مع التقارير المتتابعة التى تشير إلى تصاعد ظاهرة التحرش، بالإضافة إلى الحوادث المثيرة للجدل والقلق أيضًا، انتبهت العديد من منظمات المجتمع المدنى إلى ضرورة العمل على مواجهة هذه الظاهرة التى تهدد الأمن البدنى والنفسى لملايين من النساء والفتيات فى مصر، وهو ما دفع العديد من الشباب إلى إطلاق مبادرات وحملات للتوعية بكيفية التصدى للتحرش الجنسى، كما اهتم المجلس القومى للمرأة بمناقشة الظاهرة فى العديد من الندوات، واتخذ بعض الخطوات للتصدى للظاهرة، خاصة فى أيام الأعياد.
«القومى للمرأة»: خطوط للشكاوى ووحدات لمكافحة التحرش
من أجل مواجهة ظاهرة التحرش المتكررة فى الأعياد، خصص المجلس القومى للمرأة خطوطًا للشكاوى، وغرف عمليات من أجل تلقى شكاوى حالات الحرش الجنسى، والاستشارات القانونية، والدعم الاجتماعى.
كما قام المجلس القومى للمرأة بافتتاح وحدات لمكافحة التحرش الجنسى بالعديد من الجامعات، من بينها جامعة أسيوط.
«شفت تحرش».. محاولة لخلق مجتمع آمن بالتوعية والتصدى للتحرش
فى أكتوبر 2012 انطلقت مبادرة «شفت تحرش» كمجموعة ضغط تعمل على رصد وتوثيق ومكافحة التحرش الجنسى، وتوفر الدعم القانونى والنفسى للضحايا، وجاءت انطلاقة المبادرة تزامنًا مع احتفالات العيد الأضحى التى تشهد فى كل عام الكثير من الاعتداءات. ووضعت المبادرة هدفًا رئيسيًا لها، هو «خلق مجتمع خالٍ من التحرش الجنسى»، وذلك من خلال تقديم التوعية ونشر ثقافة المساواة ومناهضة العنف ضد المرأة، خاصة العنف الجنسى، ونظمت المبادرة سلاسل بشرية للتوعية بضرورة مناهضة التحرش، وفعاليات «عيد آمن» فى الأعياد، للتصدى لمحاولات التحرش، ودعم الفتيات فى مواجهته، وقامت بتوزيع منشورات للتعريف بقانون التحرش الجديد، بالإضافة إلى خطوط ساخنة لتلقى بلاغات الاستغاثة.
«خريطة التحرش الجنسى».. خطوة على طريق بناء مجتمع يضمن السلامة من العنف الجسدى
فى أواخر عام 2010 تأسست مبادرة «خريطة التحرش الجنسى»، بهدف خلق بيئة رافضة للتحرش الجنسى فى مصر، بالإضافة إلى رسم خرائط لأماكن التحرش، بناء على البلاغات التى يتم تلقيها من النساء والفتيات عبر الإنترنت، لتحدد فيما بعد المناطق الآمنة والخطيرة وتوفر الدعم فى الأماكن غير الآمنة، بالإضافة إلى تحديد حجم المشكلة للناس.
تعمل المبادرة أيضًا على إقناع المارة والمؤسسات بالتصدى للتحرش الجنسى من خلال اتخاذ موقف جماعى ضده.
قدمت المبادرة أيضًا خريطة للتحرش فى أماكن العمل، وأطلقت حملة باسم «اسألى قبل ما تشتغلى» للقضاء على التحرش الجنسى فى أماكن العمل.
«بصمة» حارب التحرش بطرق مبتكرة
فى يوليو 2012، وبعد حوادث التحرش فى ميدان التحرير، تأسست منظمة «بصمة» كحركة تطوعية تعمل على العديد من القضايا الاجتماعية، من أهمها العنف الجنسى، والبطالة، والجهل، والأمية، والتوعية الحقوقية، وأطفال الشوارع، وتركز المنظمة حتى الوقت الحالى على ملف التحرش الجنسى.
واتبعت المنظمة طرقًا مبتكرة لمواجهة التحرش، من بينها «كوميكس» فى المترو للتوعية بالمشكلة بعنوان «هتعمل إيه» بالإضافة إلى دوريات تطوعية للتصدى للتحرش خلال الأعياد والمناسبات، بالإضافة إلى رصد وقائع التحرش وتلقى الشكاوى بشأن جرائم التحرش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة