحاق جهانجيرى نائب روحانى، وجواد ظريف وزير خارجيته، والنائب الإصلاحى محمد رضا عارف، وناطق نورى.
دعوات لمجلس صيانة الدستور لرفض "نجاد"
إلى ذلك وجه النائب السابق وأبرز وجوه المحافظين أحمد توكلى رسالة إلى مجلس صيانة الدستور المكلفة النظر فى طلبات الترشح مطالباً إياه برفض ترشح نجاد، إضافة إلى عدد من الأصوليين الذين يرون أن ترشحه سوف يضر بمرشحهم وسيساهم فى تفتيت الأصوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة