لم تتخيل سيدة تعيش فى الأرياف بمحافظة القليوبية يوما من الأيام أن تتلوث يدها بدماء والد طفلتها، بعدما باءت كل محاولات الصلح بينهما بالفشل، ولم تتوقع السيدة أن الخلافات الزوجية ستصل للقتل، وأن العند بين الأزواج ينتهى بأحدهما فى القبر والآخر بالسجن، لتبدى ندمها على ما اقترفت يداها.
"منى.ع "، الفتاة الخلوقة المسالمة قبل الزواج، التى لا يسمع أحد صوت لها، تسألها فتجيب بقدر السؤال، لا ترفع عينها من الأرض، يتحاكى أهالى قريتها "كوم اشفين" بقليوب بأخلاقها الرفيعة، ويضربوا بها المثل أمام بناتهم.
لم يتوقع أحد من أهالى القرية أن تتحول هذه الفتاة إلى مجرمة قاتلة، حيث كان زواجها من "محمد.ح" 31 سنة، بمثابة نقطة تحول كبيرة فى حياتها، فمنذ أن وطأت قدمها منزل الزوجية والخلافات تتكرر، يتدخل الوسطاء تارة لتهدئة الإجواء بين الزوجين، ويتدخل شقيقاها تارة أخرى لتهديد الزوج بالعدول عن إهانة شقيقتهما، وتترك الزوجة المنزل أيضاً وتعود أحياناً أخرى، وتبقى طفلتها الصغيرة بمثابة القاسم المشترك بينها وزوجها والشعرة الرقيقة التى تربط بين الاثنين.
لم تستطيع الزوجة الصمود طويلا أمام المشاكل الزوجية، لينتهى الأمر بالطلاق والفراق بين الاثنين، واختارت الطفلة البقاء مع والدتها، إلا أن الزوج لم يرضه الأمر، فهددت طليقته عدة مرات لانتزاع حضانة طفلته منها، وعندما باءت محاولاته بالفشل، طلب من طليقته العودة لها مرة أخرى بحجة تربية طفلتهما بينهما، لكنها رفضت العودة له مرة أخرى، فجن جنونه وقرر التشهير بها، مما أزعج أشقاءها وقرروا الانتقام من هذا الرجل الذى أزعج شقيقتهما أثناء الزواج وبعده.
جلس شقيقا الزوجة برفقة أختهما ووضعوا خطة للتخلص من الزوج، تمثلت فى استدراجه بحجة الموافقة على إعادة عقد قرانه عليها مرة أخرى، ثم قتلته، حيث اتصلت به طليقته هاتفياً وطلبت منه الحضور لمنزل أسرتها لعقد القران مرة أخرى، ففرح الضحية وأسرع إلى هناك حيث جهز الشقيقان سلاح أبيض مزقا جسد المجنى عليه به، بعدما سددا له 8 طعنات بالظهر و3 طعنات بالبطن وطعنة بالكتف الأيسر وطعنة أسفل البطن وذلك أثناء توصيلهما للضحية من منزلهما لمنزله مرة أخرى، ثم ألقوا الجثة وسط الزراعات المتاخمة لمساكن قرية كوم اشفين بعد إشعال النيران فيها.
كانت الأجهزة الأمنية بالقليوبية تلقت بلاغاً بالعثور على جثة مواطن مقتولاً بالزراعات، فوجه اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية للأمن العام بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة، توصلت جهوده إلى أن القتيل على خلاف مع طليقته وأنها وراء قتله برفقة شقيقها، فتم القبض على المتهمين الثلاثة واعترفوا بارتكابهم للواقعة انتقاماً منه.
وانهارت المتهمة أمام رجال الشرطة معترفة بجريمته، مؤكدة أنها قررت التخلص من طليقها بعدما ذاقت معه الأمرين سواء أثناء الزواج منه أو بعد الانفصال معه، وأن قلقها الوحيد يكمن على طفلتها التى وجدت نفسها طفلة لأب قتيل وأم سجينة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة