«الإعلام.. الصورة أحياناً تقتل»!
إذا كانت داعش تستهدف من بث فيديوهات الذبح «بث الرعب فى قلوب الأعداء»، فما فعلته وسائل الإعلام يوم الأحد الدامى، اعتداء سافر على الكرامة الإنسانية، وانتهاك لحرمة الأموات، وإيذاء لمشاعر أهالى الضحايا، وهم يشاهدون بالصوت والصورة الأشلاء المتطايرة، وبقايا الأيدى والأقدام المبتورة، والدماء المتجلطة على الأرض، وكتل النار المتطايرة بعد أن فجر إرهابى الإسكندرية نفسه، ولم يراع الإعلام أنه أثار الفزع فى البيوت، وأن السبق الذى يلهث وراءه فعل مشين، يغتال القلوب والضمائر.
(٢) ماذا يفعلون فى أمريكا وأوروبا؟
عندما نشرت صحيفة «ستايل تايمز» صورة للقتلى الأمريكيين فى العراق ملفوفة بالعلم الأمريكى، أصدر البنتاجون أوامر صارمة بعدم تكرار نشر مثل هذه الصور، التى تؤذى مشاعر الشعب الأمريكى وتؤلم أهالى القتلى، وتم إنهاء التعاقد مع من نشر الصورة وهما الصحفية تامى سيليسو وزوجها دايفد لاندرى، وعندما وقعت أحداث إرهابية فى فرنسا وألمانيا وبلجيكا، لم نر صورة أو فيديو لدماء مثتاثرة أو أشلاء مبعثرة، ولم تعبث الكاميرات الضالة بساحات الحوادث وحرمة الأموات، أما فى بلادنا «سداح مداح»، فلا ضوابط أخلاقية ولا مواثيق شرف إعلامية، ويزداد الطين بلّه بافتراءات حراس الشعارات وورثة الفزاعات.
(٣) الطوارئ.. إيه اللى رماك على المر!
اللى أمر منه، ويجب أن يعلم الذين يذرفون دموع الزيف والخداع على حائط مبكى الطوارئ، أن مستقبل الأوطان ليس لعبة فى يد الإرهاب، وأن أمن الشعوب ليس مؤامرة تحركها أصابع الديناميت، وتفجرها الأحزمة الناسفة، وأن المؤامرات التى تتعرض لها البلاد، ليست فزاعات لتكميم الأفواه ومصادرة الحريات، وأن أحداث الأحد الدامى هى مجرد بروڤة صغيرة، لسيناريوهات الخطر الداهم الذى ينتظر البلاد، إذا تمكنوا واستشرى خطر الإرهاب أكثر من ذلك، وأن الطوارئ محاطة بسياج من الإجراءات القانونية، التى تقصر حق استخدامها على الجريمة الإرهابية، وتدحض شعارات المتعاطفين مع الإرهاب، ومُشغلى أسطوانات عودة المعتقلات وزوار الفجر.
(٤) أسئلة مشروعة للإمام الأكبر!
صرحت فضيلتكم أمام طلاب جامعة القاهرة فى ديسمبر 2015، بأنك لا تستطيع أن تكفر داعش ولكن تحكم عليهم بأنهم من المفسدين فى الأرض، وسار شيوخ الأزهر الأجلاء على هذا النهج، يقدمون المبررات والأسانيد الشرعية والدينية، بأن داعش ترفع الأذان وتقيم الصلاة ولا يمكن تكفيرها، والسؤال هنا: ألا ينبغى أن يقود الأزهر معركة تصحيح المفاهيم، وتطهير العقول من الألغام، التى هى أشد خطورة من حزام الديناميت، الذى فجره إرهابى الإسكندرية، معتقدًا أن الجنة والأنبياء والصديقين فى انتظاره؟ وهل تكفى بيانات الشجب التقليدية، فى وقت يخوض فيه الوطن حربًا حقيقية؟.
(٥) أسئلة لجمعة وكريمة وخالد الجندى:
على مواقع التواصل الاجتماعى تسجيل يرجع لعامين لياسر برهامى، ويمكنكم الرجوع إليه، يصف فيه الأقباط بأنهم امه «......... » لا أستطيع أن أكتب ما قاله حتى لا أشاركه الجريمة، ويحرضهم على التخلص مما أسماه طواغيت الكنيسة، والسؤال هنا: ما حكم الإسلام فى فتاوى التحريض على القتل؟ وهل يجوز الترخيص لأمثال هؤلاء اعتلاء منابر الخطابة وتلويث أفكار الناس وتسميم معتقداتهم؟ وأذكر المشايخ الأفاضل أحمد كريمة وعلى جمعة وخالد الجندى بالذات، لأنهم يمسكون بأيديهم جمرات، وهم يواجهون طوابير من أصحاب العمائم المنغلقة والعقول المتطرفة والأفواه الصارخة.
(٦) الإخوان والقرضاوى ونور.. نماذج القبح!
الثلاثة نماذج فاجرة للقبح والمتاجرة بالدماء والعبث بأرواح الشهداء.. الإخوان أصدروا بيانًا تحدثوا فيه عن «ميلشيات الانقلاب تصنع عدوًا وهميًا اسمه الإرهاب لتستجلب تعاطف البسطاء»، الإخوان الذين تقطر أيديهم بالدماء، يعتبرون الإرهاب عدوًا وهميًا، بالطبع فمن يدافع عن الإرهاب إلا الإرهابيون.. والقرضاوى أدان «عهود الاستبداد التى لا توفر الحياة الكريمة»، ولم يقل لنا مفتى القتل لماذا لا يدين أهله وعشيرته الذين هم أعداء الحياة وصناع الموت.. وأيمن نور مارس جملته الأزلية كاتبًا «المستفيد هو الاستبداد والأنظمة الديكتاتورية»، وأطلق قنوات الخيانة والعار تطلق قذائف الشماتة من منصاتها فى تركيا.. والثلاثة مجرد نماذج قبيحة لوحوش آدمية، تعوى جوعًا بين الدماء والأشلاء.
(٧) الإخوان وأقوال مأثورة غارقة فى الإرهاب:
اللى يرش مرسى بالميه نرشه بالدم «صفوت حجازى».. سنفدى الشرعية بدمائنا وأرواحنا «محمد بديع».. سنسحقهم يوم 30 يونيو ونلقى جيفهم النتنة للكلاب الجائعة «طارق الزمر».. رجوعك دونه رقابنا يا أبى «عمر محمد مرسى».. ممكن نضحى بشوية علشان الوطن كله يمشى «محمد مرسى».. وإيه يعنى لما يموت 10 آلاف فى سبيل مشروعنا، مصر فيها 90 مليون إيه يعنى 10 آلاف «صلاح أبو إسماعيل».. وكان الإخوان العثمانيون يخططون لوطن ليس فيه مسلمون ولا أقباط، يحكمونه نصف قرن بالجلادين والسيوف، بعد أن يطمسوا هويته ويمحوا ثقافته ويدمروا حضارته، ويعيدونه إلى أسوأ عصور التاريخ، وطن لا يحكمه قانون ولا تسوده قواعد العدل والمواطنة والمساواة، وذقنا رشفة واحدة من مرارته فى عام حكمهم الأسود.
(٨) مصر فى حرب
وفى زمن الحرب لا ينبغى أن يتصدر الصفوف جريح أو كاره أو متربص أو خائن أو عميل، فلن يكونوا مع وطنهم بل عليه، ولن يدافعوا عنه بل يخذلوه، ويخلطون الحق بالباطل والباطل بالحق، ولن يبكوا على شهداء يموتون لنعيش، وعندما تسمع من يقول: سوف أضحى بوطنى من أجل دينى.. فاعلم أنه لم يفهم معنى الدين ولا معنى الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة